آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 10:28 ص

تحقيقات وحوارات


صيادو صيرة.. غدر بهم البحر وتجاهلتهم الجهات المعنية بعدن ( فيديو)

السبت - 07 نوفمبر 2015 - 11:36 ص بتوقيت عدن

صيادو صيرة.. غدر بهم البحر وتجاهلتهم الجهات المعنية بعدن ( فيديو)

تحقيق/ وائل القباطي

 

لم تكن مدينة عدن استثناء من تاثيرات اعصار تشابالا، التي طالت مدن الشريط الساحلي الجنوبي، حيث تسبب ارتفاع امواج البحر بغرق شاب وتضرر اكثر من 50 قارب صيد، ناهيك عن حرمان مئات الاسر التي تعتمد على الاصطياد من مصدر دخلها الوحيد، بسبب توقف عمل الصيادين وهو ما أدى إلى انعدام الأسماك في أسواق محافظة عدن.

  

قوارب ترسو على الاسفلت

 

عند وصولك الى خليج صيرة، الذي يعد اهم مراسى الاصطياد في مدينة عدن، يفاجئك المشهد: العشرات من قوارب الصيد ترسو على الاسفلت، حيث اضطر ملاكها الى سحبها وركنها على جانبي الشارع العام خوفا من ارتفاع امواج البحر.

مشهد مماثل في موقع الإنزال السمكي بصيرة، حيث اختفى الضخب والزحام، وخفت الحركة بشكل غير مسبوق نتيجة لقلة الأسماك بسبب عدم قدرة الصيادين على النزول الى البحر.

 

تدمير 50 قاربا

 

يؤكد الصيادون ان ما يقارب 50 قاربا دمرت بشكل كلي وجزئي، بسبب الامواج المرتفعة، وشكا الصيادين من عدم تقديم الجهات المعنية أي مساعدة لهم لرفع قواربهم من المياه الى مكان امن، باستثناء توفير رافعة بجهود شخصية من قبل رئيس جمعية صيادي خليج صيرة التعاونية السمكية م. علي سلام ساهمت في تخفيف معاناة بعض الصيادين.

 


عم موسى.. في مهمة ترميم اضرار الاعصار

 

عندما زرنا مرسى القوارب في صيرة، كان الصياد المسن عم موسى منهمك في مهمة ترميم الأضرار التي الحقها البحر بقاربه ومصدر دخل أسرته الوحيد.

كان الرجل يعمل بنشاط وسرعة للصق اكثر من طبقة من قماش خاص لتعبئة الثقوب والكدمات التي ظهرت على هيكل القارب بسبب الاعصار، وعندما سالناه عن الاضرار التي تعرض له القارب لم يبدي اهتمام بفضولنا وواصل عمله بانهماك واضح.

 

محمد.. بانتظار رفع جلبته التي غمرتها الرمال

 

بنظرات ممزوجة بالحسرة والألم، يجلس احمد علي حسن ذو الـ الخامس عشر ربيعا على الطرف البارز من جلبه الصيد- اطول واكبر حجما من القارب- التي تملكها أسرته، ويعمل عليها هو وإخوانه.

فقد تسبب الامواج في طمر الطرف الأخر للجلبة، وبسبب كمية الرمال الكبيرة والامواج لم يستطيع الصيادين تخليص الجلبة بشكل يدوي، تحدث احمد وهو يشير الى شوالات ممتلئه بالرمال تطفو على المياة وربطت الى طرف الجلبة المغمور: نحتاج إلى ونش لرفع الجلبة، لنا يومين مقدرنا نخرجها من بين الرمل بسبب الامواج، ولا احد لفت لنا او ساعدنا.

 

خسائر فادحة

 

الصياد محمد حسين (70 عاما) تحدث الرجل لعدن تايم عن مأساته نتيجة الإعصار، قائلا "فقدت قارب الصيد الذي هو مصدر دخلي أنا وأسر أبنائي".

ويؤكد ان خسائر فادحة لحقت بالصيادين حيث تلفت القوارب والمكائن والأدوات التي كانت على متن تلك القوارب التي تصل قيمة الواحد منها إلى قرابة مليون ريال، كما تعرضت عددا من شباك الصيد الى التلف.

وأضاف "عندما علمنا بقدوم الإعصار حاولنا إبعاد القارب عن الساحل ورفعه الى مكان امن، لكننا لم نجد ونش فتركناه، وعندما عدنا وجدنا الإعصار شطره الى نصفين بسبب قوته".

وأشار إلى أن قيمة القارب مع محركه تتجاوز مليون ريال، مناشدا الجهات المعنية النظر إلى أوضاع الصيادين وتعويض المتضررين من الإعصار.

 

دون دخل

 

إضافة الى الخسائر الكبيرة التي تعرض لها ملاك عددا من القوارب وشباك الصيد بسبب ارتفاع الامواج، يشكو صيادو صيرة من توقف عملهم لأكثر من 10 ايام، وفقد مصدر دخلهم الوحيد هو ما ضاعف معانتهم. 

نتيجة لجملة هذه الظروف يغدو مستقبل الصيادين غامضا على الرغم من أن اليمن تشتهر بوفرة الاسماك الإنتاج  السمكي وتنوعه حيث يصل قرابة 450 نوعا من الأسماك التي تشكل مصدر العيش الأهم بحسب تقديرات في دخل قرابة 350 الف أسرة،  حركة الصيد شبه متوقفة والصيادون يقفون على صفيح ساخن وليس في وسعهم احتمال المزيد من الخسائر فكارثة تشابالا ما تزال حية في القلب والمكان .