نظّمت مؤسسة نسيج للتنمية والأعمال الإنسانية بالتعاون مع نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعات عدن ولحج وأبين وشبوة، ورشة عمل تحت عنوان: "المعلمون والأكاديميون: بين معاناة المعيشة ومسؤولية المجتمع الدولي"، وذلك مساء السبت ٨ مارس، بمشاركة 30 أستاذًا جامعيًا ومعلمًا وناشطًا.
ناقشت الورشة التحديات المعيشية والاقتصادية التي تواجه المعلمين والأكاديميين، مع التركيز على تأثير تدني الرواتب وارتفاع تكاليف المعيشة على جودة التعليم واستقرار العملية التعليمية، خاصة في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليًا.
تناول المشاركون المساعدات الدولية الموجهة للتعليم، مشيرين إلى أن جزءًا كبيرًا منها يُنفق على مشاريع ثانوية كان يمكن أن يديرها المعلمون والأكاديميون أنفسهم، لو كانت رواتبهم تلبّي احتياجاتهم الأساسية. كما تم استعراض الغياب شبه التام للتوظيف في قطاع التعليم، وما نتج عنه من عزوف عن الالتحاق بكليات التربية والعلوم والآداب، مما ينذر بمستقبل مظلم للقطاع التعليمي.
وقد شدد المشاركون على ضرورة أن يجعل المجتمع الدولي، بما فيه الأمم المتحدة والدول المانحة، قضية التعليم في اليمن أولوية قصوى، محذرين من أن استمرار انهيار القطاع التعليمي سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وأمنية قد تمتد تأثيراتها إلى الإقليم ككل.
خرجت الورشة بجملة من التوصيات، أبرزها:
ضرورية تحسين رواتب المعلمين والأكاديميين وضمان انتظام صرفها وفق قيمتها الحقيقية.
توجيه المساعدات الدولية لدعم أجور المعلمين والأكاديميين بشكل مباشر، بحيث تُصرف في تحسين ظروف المعلمين والأكاديميين بدلًا من مشاريع غير ذات أولوية.
اعتماد الشفافية والرقابة على تمويل التعليم لضمان استخدامه بالشكل الصحيح.
إطلاق حملات إعلامية وحقوقية لحشد التأييد الدولي للقضية، مع دعوة المعلمين والأكاديميين للمشاركة الفعالة عبر منصات التواصل الاجتماعي لإبراز معاناتهم وتوجيه رسائل مباشرة إلى الجهات المعنية.
تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا التعليم في بلادنا، وتعزيز الجهود الرامية إلى تحسين أوضاع المعلمين والأكاديميين، وضمان استدامة التعليم كركيزة أساسية للاستقرار والتنمية.