آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 02:25 ص

تحقيقات وحوارات


حلت مئات القضايا العالقة وأعادت المنهوبات.. عودة الشرطة إلى عدن( ملف مصور)

الأحد - 07 فبراير 2016 - 10:21 ص بتوقيت عدن

 حلت مئات القضايا العالقة وأعادت المنهوبات.. عودة الشرطة إلى عدن( ملف مصور)

ملف أعده: فواز الحنشي ورعد الريمي

لم يكن لدى محمود احمد العقربي 45 عاما اي بصيص أمل باسترداد مصدر رزقه الوحيد- باص كان يعمل عليه لنقل الركاب بين مديريتي المعلا والشيخ عثمان في عدن،  لكنه فقده أثر عملية سطوا تمت في إحدى طرقات مديريات المعلى حينها هرع بسرعة إلى شرطة المعلى وقدم بلاغ وبعد بحث دام أكثر من اثنين وعشرين يوم تمكن الأبطال من رجال الشرطة والمقاومة في قسم شرطة المعلى من استرداد باصه. 
يقول العقربي بابتهاج واضح: فقدت الأمل بعودة الباص وبدأت ابحث عن عمل آخر؛ حتى تم الاتصال بي من رئيس قسم الشرطة في مديرية المعلى يخبرني أن باصي قد تم استرداده حيث تلعثمت كلماتي وخنقتني العبرة وفور الانتهاء من الاتصال هرعت إلى قسم الشرطة حيث تم تسلمي الباص وها أنا ذا أحدثكم وأنا قاعداً عليه .
لم يكن محمود الوحيد الذي تهللت أساريره  فور عودة ممتلكاته بل أيضا الحاج سالم محمد صاحب البقالة في أحدى شوارع المعلى حينما تم سرقة ثلاجته وكذا مقتنياته من دكانه الذي يعمل فيه لبيع المواد الغذائية  وكذا أروى خالد التي سرق منها حليها (الذهب)وما تم ذكره بعضا من قصص كثير حواها دفتر البلاغات في شرطة المعلى الزاخرة بالكم الكبير من القضايا التي احرزت فيها الشرطة نجاحا كبيرا.
 
عودة الشرطة
 
 خلال الشهرين الماضيين عاودت معظم أقسام الشرطة في عدن العمل، بدعم من التحالف وقيادة المحافظة، تطبيقا للخطة الأمنية التي أعلنت عنها السلطات الحكومية في عدن، ورغم بدء أقسام الشرطة في استقبال بلاغات المواطنين والتعامل معها والنزول لضبط  المطلوبين وإعادة المنهوبات ونشر نقاط تفتيش، وغيرها من المهام الأمنية، الا أنها تشكو من انعدام الإمكانيات المطلوبة كالسلاح والغذاء والسيارات (الأطقم).
 
مئات القضايا  
 
وعاود قسم شرطة البساتين نشاطه بالتعاون مع أفراد المقاومة، لحل مشاكل قاطنو المنطقة التابعة لمديرية دار سعد وحفظ الأمن فيها.
ويؤكد قائد شرطة البساتين العميد/ شوقي محمد علي رئيس قسم الشرطة، ان صعوبات كبيرة تعترض عمل الشرط عقب الحرب، لافتا الى انه انجاز الكثير من المهام من قبل الشرطة بالتعاون مع أفراد المقاومة.
وأشار العقيد ناصر عمر صالح رئيس قسم التحريات عن القضايا التي قام أفراد الشرطة بحلها كقضايا القتل والسرقة وقضايا الاغتصاب والتهجم على أعراض المواطنين وقد بلغ العدد قضايا الجنائية التي تم ضبطها 11 قضية وتم حلها وأحالة جميع المتهمين الي سجن المنصورة، وما يقارب مائة قضية جنائية تم حل معظمها والبعض تم أحالتها إلى إدارة امن عدن، مطالبا الجهات المختصة بتوفير الأطقم العسكرية والسلاح الشخصي والزي العسكري لشباب المقاومة وتجنيدهم وترقيم الشباب وفتح المحاكم والنيابات لإكمال الإجراءات الرسمية للمواطنين.
 
