آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 10:57 ص

تحقيقات وحوارات


أنوار الإمارات تضيء عين اليمن

الأربعاء - 11 نوفمبر 2015 - 10:08 ص بتوقيت عدن

أنوار الإمارات تضيء عين اليمن

أيمن بجاش

تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهود حثيثة وجبارةلإعادة إعمار وتأهيل وبناء ما دمرته مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في عدن جنوب اليمن،ومن أهم القطاعات التي تقوم الدولة بإعادة إعمارها حالياً، قطاع الكهرباء والطاقة الذيقدرت خسائره بأكثر من 140 مليون دولار أدت إلى إخراج منظومة الكهرباء عن الخدمة، حيثألحقت المليشيات دماراً مهولاً بهذا القطاع أثناء اجتياح المدينة في مارس الماضي، فقدتم تدمير 80 في المائة من منظومة الكهرباء وأنقطع توليد الطاقة عن بعض المديريات لأشهرحتى تحررت المدينة منتصف يوليو الماضي وتبنت الإمارات إعادة الإعمار، حيث أعيد التياربشكل تدريجي ليغطي المدينة بشكل كامل. وتبنت دولة الإمارات منذ تحرير عدن تقديم مساعداتإنسانية عاجلة لإعادة النور إلى المدينة والمناطق المتضررة، حيث بلغت التكلفة الإجماليةلمشاريع الكهرباء 217 مليوناً و317 ألف درهم، وتضمنت إنشاء محطة طوارئ بقوة 64 ميجاوات،وكذلك شراء طاقة بقوة 60 ميجاوات وعدد من المحولات الكهربائية والمعدات الفنية التيأسهمت في عودة التيار الكهربائي في وقت قياسي للمدينة، وحازت الجهود التي بذلتها الإماراتعلى إشادة وتقدير المواطنين الذين وصفوها بالجبارة. بصمات بارزة وقال فاروق عبدالسلامطاهر: �إن الإمارات قامت بوضع بصمات بارزة في مجال الكهرباء والطاقة ليس في عدن ولكنفي عموم المحافظات الجنوبية، وجسدت هذا الأمر باعتزامها تنفيذ محطة كهرباء بقوة ألفميجاوات لتغطية محافظات عدن ولحج وأبين والضالع، وهذا ما أكده مدير كهرباء عدن مطلعالشهر الجاري. وأشار إلى أن الإمارات كان لها دور كبير بارز في مجال المعالجة السريعةلوضع الكهرباء في عدن عقب تحريرها مباشرة من خلال إرسال عدد من المولدات وتأهيل وصيانةشبكة ومنظومة الكهرباء الحالية، وهو الأمر الذي انعكس إيجابياً على إنجازات الطاقةالكهربائية وإيصالها لمختلف المناطق في المحافظة بعد أن كانت جميع هذه المناطق تعانيمن انقطاع مستمر إن لم يكن دائماً في التيار الكهربائي نتيجة الحرب التي شنتها مليشياتعلى محافظة وسكان عدن. وعبر طاهر عن شكره لقيادة وحكومة وشعب الإمارات للجهود الإنسانيةالتي بذلوها لإعادة تطبيع الحياة المدنية في عدن التي تعرضت للتدمير جراء اعتداءاتمليشيات الحوثي مؤكدا أن هذه الجهود التي بذلتها حكومة الإمارات لن ينساها سكان ومواطنوعدن. وقال المواطن محمد منصور جمعان: إن جميع مديريات ومناطق عدن كانت تعاني من انقطاعكامل لتيار الكهرباء عقب تحرير المدينة من قبضة المتمردين في 17 يوليو الماضي، لافتاإلى أن قطاع الكهرباء يعتبر من أكثر القطاعات تضرراً جراء اعتداءات الحوثي وعودته كانتشبه مستحيلة. وأضاف: تفاجأنا من العودة السريعة للتيار الكهربائي إلى جميع المديرياتوالمناطق والذي كان تدريجياً، مثلا في مديرية التواهي التي كانت آخر المديريات التيتم تحريرها من قبضة المتمردين كانت العودة تدريجية وتزامنت مع عودة النازحين إلى مساكنهم�.