آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 01:14 م

تحقيقات وحوارات


تقرير: تهريب السلاح في اليمن وعلاقة صالح بالقاعدة وإيران

الخميس - 21 يناير 2016 - 08:48 م بتوقيت عدن

تقرير: تهريب السلاح في اليمن وعلاقة صالح بالقاعدة وإيران

تقرير/ صالح أبو عوذل

في الـ 21 من سبتمبر (أيلول)2014، فوجئ محمد حيدرة وهو عسكري من محافظة أبين خلال حراسته لأحد أبواب معسكر التسليح في العاصمة اليمنية صنعاء بوصول أكثر من خمس مركبات عسكرية تحمل على متنها عناصر ترتدي الزي الرسمي وهم عناصر ميليشيات تابعة للحوثيين.

ويقول حيدرة لـ 24: "شاركت في 3 حروب بصعدة ولم أتوقع أن يصل الحوثيون إلى صنعاء، فالحرب الأخيرة كانت القشة التي قصمت ظهر التمرد، لكن الرئيس المخلوع حينها تدخل في الوقت الأخير وأوقف الحرب التي كان الحوثيون قد تلقوا فيها ضربات موجعة، وما حدث في 2014، كشف لنا نحن من كنا نقاتل دفاعاً عن اليمن، أن المخلوع صالح هو من كان يحرك هذه الميليشيات".

ويتابع: "سقوط صنعاء كان بتواطؤ من أطراف عدة من بينها القوات الموالية للجنرال علي محسن الأحمر، فهذه القوات لم تقاتل الحوثيين باستثناء مناوشات حصلت في بوابة الفرقة من قبل جنود حديثي العهد بالجيش، وانضموا للفرقة في العام 2012".

ويضيف "من أسقط صنعاء ليس الحوثيين بل هي القوات الخاصة في معسكر الصباحة الضاحية الغربية للعاصمة صنعاء".

يروي حيدرة: "كنت مع زميل نتابع الاشتباكات وأصوات الانفجارات وتخيل لنا أن نصف سكان صنعاء قتلوا من شدة تلك الانفجار والقصف، لكن الذي حصل في صبيحة الـ 21 سبتمبر (أيلول)هو أن الكثير من المعسكرات ومقار الشرطة تحرسها عناصر ترتدي لباساً مدنياً.. إنهم الحوثيون".

ويوضح "قال لنا ضابط عسكري من عمران إن علينا التعامل مع الوضع وإن الحوثيين هم شركاء في الوطن وحمايته، كنا نتعرض للتفتيش خلال خروجنا ودخولنا إلى المعسكر من قبل عناصر ميليشيات الحوثي، والقيادة العسكرية تقول لنا عليكم التأقلم مع الوضع الجديد".

نهب أسلحة المعسكرات
يقول حيدرة: "تعرضت الكثير من المعسكرات للنهب والسلب من قبل ميليشيات الحوثي وقيادات عسكرية نعرف أنها تابعة للعميد أحمد علي عبدالله صالح، لقد كنا نعرف أن القيادات العسكرية في صنعاء غير راضية بحكم الرئيس هادي، وسبق ومزق قادة عسكريون صور الرئيس هادي وكانوا يتوعدون بأنهم سيغتالونه وسيقاتلون من أجل أن يحكم العميد أحمد اليمن".

ويضيف "نقلوا خلال أكتوبر(تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول)، كل أسلحة الجيش المخزنة في صنعاء إلى أماكن مجهولة، كنا ندرك أن الانقلاب على الرئيس هادي يجري التحضير له، كنا نفكر كيف سيكون مصير العسكريين المنتمين إلى محافظات الجنوب اليمن، والبعض منا غادر صنعاء وخاصة طلبة الكليات العسكرية الذين تم طردهم".

علاقة المخلوع بطهران
يروي العقيد في جهاز الأمن السياسي في صنعاء (م.ع) لـ 24 عملية الانقلاب ويقول: "كانت لدينا معلومات أن المخلوع أقنع طهران بمسألة التخلص من حليف دول الخليج عبدربه هادي، وبدأ بتنفيذ ذلك في الـ 5 من ديسمبر (كانون الأول) 2013، حيث اقتحم مسلحون مجمع العرضي في صنعاء وقتلوا عشرات الأطباء والممرضين ونجل شقيق الرئيس هادي، وكان الهجوم يهدف لتصفية الرئيس هادي الذي كان ينوي زيارة نجل شقيقه الذي يتلقى العلاج في المستشفى".

