آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 11:28 ص

تحقيقات وحوارات


"30 ألف نسمة تعاني العطش .. جحاف" منطقة منكوبة.. (١-٤)

الخميس - 23 نوفمبر 2017 - 11:05 ص بتوقيت عدن

"30 ألف نسمة تعاني العطش .. جحاف" منطقة منكوبة.. (١-٤)

كتب/ رائد الجحافي

مديرية جحاف بالضالع يسكنها حوالي ثلاثين الف نسمة يقطنون في اكثر من (٢٨٧) منطقة وقرية تتوزع على ظهر جبل جحاف الذي يرتفع عن سطح البحر بتسعة الف قدم، هؤلاء السكان يعانون من مشكلة انقطاع مياه الشرب بعد تعرض حوالي (٢٥٠) بئر شرب للجفاف.
ولم تكن كل هذه الآبار تنتج المياه فخلال السنوات الاخيرة انقطع المياه عن ثلاثة ارباع العدد الكلي للابار.
مياه جبل جحاف كانت عبارة عن مياه سطحية واعتمد الأهالي في القدم على حفر الآبار السطحية للحصول على مياه الشرب، وخلال العقود الماضية لم تقم اي مشاريع لحفر الآبار باستثناء بعض المنظمات التنموية الأجنبية التي عملت على بناء خزانات صغيرة لحفظ المياه، لكن وبسبب قلة هطول الأمطار الموسمية خصوصاً في الأعوام الثلاثة الماضية تسببت في نفاد كلي لمخزون المياه.
مشروع مياه حجر - جحاف - الضالع، تم توقيفه بعد إنجاز ما نسبته ٨٠٪‏ لتتعرض اليوم انابيب المياه التي لم تعمل بعد الى التدمير بفعل الاهمال وعدم استكمال المشروع الممول من قبل الصندوق الكويتي للتنمية.
اليوم ورغم ان الوقت لا يزال مبكراً في بداية فصل الشتاء الا ان آبار المياه جفت نهائياً وأصبح الحصول على لترات قليلة من مياه الشرب التي تسد عطش أفراد الاسرة مجرد حلم.
وللحصول على كمية قليلة من الماء الصالح للشرب عليك قطع مسافة اكثر من عشرين متر لشراء عدة لترات سيصل سعرها الى اكثر من ثلاثة الف ريال تكفي فقط لأسرة واحدة خلال ٢٤ ساعة، هذا في حين يعاني السكان من ظروف مالية صعبة بسبب انقطاع مصدر العيش لغالبية الأسر التي كانت تعتمد على زراعة الحبوب بالاضافة الى الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد بشكل عام.
يحتاج أهالي جحاف الى ناقلات تعمل على جلب المياه من مناطق خارج الضالع كحل إسعافي لكن المسافة الطويلة وارتفاع أسعار الوقود ضاعف المأساة وفاقم المشكلة لان احضار المياه من تلك المناطق البعيدة ستكلف مبالغ مالية كبيرة هذا ناهيك عن وعورة الطريق التي تجعل من اصحاب الناقلات يتهربون من نقل المياه الى جبل جحاف.
ثلاثون ألف نسمة من ابناء جحاف يعيشون اليوم في وضع صعب جداً وينتظرون واقع مشئوم ولا يوجد امامهم اي حل للمشكلة الا النزوح نحو مناطق يحصلون فيها على كمية من الماء تفي حاجة اسرهم تضمن استمرارهم على قيد الحياة، ولكن الى اين والمناطق المحيطة بجبل جحاف هي الأخرى بالكاد تستطيع توفير مياة الشرب بالذات هذا العام الذي لم يشهد هطول امطار في فصلي الصيف والخريف.
هنا في جبل جحاف كارثة تطرق الأبواب ولا محالة من وقوعها على الجميع دون استثناء في ظل غياب كامل لأي سلطات محلية تعمل على معالجة المشكلة، بالاضافة الى عدم وجود اي منظمات إنسانية تعمل على مساعدة الأهالي في الحصول على مياه الشرب وتخفف معاناتهم..
هنا نطرق أبواب الجميع ونعلن جحاف منطقة منكوبة، ونتوجه بمناشدة الى كافة وسائل الاعلام والاعلاميين والعاملين في المنظمات الانسانية الى إبراز المشكلة وايصال صوت الأهالي الى المنظمات الدولية لإسعاف السكان بايجاد اي حلول مستعجلة تضمن عدم تفاقم الوضع المأساوي..
صرخة استغاثة أيضاً الى كافة المغتربين من ابناء جحاف والضالع الى مساعدة اخوانهم بتقديم ما يستطيعون لتوفير مياه الشرب..