في الوقت الذي تشتعل فيه الأزمات في اليمن وعدن خاصة، يظهر بين الحين والآخر النخب المستفيدة و من يحنّ إلى عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عفاش، وكأن ذاك العهد كان نموذجًا يُحتذى به في الاستقرار والتنمية، متناسين أنه كان حجر الأساس للفساد الذي يعصف بالبلاد اليوم.
وللمتباكين على "العهد الذهبي"، يبدو أنكم نسيتم أن الكهرباء لم تكن ترفًا متاحًا للجميع حتى في أوج حكمه، وأن مشاريع البنية التحتية لم تكن سوى شعارات زائفة، تمامًا كوعوده بالإصلاح، أما انقطاع الرواتب والمياه، فلا جديد في الأمر، بل هو امتداد طبيعي لمنظومة النهب التي أسسها "الزعيم"، وسار على خطاها تلاميذه في الحكم اليوم، مضيفين إليها مزيدًا من الانهيار والفوضى.
والطلاب الذين "اختفوا من الشوارع" اليوم، هم ذاتهم الذين تربّوا في مدارس عهد صالح على شعارات جوفاء، ليجدوا أنفسهم اليوم في معركة البقاء بدلاً من قاعات التعليم، أما الفساد الذي كان يُدار في الخفاء آنذاك، فقد أصبح اليوم علنيًا، بعدما أرسى نظامه جذوره العميقة، ليكمل الحُكّام الجدد المهمة بجدارة.
ويقول النشطاء " عزيزي المتحسّر على الماضي، نعلم أن الحاضر أسوأ، لكن لا تنسَ أن من يحكم اليوم هم خرّيجو مدرسة صالح، الذين تعلموا الدرس جيدًا وأضافوا إليه بعض اللمسات العصرية، لذا، إن كنت تبحث عن عودة "ذلك العهد"، فاعلم أن كل ما نعيشه اليوم ليس سوى امتداد له، لكن بنسخة أكثر وقاحة ووضوحًا!