آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 11:28 ص

تحقيقات وحوارات


تحقيق: الهروب إلى المدارس الخاصة

الخميس - 28 سبتمبر 2017 - 06:31 م بتوقيت عدن

تحقيق: الهروب إلى المدارس الخاصة

تحقيق/ فاطمة العبادي

التعليم هو اللبنة الأولى لبناء وتطور كل المجتمعات واذا ما أعطي حقه بالقدر الكافي انهار وتدهور من حوله جميع الجوانب الأخرى.
ونتيجة للتسيب الحاصل في بعض مدارس الحكومية في لحج لجى إلى بروز وانتشار المدارس الخاصة لتعبئة الفجوة الناقصة وتضيف بذلك أيضاً مزايا إضافية في العملية التعليمية لاتتوفر في المدارس الحكومية ، ولكن هذا لا ينبغي استمرار الإهمال في الحكومية علما بأن الخاصة لايتمكن كل أبناء البلاد الالتحاق بها لغلاء رسوم الدخول فهي لاتحوي إلا شريحة معينة من الطلاب بخلاف المدارس التابعة للحكومة.
ومن بين الأسباب التي أدت إلى الإقبال الشديد في الفترة الأخيرة على المدارس الخاصة سواء من معلمين أو طلاب وأولياء الأمور مما أدى إلى انتشارها على مدى واسع في عاصمة المحافظة وبعض القرى المجاورة قمنا بإعداد تقرير يبين تلك الأسباب ويوضح الفجوة بينهم .

_ إهمال وتسيب حكومي :
يلاحظ في كثير من المدارس الحكومية تقاعس في أداء المعلمين والمعلمات ينتج بذلك عدم استيعاب الطلاب للقدر الكافي للمعلمات الموجه لهم في الفصل وينهي الطالب دوامه اليومي وهو بحاجة إلى مدرس خاص في المنزل خاصة في فترة الاختبارات الشهرية والامتحانات الفصلية ليقوم بشرح المقرر له و الا سوف يؤدي إلى نتائج عكسية، يرجع ذلك الى عدم المتابعة الكافية من الإدارة لأداء المعلمين وكيفية التعامل مع المناهج الدراسية وإدائها للطلاب ، وغالباً ما نجد المعلم يؤدي حصته ثم ينصرف ولا ينتظر إلى انتهاء الدوام أو قبله من أجل أي استشارة أو تغطية لمدرس آخر أما ما يحدث في المدارس الخاصة هو العكس تماماً من حيث المثابرة وبذل جهد أكثر مع التلميذ والعمل على تغطية جميع الفراغات حيث لا يحتاج الطالب بعدها بحاجة إلى أي مدرس خاص في المنزل، بهذا الشأن قالت انسام أحمد معلمة في مدرسة خاصة : (نسمع عن إهمال المعلمات في المدارس الحكومية وعن تقاس الأغلبية منهم ولكن الأمر هو أمانه مهنية فنحن نقوم بدورنا في الخاص وسنقوم بنفس الدور وعلى أكمل وجه عند الانتقال إلى الحكومية أيضاً وباجهد ذاته )


_ التعليم الحكومي مابين القديم والجديد :
لم يكن الوضع كذلك في السابق فمعظم أبناء الجيل القديم تلقى علما نافعاً من تعليم المدارس الحكومية دون أي وجود للمدارس الخاصة إلا قلة قليلة في المحافظات الأخرى وكانت العملية التعليمية تسير على أفضل ما يكون من انضباط بمواعيد الحصص والكادر التدريبي ومن المناهج والإدارة أيضاً وهذا كله يرجع الى ضبط من الجهه المسؤلة عن التعليم في السابق ومراجعتها للمدارس والتهدد بالفصل والوعيد لمن لم يؤدي عمله على أفضل ما يكون حين قال مدير في مكتب التربية والتعليم سابقاً بمديرية تبن أحمد العبادي : ( التعليم في لحج وضحاها سواء من مدارس الأولاد أو البنات كان على ما يرام ولا توجد مدارس خاصة إطلاقا إلا في الفترة الأخيرة من الآن ذلك لأن المدارس الحكومية كانت تؤدي دورها المطلوب على أكمل وجه ذلك عكس الوقت الآني فالامر أصبح بتسيب مباشر من كادر التدريس ومن الطلاب أنفسهم أيضاً )



_ سلبيات المدارس الحكومية:
من بين التي أدت إلى ازداد نسبة المدارس الخاصة والإقبال عليها هو ازدياد الوضع سوء في التعليم الحكومي وذلك لا يعني إهمال التعليم فقط هناك عادات أخرى أهملت مثل عدم الانضباط بالزي المدرسي وشحة توفر الكتب المدرسية حيث يتم إشتراك طالبان وأكثر في نفس الكتاب مما سبب أزمة ومشكلة في عدم المذاكرة بالشكل الصحيح إضافة إلى إهمال النظافة العامة في المدرسة غير بعض العادات للمعلمين مثل عدم الانضباط من المعلم بشكله مظهره الخارجي ولا يعمل بالحسبان انه متجه إلى مدرسة ليكون فيها قدوة للطلاب من حيث الشكل وأسلوب الكلام والمعاملة وتفاصيلة الأخرى .