جهود لا تنسى فيما قال المواطن علي خميس: إن المواطنين في عدن لن ينسوا الجهود التيبذلتها الإمارات لإعادة التيار الكهربائي في أطار جهودها لتطبيع الحياة المدنية جراءالحرب التي شنها المتمردون، وأنها محل تقدير وإشادة الجميع. وأضاف: تفاجأنا بالعودةالسريعة للتيار الكهربائي، خاصة أن منظومتها كانت خارجة عن الجاهزية وشبه مدمرة وبعدانقطاع للتيار استمر أسابيع، عادت الكهرباء مع انقطاعات طفيفة لا تستمر أكثر من ساعتينيومياً، وهذا الأمر لم نعهده خلال الأعوام الماضية التي كان التيار الكهربائي ينقطعخلالها بشكل متواصل. وأشاد محمود ثابت صالح بالجهود الإماراتية، مشيراً إلى أن الإماراتوعبر الهلال الأحمر ساهمت في مواجهة عجز مؤسسة الكهرباء المالية جراء توقف المشتركينعن سداد اشتراكاتهم، مؤكدا أن الدور الإماراتي كان إيجابياً لإعادة تطبيع الحياة فيالمدينة وإعادة أعمار العديد من القطاعات الخدمة وعلى رأسها قطاع الكهرباء. وتابع:ما تعرض له قطاع الكهرباء خلال اجتياح المتمردين الحوثيين وحلفائهم للمدينة من تدمير،مضيفاً أنه لولا الجهود الإماراتية الجبارة التي بذلت في هذا المجال لاحتاجت المدينةلإعادة تأهيل المنظومة التي كانت تعاني اختلالات متواصلة خلال الأعوام الماضية. العملمتواصل وعملت دولة الإمارات وعقب أيام من تحرير عدن على تبني خطة متكاملة لإعادة الأمللهذا القطاع المتضرر، حيث شرعت بتسليم دفعات من مولدات الطاقة الكهربائية إلى السلطةفي المدينة وذلك في إطار جهودها الرامية لإغاثة الشعب اليمني، وإعادة الإعمار في هذاالقطاع الذي تعرضت محطاته الرئيسية للتدمير من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية والمخلوععلي عبدالله صالح، حيث عملت تلك المولدات إلى جانب المحطات المستأجرة على إعادة النورإلى عدن وللمناطق المتضررة أيضا التي كانت محرومة من هذه الخدمة لأشهر، وأسهمت هذهالجهود في عودة النازحين إلى ديارهم وتطبيع الحياة بشكل متكامل. وأوضح مدير عام كهرباءعدن مجيب الشعبي أن اعتداءات الحوثي أدت إلى تدمير الشبكة الهوائية ومحطة شهيناز التيكانت تغذي أربع مديريات كريتر- خورمكسر- المعلا- التواهي الأمر الذي وضعهم أمام مخاطروتحدي كبير لإعادة التيار الكهربائي إلى هذه المديريات نظرا لعدم توفر أبسط المتطلباتوالإمكانيات لإعادة هذه الشبكة نظرا لاحتراق مخازن المؤسسة التي كانت تتوفر فيها بعضمواد الشبكة، مشيراً إلى أن قيادة المؤسسة والسلطة المحلية وبدعم من قوات التحالف العربيبقيادة السعودية ودولة الإمارات واجهت هذا التحدي باتخاذ القرار بتوصيل التيار الكهربائيلخطوط 33 كيلو فولت بصورة مباشرة دون أبسط حماية قد تتعرض لها المنظومة الكهربائيةللخطر لأبسط هزة يتم خرق المنظومة. أضاف: إن الطلب على الطاقة وصل إلى 320 ميجاواتفي الأيام