مناشدات لسحب القذائف

وكانت شرطة البساتين تلقت بلاغات من الأهالي لرفع مخلفات الحرب التي قصفت بها أحيائهم ومنازلهم مليشيات الحوثي والمخلوع، كما استجابت الشرطة للبلاغ وباشرت بالنزول الميداني  وجمعت أكثر 32 قذيفة هاون و11 قذيفة دبابة وكاتيوشا والغام أفراد ذكية والغام دروع وقنابل هجومية لم تنفجر، بينما تمكنت شرطة البساتين والمقاومة من جمع تلك المتفجرات من الأحياء والمنازل الى مخزن في شرطة البساتين دون أجهزة نزع المتفجرات، مناشدين الجهات المختصة بنزع الألغام لأخذ المتفجرات من القسم والتخلص منها.
 
65 جندي في دار سعد
 
شرطة دار سعد التي كثر الحديث عنها أصبحت تحت سيطرة السلطات الأمنية والمقاومة الجنوبية وقام أفرادها بضبط عدد ممن ثبت تورطهم بقضايا تمس بأمن المجتمع، حيث قامت الشرطة مؤخراً بضبط أحد بائعي الخمور والمخدرات وتم إيداعه السجن.
قسم شرطة الممدارة  هو الآخر بدأ بترتيب أفراده البالغ عددهم (65 جندي).. بعد تأثيثه من قبل الهلال الأحمر الإماراتي وتعيين قائداً جديداً للقسم.. وتعرض سور المبنى قبل أيام لدمار بسيط جراء انفجار قنبلة قام برميها مسلحون مجهولون على البوابة دون حدوث أي ضحايا بشرية.
 
نقاط تفتيش
وما يميز قسم شرطة القلوعة أنه المبنى الوحيد الذي لم يتعرض لأي عملية نهب لمحتوياته حيث حافظ المواطنون على أثاث المكاتب وملفات القضايا الجنائية المعلقة من قبل الحرب، ويعمل أفراد القسم على توفير الأمن للمواطنين في المنطقة في ظروف مهيأة بفعل تكاتف المواطنين إلى جانب أفراد الشرطة.. ونصب أفراد شرطة القلوعة نقاط تفتيش رسمية بزي الشرطة على مداخل مدينتهم لتفتيش المركبات الداخلة والخارجة.
شرطة مدينة الشعب تعمل دون توقف حتى فترة الحرب ظلت فاتحة أبوابها لتقديم الخدمة للمواطنين وحل قضاياهم وكانت مقراً للمقاومة الجنوبية.
يتحدث رئيس قسم الشرطة أن القسم بحاجة ماسة للترميم وتوفير الأجهزة الحديثة لما لهذا القسم من أهمية لا تقل عن أي قسم آخر نظراً لبعد المناطق التي تقع تحت مسؤليته من منطقة انماء السكنية شرقاً إلى منطقة بئر أحمد شمالاً  وبئر النعامة غرباً حيث يعتبر القسم الأكبر من حيث المساحة.
 
معاناة أفراد الشرطة
مافيش معنا سلاح مافيش راتب مافيش غذاء لنا سبعة أشهر بدون حقوق.. بهذه الكلمات يستقبلك أفراد أقسام الشرطة في العاصمة عدن عند السؤال عن أحوالهم خصوصاً عندما تخبرهم بأنك صحفي ونزلت لنقل معاناتهم.
وبمجرد أن تطأ قدميك إلى بوابة أي مركز شرطة في العاصمة عدن ستعود بك الذاكرة لمقارنة الواقع الذي تراه أمامك مع  حجم الانفاق الذي نسمع عنه عبر وسائل الإعلام من قوات التحالف العربي للشرعية في اليمن، وهذا بنظر البعض يزيد من حجم الانفلات الأمني.
ولأن الهاجس الأمني بات يؤرق حياة الكثيرين من أبناء عدن خصوصاً في ظل ارتفاع حدة الاغتيالات والتي تكاد تكون شبه يوميه دون تسجيل أي حالة قبض على جاني أو حتى مشتبه به. ولكن الجناة يلوذون بالفرار بعد كل جريمة يتم تنفيذها.
 
