آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 01:14 م

تحقيقات وحوارات


وزيرالاشغال العامة والطرق لـ " عدن تايم ":التعويضات النقدية غير واردة ولن نكرر تعويضات صندوق اعمار أبين

الأحد - 06 مارس 2016 - 11:05 ص بتوقيت عدن

وزيرالاشغال العامة والطرق لـ " عدن تايم ":التعويضات النقدية غير واردة ولن نكرر تعويضات صندوق اعمار أبين

حاوره / عيدروس باحشوان :

وزير الاشغال العامة والطرق لـ " عدن تايم " :

اعادة الاعمار لا تحتاج فقط لتمويلات كافية وانما للامن والامان

التعويضات النقدية للمتضررين غير واردة اطلاقا والذين يوزعون نقدا يضرون بالمتضرر


دوران عجلة اعادة الاعمار مرهون بتوقف الحرب نهائيا

نحن اولى الوزارات التي اشتغلت على الارض لتدور حركة الحياة في المناطق المحررة

20 مليار ريال كلفة اعادة اعمار اكثر من 10 مسكن كمرحلة اولى

نحيي مركز الملك سلمان والهلال الاماراتي على استعدادهم في دعم اعادة الاعمار

اعادة اعمار المنشئات من مصانع وفنادق ومعامل سيتولى امرها جهاز تنفيذي للاعمار



حاوره / عيدروس باحشوان

الوزير م. وحي أمان وزير الاشغال العامة والطرق غني عن التعريف بالنسبة للقارئ المتابع فهو احد المهندسين الشباب المبدعين الذين تدرجوا في اعمال البناء والتشييد وانتقل من القطاع الخاص الى  الوظيفة العامة ومن ثم وكيل لمحافظة عدن للشئون الفنية ثم وزيرا للشغال العامة والطرق والسكان في حكومة الكفاءات .
وحقيقة الوزير امان من أول اتصال معه على الرغم من الظروف الاستثنائية الى انه استجاب للجلوس معه ومعرفة ما الذي تعد له الوزارة في مرحلة اعادة الاعمار لما دمرته الحرب والعدوان الحوثي ـ عفاش خلال اشهر معدودة .

فكان سؤالنا الاول عن قضية تشغل الشارع والمتعلقة في قضية الاعمار والى متى سيظل الناس خارج بيوتهم ؟
الوزير : أشكركم على هذه الاستضافة واحيي دور الاعلام في تنوير الناس والخوض في قضاياهم ومعالجتها مع كافة الاطر .. وعدن تايم على الرغم من حداثة الاصدار والموقع الا انها شقت طريقها بمهنية عالية .. نعود الى سؤالكم ..
كما تعلمون ان عملية اعادة الاعمار عملية شاملة وكبيرة ولا تعني فقط اعمار وبناء ما دمرته الحرب ولكن إعادة بناء هياكل و مفاصل الدولة في جميع النواحي وبالتالي هي عملية كبيرة ولابد أن تتوقف الحرب حتى يتم اعداد الدراسات الفنية ومعرفةحجم الاحتياجات ورصد التمويلات وعلى ضوء ذلك يتم اعداد البرامج والخطط والمشاريع وأي برامج تمويل لاعادة الاعمار وتبدأ في الغالب بعد انتهاء الحرب.
وفي وضعنا الحالي عدد من المحافظات قد تحررت منذ فترة وشهور مضت لا يمكن أن تنتظر وخاصة الاحتياجات الطارئة مثل المباني السكنية المهدمة والبنى التحتية المتضررة .. لهذا اهتمينا في وزارة الاشغال من البداية في حصر المباني المهدمة ، وتعتبر وزارة الاشغال العامة والطرق من اول الوزارات التي اشتغلت على الارض في المحافظات المحررة ، حيث تم إزالة مخلفات الحرب وفتح الشوارع وإزاحة المعوقات بالتعاون مع السلطات المحلية وساهمنا في عودة الحياة تدريجيا خطوة خطوة حتى تدور عجلة الحياة بصورة طبيعية.