الماضية، فيما وصلت أحمال توليد محطات الكهرباء إلى 210 ميجا، مؤكداً أندولة الإمارات العربية المتحدة، سعت عبر الهلال الأحمر إلى إعادة أوضاع الكهرباء والحدمن معاناة السكان من خلال الإسهام في توفير المحطة الإماراتية، وبقدرة 64 ميجاوات بكلفةإجمالية 104 ملايين درهم إماراتي ودفع مبلغ 6 ملايين دولار متأخرات إيجار شركة طاقةجلوبال في مدينة خور مكسر، وسداد متأخرات شركة APR، وذلك بمبلغ 8 ملايين دولار الواقعة في كل من جبل حديد، وحجيف، كماتكفلت (الهلال الأحمر) بدفع مستحقات الشركتين لعام كامل، وحلت مساهمة (الهلال) الإماراتيةعبئاً كبيراً من مشكلة الكهرباء في المدينة بعد أن دمرت 80% من منظومة الكهرباء نتيجةالحرب�. وعبر عن تقديره للهلال الأحمر الإماراتي الذي عمل ويعمل على إعادة تطبيع الحياةفي محافظة عدن ليس في مجال الكهرباء فحسب بل في كل المجالات، مؤكداً أن زيارته لدولةالإمارات واللقاءات مع المسؤولين الإماراتيين أثمرت عن توفير محطة كهرباء لمحافظة عدنوالمحافظات الجنوبية وإغاثة محطة الحسوه ونقل الطاقة الكهربائية إلى محطة المنصورة،مضيفا انه سيتم خلال الأسبوعين القادمين تحديد المقاولين الذين سيقومون بالتركيب وتجهيزالأعمال المدينة والفترة الزمنية لعملية التركيب والتشغيل. كما أكد الشعبي جدية وصدقدولة الإمارات في تقديم المساعدة لأشقائهم اليمنيين، وأن ذلك ليس بجديد على دولة الإماراتالتي تقدم المساعدات لجميع أنحاء العالم منذ تأسيسها عام 1971 م. وقال: إن دولة الإماراتتبنت مؤخرا مشروع إنشاء محطات إسعافية لتوليد الطاقة الكهربائية لثماني محافظات يمنيةلإنهاء مشكلة الانقطاعات المتكررة التي يعاني منها المواطنين، وأن هذا المشروع جاءعقب زيارة للوفد اليمني خلال أواخر شهر أكتوبر الماضي، حيث تم عقد لقاءات مكثفة فيمدينة أبوظبي مع قيادات في كهرباء ومياه الإمارات وأثمرت عن إيجاد حلول عاجلة لمشكلةالكهرباء في عدن ومحافظات أخرى ساحلية، مضيفاً: لمسنا من الجانب الإماراتي برئاسة المهندسفارس عبيد الظاهري، مدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي تجاوباً كبيراً وشعوراً طيباًلمساعدة إخوانهم في عدن ورفع المعاناة عنهم. وأضاف: إن محطة متكاملة بقوة 440 ميجاواتسيتم نقلها إلى عدن وتركيبها ضمن المنظومة قبيل الصيف القادم 2016، حيث ستعمل هذه المحطةعلى توليد التيار الكهربائي في أربع محافظات هي عدن، ولحج، وأبين، والضالع، في حينأن هناك محطة أخرى سيتم توفيرها بقوة 140 ميجا وستعمل على توليد الطاقة لمحافظات حضرموتوالمهرة وسقطرى وشبوة التي تعاني من عجز في توليد الطاقة. وأشار إلى أن هذه المحطاتسيتم إضافتها إلى جانب المحطات السابقة التي تعمل حاليا وهو ما سيعمل على إنهاء مشكلةانقطاع التيار الكهربائي في هذه المدن التي تعد مناطق ساحلية ويكون فيها فصل الصيفساخناً ودرجة الحرارة مرتفعة، مضيفا أن هناك معدات وقطعاً ستصل تباعاً إلى محطات الحسوةوالمنصورة وخورمكسر في عدن إلى جانب توفير مواد الشبكة لإنشاء خط جديد (132 ك.ف).