غياب دور الشرطة
يتحدث الكثير من أهالي عدن حول غياب دور أجهزة الشرطة حتى في حماية أقسام الشرط نفسها وقد تعرضت بعض من هذه الأقسام للاستيلاء من قبل جماعات مسلحة خلال فترة ما بعد الحرب وهذا ما جعلها بعيدة عن خدمة الشعب كما ينبغي أن تكون وبعضها الآخر لازال موصداً أبوابه أمام المواطنين والآخر يعمل في إطار محدود.
وبحسب حديث سابق - غير منشور-  لوزير الداخلية اللواء حسين عرب أن عدد المنتمين للجهاز الأمني في محافظة عدن ( 8046) جندي، ولم يمارس أحدا منهم عمله حتى اليوم إلا قليل منهم. ولا يجد الوزير حلاً لهذه المسألة غير المناشدة وتوجيه الدعوة لأهل هذه المدينة للتعاون والتكاتف لضبط الأمن في المحافظة كون الأمن مسؤلية الجميع.
ونظراً لمتطلبات المرحلة من وجود جهاز أمني فعال بدأ البعض من منتسبي الشرطة بالعودة لأعمالهم غير أن البعض الآخر لازال رافضاً الحضور مستقلاً عدم وجود نظام يعاقب على أي غياب.
 
التحالف وأعاد التأهيل
كان للتحالف العربي وتحديداً دولة الإمارات العربية المتحدة الدور الكبير في إعادة تأهيل بعض أقسام الشرطة، فبعد تحرير العاصمة عدن مباشرة  قامت بتأهيل أقسام الشرطة وتأثيثها بما يلزم لأنها تعرف دور الشرطة في حفظ الأمن والاستقرار في المجتمع.
ولم تحرك السلطات الأمنية السابقة ساكناً في تفعيل أي من مراكز هذه الشرط بل ظلت مغلقة أبوابها أمام المواطنين حتى بعد تأهيلها.
 
دعم كبير من المحافظة والتحالف
 
مؤخرا أكد محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي:  إن دعم التحالف العربي لاستتباب الأمن في المحافظة ما زال متواصلاً، مشيراً إلى أن آخر أشكال هذا الدعم تمثل في استلام السلطات الأمنية في عدن سيارات شرطة مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة بأقسام الشرطة في مدينة عدن وكذا تسيير وفود من رجال المقاومة لمعسكرات سواء في الخارج والداخل .
وأضاف المحافظ  يتزامن هذا الاهتمام مع تدشين  أجهزة الأمن في عدن في خطة أمنية تقضي بتفعيل دور مراكز الشرطة ضمن الجهود الرامية لتطبيع الحياة واستتباب الأمن في المدينة عقب دحر المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح.
كما اكد محافظ عدن ضرورة فتح مراكز الشرطة في عموم المديريات، بالتنسيق مع المقاومة، وتضافر الجهود في الجوانب الأمنية في المحافظة، موضحاً انه سيتم تفعيل دور اللجان الأمنية بالمديريات وبما يمكنها من بسط هيبة الدولة.
هذا وقال مصدر في اللجنة الأمنية إن المرحلة الثانية من تفعيل العمل الأمني في مراكز الشرطة تم تدشينها في مختلف مديريات عدن الثماني، عقب توفير احتياجات ومعدات خاصة بالضباط والأفراد بتلك المراكز التي ستعمل على حفظ الأمن والاستقرار في المدينة.