شهدت العاصمة عدن حدثاً مفصلياً في مسار إنهاء النزاعات القبلية، حيث تم إشهار صلح تاريخي بين قبيلتي الشماية والبريمة الصبيحية في منزل محافظ محافظة لحج والسفير الأسبق أحمد عبدالله المجيدي. جاء هذا الاتفاق كخطوة استراتيجية نحو ترسيخ السلم الاجتماعي وتعزيز التلاحم والترابط الأخوي داخل المجتمع.
حضر مراسم توقيع وثيقة الصلح قيادات عليا من مختلف الجهات السياسية والعسكرية والاجتماعية، من بينهم: مستشار مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي. محافظ محافظ لحج اللواء أحمد عبدالله تركي. وقائد الفرقة الثانية عمالقة قائد الحملة الأمنية بالصبيحة، العميد حمدي شكري الصبيحي. العميد عبدالغني محي الدين الصبيحي. نائب وزير التعليم العالي، عبدربه المحولي. وكيل محافظة لحج، الدكتور أحمد إبراهيم الشبيقي.
كما شارك في الحدث عدد من أعضاء لجنة معالجات الثارات القبلية، إلى جانب عدد من القيادات و المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية من القبيلتين.
تضمنت وثيقة الصلح التي تم توقيعها عدة بنود هامة أبرزها:
إنهاء كافة القضايا الجنائية السابقة المرتبطة بالنزاع بين القبيلتين.
الإفراج عن المحتجزين بموجب الاتفاق.
الاتفاق على تحميل الجاني لأي اعتداء مستقبلي المسؤولية الفردية عن أفعاله، دون تحميل القبيلة تبعاتها أو منح الجاني أي غطاء اجتماعي.
يأتي هذا الاتفاق بعد جهود متواصلة قادتها لجنة حل الثارات في منطقة الصبيحة، بمشاركة ووجهاء ومراجع القبائل. ويعد الصلح الثاني خلال شهرين بعد الاتفاق الذي جرى بين قبيلتي الجبيحة والعلقمة، مما يعكس تقدماً ملموساً في جهود احتواء النزاعات القبلية وترسيخ ثقافة الحلول السلمية في المجتمع.
يمثل هذا الحدث نموذجاً مشرفاً في تاريخ قبائل الصبيحة وفي إطار الجهود الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار وحل النزاعات والثارات القبلية، ولاقى هذا الصلح ترحيبا واسعا من ابناء القبيلتين بشكل خاص وقبائل الصبيحة بشكل عام، معبرين عن سعادتهم بهذه الخطوات التي تنهي ظاهرة العنف والنزاع والثارات القبلية وتعزيز اواصر التسامح والاخوة بين القبائل.