_اطفال متمردين :
نتيجة لكل ذلك التدهور الذي انعكس بصورة سلبية للطلاب وخاصة الشباب من هم في فترة المراهقة أو حتى في أعمارهم الصغيرة أصبح هنالك نوع من البلطجة في مابينهم البين إضافة إلى انتشار عادات مكتسبة مثل العنف و الضرب والتلفظ ببعض الألفاظ البذيئة وقد تصل إلى تعاطي السيجارة وغيرها داخل الفصل دون رقيب أو طلب لأولياء الأمور مما أدى خوف وهلع الأهالي إلى إنسراف أطفالهم إلى مثل تلك العادات السيئة ونقلهم إلى مدارس خاصة قد تكون أكثر أمانا لهم وقالت ليلى شرف : ( اطفال عائلتنا بأكملها يرتادون مدارس خاصة بسبب المستوى الدراسي الهابط الذي أصبح فيه معظم المدارس الحكومية إضافة إلى سوء معاملة الطلاب وعدم وجود الاهتمام بالنظافة وما إلى ذلك من تسيب وإهمال فالأفضل لهم ولنا هو وجودهم بالخاص )



_زيادة البطالة :
الذي ساعد على انتشار ونجاح المدارس الخاصة هو انتشار البطالة بين خريجي الجامعات والذي لا مهرب لهم إلا العمل في المدارس الخاصة وتحمل اعباءها من أجل بعض المبالغ البسيطة التي تساهم بجزء بسيط من متطلبات الحياة الخاصة وهذا ساعد على إنشاء مدارس خاصة أكثر من ذي قبل .



_ مدارس البنات أهون بكثير :
قد تكون الأضرار التي ذكرت في التقرير تمس 80% من مدارس الأولاد بشكل كبير حيث أنه من يرتاد المدارس الخاصة اغلبيتهم من البنين ذلك لما لقيوه من إهمال وتسيب في مدارسهم ، أما بالنسبة لمدارس الفتيات فهم أقل نسبياً منهم قد يرجع ذلك إلى فطرة المعلمات على إعطاء وبذل جهد أفضل وإلى إدارة المدرسة ذاتها وقالت احدى معلمات مدرسة خديجة للتعليم الأساسي في الحوطه: ( نحن نعمل قدر الإمكان لتيسير العملية التعليمية ونعمل جاهدين على بذل أفضل أداء ناسين ماقد مر من تقاعس فا لأداء أفضل بكثير الآن ولن نسمح بالتردي أو التراجع أبدا) .


_ مميزات خاصة أفضل :
ليس فقط الانضباط في الوقت والتعليم وبذل الجهد في تعليم الطلاب هو كل ما تمتاز به المدارس الخاصة بل وجود مميزات اضافية تفتقر اليها المدارس الحكومية سواء في القديم او الجديد والتي بدورها تنمي مواهب الأطفال وتساهم بشكل كبير في نفسية الطالب وقد تساعد العملية التعليمية نفسها .
وقالت وفاء سيود : ( سوف ادرس ابنتي مستقبلاً في أحد المدارس الخاصة مهما كلفني الأمر حتى وإن تعدل الوضع في المدارس الحكومية وأصبحت أكثر انضباط فهناك مميزات في المدارس الخاصة لاتوجد من أساسها في الحكومية مثل تعليم اللغة الانجليزية و الحاسوب وبعض مهارات أخرى منذ الصغر وليس قبل الموعد المحدد له في الحكومي بل وأحياناً عدمها الكلي فيه ) .



تبقى المدارس الحكومية في كل المحافظات هي الأساس ولا غناء عنها حتى في وجود البدائل لهذا يجب متابعتها والإشراف عليها وإعطائها حقها أفضل من الخاص
لأن نضرة الخاص في الدول المتقدمة هي لذوي الاحتياجات أو للطلاب الأكثر شغب أو للمفصولين دراسياً وليس لمن هم بحالة اجتماعية أفضل .