حجم الدمار كبير

- كيف تم ذلك؟
الوزير : فيما يخص محافظة عدن ولانها من اول المحافظات المحررة ونتيجة لحجم الدمار الكبير في المدينة ، بدأنا بتشكيل فرق فنية من المهندسين والفنيين بمكتب وزارة الاشغال العامة وبمشاركة بعض المهندسين الشباب المتطوعين وعملنا حصر فني وتقييم مادي كامل للمباني السكنية على مدى ثلاثة أشهر كمرحلة أولى ، وكان ذلك بتوجيهات شخصية منا، لان أي تمويلات للاعمار لابد أن نقدم بها حصر فني وتقييم اولي للاضرار ، مع العلم ان حجم الدمار كبير جدا في عدن ولم تنته عملية الحصر وتم تمديد مرحلة النزول والحصر اكثر من مرة وتم تحديد نهاية فترة الحصر في نهاية فبراير٢٠١٦ م

- وكيف سارت عملية الحصر؟

الوزير : المرحلة الاولى انتهت حتى 31 ديسمبر 2015م تم خلالها حصر 10428 مسكنا بكامل تفاصيلها.

وماذا عن المساكن المدمرة تدميرا كاملا؟

الوزير : اعطيناها اهتماما خاصا .. وتعتبر محافظة عدن نموذجية في اعداد ملفات الحصر للمباني السكنية المتضررة وسيتم تطبيق ماتم في عدن لباقي المحافظات المحررة ذات الاضرار الكبيرة في المباني والخدمات .. والعملية تمت على مراحل
وللتوضيح تم تفنيذ الحصر للاضرار على اربع درجات ، هناك اضرارا سطحية وتشمل أكثر من %60 واضرار متوسطة واضرار بليغة, بالاضافة الى المباني المهدمة كليا ، وكل مديرية على حدة  بالتفصيل ً بان الكلفة التقديرية لتأهيل واعادة الاعمار..
وهذا الحصرالذي تم في عدن خاصة فقط بالمباني السكنية وبعض المباني الحكومية ، علما ان كلفة بناء هذه المباني بمجملها تقدر بنحو 20 مليار ريال يمني, اي ما يقارب (96 مليون دولار) حتى 31 ديسمبر وذلك لعدد  (10428) مسكن وستضاف اليها نتائج حصر المرحلة الثانية.

- والمباني الحكومية والتجارية المهدمة ؟

الوزير : تم اعداد حصر فني لـحوالي 25 مرفق حكومي في عدن بناء على طلبات من تلك المرافق لمكتب الاشغال بالمحافظة ، وعلى السلطات المحلية في المحافظات اعداد ملفات الحصر للاضرار  بالتنسيق مع مكاتب الاشغال والمرافق الخدمية المتضررة  بالمحافظات وتقديم الملفات الى اللجنة العليا لاعادة الاعمار .. وفيما يخص الاضرار للمنشاءات التجارية والمصانع والفنادق وغيرها ، سوف يتولى الجهاز التنفيذي لاعادة الاعمار باعداد الحصر والدراسات وحجم التمويلات المطلوبة وتحديد اليات ً سيكون ذلك بعد الانتهاء الكامل للحرب ..


- إزاء هذه الجهود في اعمال الحصر ما الذي قامت به الحكومة؟
الوزير : عزيزي قضية الاعمار كبيرة وتحتاج من الوقت الكافي لاعداد الدراسات و حشد التمويلات ، والجهود السابقة ركزت على الاغاثة وعلاج الجرحى وإعادة البنى التحتية (كهرباء, مياه وصرف صحي ونظافة) ، لكن الحكومة لم تتوقف عند هذا الحد, فقد شكلت اللجنة العليا للاعمار وهو إطار حكومي مركزي من مهامه رسم السياسات وتحديد آليات العمل واعتماد البرامج والخطط والتمويل لمرحلة إعادة الاعمار, وهذا تحت اشراف رئيس الوزراء شخصيا.. تأتي بعدها تشكيل الجهاز الفني والتنفيذي لعملية إعادة الاعمار وهو المسؤول مباشرة على التنفيذ وحشد التمويلات واعداد الخطط بمعنى يتحكم بآلية التنفيذ ويشرف عليها ..
وكل هذا استوفيناه من تجارب دول أخرى مرت بهذه الظروف وسيتم قريبا تكليف المدير التنفيذي للجهاز الفني لاعادة الاعمار وسيبدأ ممارسة مهام عمله من عدن في الايام القادمة ..
ً

مشروع العودة الى البيت

- هل من مؤشرات عملية للبدء في اعادة الاعمار للمساكن المتضررة في عدن قريبا
ً بالمساهمة في مشروع العودة الى السكن في عدن؟

