بات الحديث عن "تحرير صنعاء" من سيطرة مليشيات الحوثي يثير سخرية واسعة في الأوساط السياسية ، وسط اتهامات بأن الحملات الإعلامية والدعوات الشكلية لاستعادة صنعاء ليست سوى ستار لإلهاء الرأي العام عن المطالب المشروعة لأبناء الجنوب في استعادة دولتهم المستقلة.
ومصادر مقربة من دوائر صنع القرار في عدن كشفت أن الخطاب حول التحرير يفتقر لأدنى مقومات الجدية، حيث توقفت العمليات العسكرية المزعومة عند حدود البيانات الصحفية، بينما تُوجَّه الموارد والجهود نحو تعزيز النفوذ في المناطق الجنوبية.
وأكدت المصادر أن "ما يسمى بمعارك تحرير صنعاء مجرد مسرحية لاستنزاف الوقت، بينما تُخنق أصوات الجنوبيين بالمناورات السياسية".
من جهته، هاجم ناشطون: "من يتحدثون عن التحرير يرفضون حتى مناقشة حق الجنوب في تقرير مصيره.. التحرير شعار يُرفع لتمويه الفشل في تحقيق العدالة"، كما أشار محللون إلى أن دولاً تدعم أطرافاً شمالية تتاجر بشعار التحرير لتحقيق مصالح مالية وأمنية، بينما تُحاصر أي مبادرة جادة لإنصاف الجنوب.
أخيراً، وفي الوقت الذي تُختزل فيه "صنعاء" شعاراً أجوف، يصر الجنوبيون على كشف الأوراق: التحرير الحقيقي يبدأ باعتراف الجميع بحقوقهم التاريخية، أما استغلال المعركة لتركيعهم فسيُكتب له الفشل.