وبدأ المخلوع صالح منذ إبعاده من الحكم في العام 2012، بتصفية القيادات العسكرية الموالية للرئيس هادي، حيث حاول اغتيال وزير الدفاع محمد ناصر أحمد في صنعاء واغتال سالم قطن في عدن والعديد من القيادات العسكرية البارزة التي كان يعول عليها هادي في حكمه.

وفي السياق، قال مسؤول يمني طلب عدم الكشف عن هويته لـ24 "إن المخلوع كان ولا يزال على علاقة وثيقة بطهران، وإنه كان يستعين بها لابتزاز دول الجوار، ولم تكن له أي علاقة حقيقة مع السعودية الجارة القريبة، رغم الدعم الكبير الذي كانت تقدمه الحكومة للشعب اليمني عن طريق صالح".

علاقة المخلوع بالقاعدة
بدأت علاقة صالح بالقاعدة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، حين جند عناصر جهادية عادت من أفغانستان ضمن الجيش اليمني ومنحهم رتباً عسكرية، وتمكنت تلك العناصر من اغتيال أكثر من 150 مسؤول جنوبي عقب أشهر من توقيع اتفاقية وحدة هشة بين البلدين الجارين عدن وصنعاء.

واستخدم صالح القاعدة محلياً لتصفية خصومه وخارجياً لإخافة الغرب.

المخلوع يسلم حضرموت للقاعدة
سلّم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح محافظة حضرموت كبرى مدن البلاد والأكثر مساحة في جنوب اليمن لعناصر تنظيم القاعدة، التي يحركها هو، ويفسر مسؤولون في حضرموت في تصريحات لـ 24 إسقاط حضرموت بيد العناصر القاعدية، بأنه من أجل إيجاد منفذ بحري لتهريب السلاح عبر البحر.

من يهرب السلاح للحوثيين؟
يقول المحلل السياسي ماهر أبو طير "إن السلاح يتدفق على ما يبدو إلى اليمن بطرق مختلفة، وبرغم كل الضربات الجوية، لمخازن الأسلحة والذخائر، إلا أن الحوثيين وجماعات الرئيس المخلوع، ما زالت تقاتل، ولديها سلاح وذخيرة".

يشير أبوطير في مقال نشرته وسائل إعلام عربية إلى أن "الحوثيين أعلنوا في وقت سابق، أن لديهم أزمة سلاح وذخيرة، وبعض المحللين يقول إن هذا الإعلان مجرد تضليل، من أجل وقف الضربات الجوية لمخازن السلاح والذخيرة. لكن الرأي الأكثر غرابة هنا، الكلام عن أن الحوثيين ومن معهم، استفادوا فقط من مخازن الجيش اليمني، التي تم الاستيلاء عليها، وهذا يبرر قدرتهم على الاستمرار حتى هذه الأيام".

ويؤكد أن اليمن مخزن سلاح أساساً، وهو غابة كبيرة، حتى قبل الإحداث الأخيرة، لكن هناك ما هو أهم، أي وجود أطراف تتولى على ما يبدو تمويل الحوثيين وجماعات صالح، مالياً، ولوجستياً عبر تهريب الأسلحة، إلى هذه الجماعات، وقيل سابقاً الكثير عن ممرات تهريب السلاح براً وبحراً إلى اليمن، في سياقات كثيرة.

الهزيمة
ويبدو أن لجوء التحالف العربي إلى قطع امداد الحوثيين وقوات صالح بالأسلحة المهربة عبر ميناء المكلا الذي تسيطر عليه عناصر تقول إنها من القاعدة، الخطوة الأولى لهزيمة الانقلاب عسكرياً في عقر داره بصنعاء.

وبحسب المحللين فإن التحركات التي قامت بها قوات التحالف العربي تأتي في سياق رسم نهاية الانقلاب المأساوية، وهزيمته عسكرياً واستعادة الأراضي التي احتلها تحالف الحوثي مع المخلوع لصالح عدو المنطقة طهران.