الوزير : في الحقيقة وافق الهلال الاحمر الاماراتي مشكورا  وذلك لترميم جزء من المساكن المتضررة حتى تتمكن الناس من العودة الى منازلها ، كما نتقدم بالشكر الى مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية الذي وافق مؤخرا وفق الدراسات التي أعديناها وجاء وقتها لتقديمها للجهات الممولة والمؤسسات الخيرية الراغبة بالساهمة , علما بأن عملية الحصر كانت دقيقة جدا باحتياج كل مسكن ولدينا اكثر من 10 آلف ملف فيه كل التفاصيل وقاعدة بيانات وتحديد الواقع ، بمعنى ادق دراسة فنية مستوفية. وأي مؤسسات أو جمعيات خيرية ترغب في المساهمة بترميم الساكن المهدمة نرحب بها وعليها ان تنسق عملها مع مكتب الاشغال بحيث تسير العملية بصورة منظمة بعيدا عن العشوائية.. بمعنى يمكن أن نمنح هذه الجمعية أو المؤسسة الخيرية مربع من المساكن المتضررة تتولى اعادة اعمارها بدلا من توزيع المبالغ وتحميل المتضرر عبء الاعمار.


المؤتمر العالمي لاعادة الاعمار

إلى أين وصل التحضير للمؤتمر العالمي لاعمار اليمن؟
الوزير : نعم .. في مارس القادم هناك ورشة عمل على طريق التحضير للمؤتمر العالمي لاعادة اعمار اليمن الذي دعت إليه دول مجلس التعاون الخليجي تنسق له وزارة التخطيط والتعاون الدولي واللجنة العليا لاعادة الاعمار وهناك مختصون وخبراء في هذا المجال سيضعون التصور الكامل لمتطلبات هذا المؤتمر العالمي ان شاء الله ومن خلال هذا المؤتمر سيكون هناك رصد للمبالغ الكبيرة المطلوبة لاعادة الاعمار بشكل كامل.


اي تعويضات نقدية للمتضررين غير واردة

- جهات الاشراف و التنفيذ لعملية اعادة الاعمار هل ستكون محلية أو عالمية؟

الوزير : من الطبيعي ان تكون هناك خبرات محلية وخارجية سوى مايتعلق في الاشراف واعداد الدراسات او في الاعمال التنفيذية للمشاريع وهذه تحكمها لوائح وشروط فنية للجهاز الفني للاعمار ، وبالطبع سيتم الاستعانة بخبراء دوليين عن طريق الجهات الدولية الداعمة لليمن مثل البنك الدولي والبنك الاسلامي وغيرها .. ولابد من الاشارة الى أن أي نوع من التعويضات النقدية للمواطنين كما هو الحال في الفترة السابقة في صندوق أبين او غيرها , لن يتم على الاطلاق.
سوف تتولى الدولة وبواسطة الجهاز المختص لاعادة الاعمار تحديد اليات وطرق التنفيذ للمشاريع والتي من ضمنها تكليف الصندوق الاجتماعي للتنمية و مشروع الاشغال العامة خاصة للمشاريع الطارئة والمتعلقة بحياة المواطنين .

- هل شمل الحصر الممتلكات بالاضافة إلى المباني؟
الوزير : هذا الموضوع تحدده حجم التمويلات القادمة وسياسة الحكومة.. نحن الان نعمل في مرحلة الاحتياجات الطارئة للمباني السكنية والمرافق الحكومية.. بعدها سنأتي الى مرحلة حصر المصانع  والمعامل والمنشآت السياحية وهذه تتطلب فرق متخصصة لتقدير حجم الاضرار التي لحقت بها.


ازالة المباني المهدمة من مسؤولية السلطات المحلية

- هناك مبان سكنية ومرافق حكومية مهدمة وبقاياها تشكل خطورة على السكان لم تشملها الازالة والازاحة؟
الوزير : هذه المباني وازاحتها من مهام السلطات المحلية ويمكن أن تقوم هذه السلطات بالتنسيق مع مكتب الاشغال ونحن سنوجه بالتعاون في ازاحتها لازالة المخاطر على الناس.


