آخر تحديث :الإثنين - 17 مارس 2025 - 06:30 ص

الصحافة اليوم

تقرير لوكالة STEP NEWS:
هجوم صنعاء.. ترامب يمطر الحوثيين بالجحيم ويقرع طبول الحرب ضد إيران

الأحد - 16 مارس 2025 - 10:05 م بتوقيت عدن

هجوم صنعاء.. ترامب يمطر الحوثيين بالجحيم ويقرع طبول الحرب ضد إيران

وكالة ستيب

ترامب يفتح أبواب الجحيم في صنعاء، والمقاتلات الأمريكية تمطرها بالحديد والنار، والصواريخ تنهمر كالمطر حاملة نذير دمار. الهجمات انطلقت من فوق حاملة الطائرات هاري إس. ترومان الراسية في قلب البحر الأحمر كمنصة جحيم جاهزة لصب نيرانها فور إشارة سيد البيت الأبيض. الأهداف كانت واضحة ومحددة مسبقًا: رادارات، دفاعات جوية، أنظمة صواريخ ومسيرات، كل ما يمنح الحوثيين القدرة على تهديد السفن والملاحة الدولية بات الآن تحت رحمة صواريخ الجو-أرض الأمريكية.


بينما الحوثيون يترنحون تحت الضربات التي جاءت بلا مقدمات ولا تحذيرات، سوى الكلمات النارية التي أطلقها ترامب على حسابه في تروث سوشيال محذرًا من أنه لن يرحم من يهدد السفن والملاحة الدولية، ومتوعّدًا إيران بأن أي دعم إضافي للحوثيين سيجلب عليها عاصفة غضب لن تنجو منها.

فاشتعلت الأجواء وانفجرت الأوضاع بضربة أمريكية لم تكتفِ بهدم مواقع عسكرية، بل هزّت المشهد السياسي والعسكري في المنطقة بأكملها، معلنةً دخول اللعبة مرحلة جديدة.


فبعد أسابيع من التصعيد الحوثي في البحر الأحمر واستهدافهم لسفن تجارية وعسكرية، بدا واضحًا أن صبر واشنطن قد نفد، وأن هذا الرجل قرر أن يوقف هذه اللعبة الخطيرة على طريقته الخاصة. فأعطى أوامره للجيش ليحوّل العاصمة اليمنية إلى مسرح عمليات، حيث ضربات متلاحقة، وأعمدة دخان تتصاعد من المباني المستهدفة، وصدى الانفجارات يملأ المدينة التي لم تعرف الهدوء منذ سنوات، لكنها لم تشهد ضربة بهذه القوة منذ زمن طويل، ليسجل هذا الهجوم ضمن أكبر الضربات الأمريكية على الحوثيين منذ بداية الحرب.


وكما هو متوقع، لم يكن الحوثيون هم الضحايا الوحيدين، فالمدنيون دائمًا جزء من هذه المعادلة الدامية. فيما سارعت قنوات الجماعة إلى وصف الهجوم بأنه عدوان أمريكي-بريطاني، متهمةً واشنطن باستهداف حي سكني في مديرية شعوب شمال العاصمة. بينما على الجانب الآخر، يُصر البنتاغون على أن الأهداف كانت عسكرية بحتة، متهمًا الحوثيين باستخدام المدنيين كدروع بشرية، في تبرير جاهز لا يغير من الواقع شيئًا. فالنتيجة واحدة: قصف، وقتل، ودخان يملأ السماء، وصنعاء تُضاف إلى قائمة المدن التي تعرف جيدًا ماذا يعني أن تكون في مرمى النيران الأمريكية.


*السيناريوهات المحتملة*

يبقى السؤال الأكبر: هل كانت هذه الضربة كافية لردع الحوثيين، أم أن الرد سيكون عبر تصعيد جديد في البحر الأحمر؟ الجماعة كانت قد أعلنت قبل أيام فقط أنها ستستأنف استهداف السفن الإسرائيلية، متعهدةً بجعل الممرات المائية جحيمًا لكل من يعبرها. لكن بعد ضربة بهذه القوة، قد يجد الحوثيون أنفسهم أمام خيارين: الخيار الاول: التراجع وامتصاص الضربة، بينما الخيار الثاني يكون بالتصعيد والدخول في مواجهة مباشرة مع أكبر قوة عسكرية في العالم، وهي مواجهة نادرًا ما تنتهي لصالح من يقرر خوضها.