لن يدوم انتظار الناس طويلا

- وماذا عن عودة المتضررين الى بيوتهم.. هل سينتظرون طويلا؟
الوزير : ان شاء الله لن يدم طويلا وخاصة وأن هناك مبادرات طيبة وموافقات اولية من الهلال الاحمر الاماراتي ومركز الملك سلمان للاغاثة وكذا بعض صناديق التنمية بدول الخليج العربي مثل الصندوق السعودي للتنمية والصندوق العربي وغيرها من الصناديق والجهات الخليجية والدولية .. ونحن من جهتنا نقدر كثيرا تعاونهم الطيب وتجاوبهم الدائم في المساهمة بانهاء معاناة الشعب في اليمن ،، كما ان جمعية راف القطرية أبدت استعدادا للمساهمة في هذه الاعمال وتأهيل الاضرار البسيطة لبعض المباني السكنية بمدينة عدن بالتنسيق مع مكتب الاشغال العامة ومكتب اعادة الاعمار في عدن ..


مشاريع متعثرة بفعل الحرب

- ننتقل معالي الوزير الى المشاريع التي كانت قيد التنفيذ وتعثرت بفعل الحرب؟ وهل هناك دراسات لمشاريع جديدة ؟
الوزير : وجهنا باعداد بعض الدراسات الفنية وبحسب الامكانات المتاحة و تقديمها الى وزارة التخطيط والتعاون الدولي لمتابعة الحصول على التمويلات المناسبة , مثل المرحلة الثانية لمشروع اسكان ذوي الدخل الظحدود لحوالي ( ٣٠٠٠ شقة سكنية )  وهناك الكثير من المشاريع في عدن ولحج وابين والضالع ومشاريع اعادة تاهيل الجسور والطرق المتضررة بعدة محافظات ، وطبعا الثعترة والتوقفة بسبب الحرب وسوف يتم معالجة اوضاع كل هذه المشاريع بعد انتهاء الحرب وقرارات الحكومة ، و كل هذه المشاريع لا تحتاج الى تمويلات كافية فقط ولكن تحتاج الى أمن واستقرار، وأنا على ثقة كبيرة من أن الوضع لن يبقى كذلك.
وسيتحسن بإذن الله.. ولدينا طموحات كبيرة ودراسات وافكار لمشاريع كبير واستراتيجية ، و ندعوا الله ان يعم السلم والامن ارجاء الوطن ، وان ينتقل اليمن الى مراحل البناء والاعمار عما قريب .


اين كباري عدن ؟

- عدن لم تشهد أي كباري أو جسور لتخفيف الازدحام.. هل هذه المشاريع مدرجة في خططكم؟
الوزير : قبل اندلاع الحرب كانت هناك دراسات وتصورات بهذا الصدد ومنذ تولينا حقيبة الاشغال أعطينا اهتمام خاص لانشاء جسور مرورية في التقاطعات المزدحمة بمدينة عدن نتيجة الحاجة لذلك وبالفعل استطعنا الحصول على موافقات اولية بانشاء 4 جسور من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي ، و جزء من ذلك مرتبط بمشروع توسعة الطريق البحري و ذلك في جولة كالتكس واخر في جولة فندق عدن بالاضافة الى جسرين في جولة الغزل والنسيج وجولة القاهرة بالشيخ عثمان وان شاء الىن تستأنف هذه الظشاريع في المرحلة القادمة .. ونحن مهتمون بالعديد من المشاريع التطويرية ولكن اهتماماتنا القادمة سترتكز في البداية على مشاريع اعادة الاعمار وكذا المشاريع التنموية والخدمية المتعلقة بحياة الناس وبصورة واقعية ..


مشاريع قيد التشاور للعشوائيات المهدمة

- هناك بيوت عشوائية تضررت في الحرب وهدمت بعضها في عدن.. كيف ستتعاملون معها؟
الوزير : لدينا دراسة اولية لبناء مدينة للمساكن الشعبية والتعويضية ، فبدلاً من أن نعيد بناء مساكن عشوائية متضررة بسبب الحرب وواقعة في مناطق مخالفة للمخططات الحضرية ، فمن الافضل ان يتم  تعويضهم بمساكن جديدة منخفضة الكلفة و مبنية بصورة منظمة و ضمن مخطط سكني مكتمل الخدمات ،، طبعا لازال المشروع مجرد مقترح ويحتاج الى تنسيق مع الهيئة العامة للاراضي والسلطة المحلية والاخ محافظ عدن لتحديد مواقع مقترحة نستطيع ان نقيم عليها مساكن شعبية بصورة منظمة ، مثل في بئر فضل او مدينة الشعب او اي مناطق اخرى مناسبة لبناء مساكن شعبية مع خدماتها .