ترامب لم يطلق مجرد تهديدات، بل بدأ عملية عسكرية لا أحد يعرف كيف ستنتهي. وفي كل الأحوال، الأمر لم يعد مجرد معركة بحرية أو استهداف سفن، بل صراع بدأ في البحر الأحمر، لكنه قد يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك. فأي خطأ في الحسابات قد يشعل المنطقة بأكملها، خاصة مع وجود إيران على الخط. فهل سيتوقف الحوثيون، أم أن صنعاء ستشهد ليالي أخرى من الجحيم؟


*رسائل أمريكية نارية إلى طهران*

الرسالة الأمريكية التي جاءت بالحديد والنار لم تكن موجهة فقط للحوثيين، بل إلى طهران بالطبع، التي تتلقى التحذيرات الأمريكية بالنار بدلاً من الكلام. وعلى ما يبدو، فإن الضربات التي أمر بها ترامب ليست مجرد رد فعل لحظي، بل بداية لشيء أكبر.

فبحسب مسؤول أمريكي تحدث لـ"نيويورك تايمز"، فإن القصف الأمريكي قد يستمر لأيام، وإذا قرر الحوثيون التصعيد، فقد يتوسع نطاق الضربات بشكل غير مسبوق، في سيناريو قد يعيد تشكيل الوضع في اليمن بالكامل.

المسؤول نفسه أشار إلى أن بعض القادة الأمنيين في واشنطن يرغبون في حملة أقوى تجعل الحوثيين يخسرون السيطرة على أجزاء من البلاد، وهو ما يعني أن ما بدأ كضربة تحذيرية قد يتحول إلى عملية عسكرية طويلة الأمد، خاصة إذا جاء الرد الحوثي بالشكل الذي تتوقعه واشنطن.


وفي الوقت الذي تشتعل فيه السماء فوق صنعاء، تراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة رد الفعل من الحوثيين. فإما أن يختاروا استيعاب الضربة والتهدئة، أو أن يفتحوا باب جحيم جديد قد يجلب ضربات أشد وأعنف في الأيام القادمة.


*كيف بدأ التصعيد؟*

كل شيء بدأ عندما قرر العائد إلى البيت الأبيض إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية بعد أسابيع من تسلّمه السلطة. لكن النقطة الفاصلة كانت قبل أسبوعين، حين أسقط الحوثيون طائرة أمريكية مسيّرة. هنا تحرّك البنتاغون، وبدأ بوضع خطة عسكرية، ومع مرور الأيام، صار السؤال ليس "هل سنضرب؟" بل "متى وكيف؟".

يوم الجمعة، راجع ترامب الخطة وأعطى الموافقة.

يوم السبت، بدأ التنفيذ.

انفجارات قوية هزّت صنعاء عند الساعة الواحدة والنصف مساءً بالتوقيت الشرقي، والغارات استهدفت قواعد الحوثيين، قادتهم، دفاعاتهم الجوية وصواريخهم.


*ترامب يضع خطًا أحمر: لا تهاجموا السفن*

كان الهجوم الأمريكي أشبه بلكمة قاضية أرادت واشنطن بها فتح ممرات البحر الأحمر بالقوة. ترامب لم يترك مجالًا للتخمين، فأعلن على حسابه في تروث سوشيال أنه أصدر أوامره بشن عملية عسكرية حاسمة ضد الحوثيين، مؤكدًا أن أي هجوم على السفن الأمريكية لن يمر بلا رد، وأن بلاده ستستخدم القوة المميتة حتى تحقيق أهدافها.


التحذير كان صارخًا، حيث توعّد بأن استمرار الهجمات سيجلب على الحوثيين جحيمًا لم يروا مثله من قبل. أما كواليس القرار، فقد كشفها موقع "أكسيوس"، حيث أُبلغ عدد محدود من حلفاء واشنطن قبل الضربة، أما باقي الحلفاء وأعضاء الكونغرس، فتم إبلاغهم بعد بدء الضربات.


ترامب لم ينسَ إيران، الداعم الأكبر للحوثيين، ووجّه إليها تحذيرًا مباشرًا:

إما القبول بشروط واشنطن في التفاوض على الاتفاق النووي الجديد، أو الاستعداد لمواجهة تصعيد لا يُحمد عقباه.

لكن اليوم، جاءت الصواريخ برسالة أكثر وضوحًا: "لا" لدعم الحوثيين.

"لا" لتهديد الأمريكيين.

"لا" للمساس بممرات الشحن.

التحذير صارخ: أي خطوة خاطئة ستُقابل بحساب كامل دون أي تساهل.


*المرحلة الجديدة: لا أنصاف حلول*

المنطقة دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، حيث لا مجال لأنصاف الحلول. فكيف وصلنا إلى هنا؟ وهل سيكون الرد الحوثي هو التصعيد، أم أن الرسالة الأمريكية كانت كافية لردعهم؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.