انقضَّ مسلحو الجماعة الحوثية على الأسواق والمتاجر الصغيرة في محافظة حجة اليمنية، وأغلقوا عدداً منها، وصادروا عربات باعة متنقلين وسطوا على بضائعهم، ضمن حملة تعسف جديدة تهدف إلى تدمير ما تبقَّى من القطاع التجاري اليمني، وجباية مزيد من الأموال تحت مسميات غير قانونية.
وتحدثت مصادر محلية في حجة (شمال غربي صنعاء) لـ«الشرق الأوسط»، عن تنفيذ مشرفين ومسلحين يتبعون ما يُسمى مكتب الأشغال العامة في حجة حملات تعسف وجباية جديدة هي الأوسع منذ مطلع رمضان؛ استهدفت أسواقاً ومتاجر وعربات باعة متجولين بعاصمة مركز المحافظة (مدينة حجة) ومحيطها.
واستخدمت الحملة -التي أشرف على تنفيذها قيادات في الجماعة، يتصدَّرهم: هلال الصوفي المعين محافظاً للمحافظة، وعبد اللطيف الجرباني المنتحل صفة مدير الأشغال بالمدينة- أزيد من 12 آلية لاستهداف ممتلكات السكان ومصادر عيشهم.
وفي حين يزعم الانقلابيون أن استهدافهم أملاك السكان في حجة هو لإزالة ما يُسمونه العشوائيات والمخالفات والحد من الاختناقات المرورية، فإن الحملة أسفرت عن تجريف سوقين وعشرات المتاجر الصغيرة ومصادرة ما فيها من بضائع واختطاف باعة غالبيتهم من أصحاب العربات المتنقلة.
ويتحدَّث مُلاك المتاجر عن حملات جباية وابتزاز جديدة ضدهم، وصفوها بـ«الأعنف» من بين حملات الجماعة التي تستهدفهم على مدار سنوات، لافتين إلى «أن الحملة الحالية أتت ودون سابق إنذار على متاجرهم وعرباتهم وما تحويه من بضائع متنوعة».
واتهم التجار المسؤولين الحوثيين بابتزازهم، بذريعة وجود مخالفات سابقة وجديدة، مع تهديد الرافضين منهم دفع إتاوات بالاعتقال والإغلاق والإرغام بالقوة على دفع مبالغ تأديبية.
وأطلق التجار والباعة المتضررون من الاستهداف الحوثي نداءات استغاثة لوقف التعسف الذي طالهم، إذ يتهمون الجماعة بالسعي إلى استهدافهم ومصادر عيشهم وفرض مزيد من الإتاوات عليهم تحت مسميات متعددة.
استخدام الجرافات
واشتكى إبراهيم، وهو اسم مستعار لمالك سوق تجارية لـ«الشرق الأوسط»، من قيام جرافة مدعومة بدوريات أمنية ومسلحين حوثيين، بالاعتداء على سوق تتبعه وسط المدينة، بذريعة عدم التزامه بدفع الجبايات.
وقال إن تجدد الاستهداف الحوثي له، ولمصدر عيشه للمرة الثالثة خلال أقل من شهرين، هو من أجل إجباره وأصحاب المتاجر في مدينة حجة تحت قوة السلاح على دفع إتاوات جديدة، كاشفاً عن استمرار الانقلابيين عبر حملتهم في هدم وإزالة أسواق ومحال تجارية أخرى بمناطق أخرى في ذات المدينة.
وسبق لجماعة الحوثيين أن أطلقت قبل أشهر حملات مماثلة لابتزاز صغار التجار والباعة المتجولين وبائعي الأرصفة في عدة أسواق.
وأسفرت حملة تعسف سابقة عن إغلاق 103 محلات بمناطق متفرقة في حجة، في حين تعرضت أسواق ومتاجر أخرى بالمحافظة نفسها لعمليات دهم وابتزاز ومصادرة وتعرض ملاكها للاعتداء المباشر والاعتقال.
وكان تقرير صادر عما يُسمى مكتب الأشغال، الخاضع للجماعة الحوثية في حجة، قد اعترف باستهدافه أكثر من 633 متجراً وشركة بمركز المحافظة وعدد من المديريات التابعة لها، بالإضافة إلى جبايته تحت مسميات متنوعة ما يعادل 270 ألف دولار من سكان مديريات مركز المحافظة وعبس وبني قيس ومبين وأسلم ومستبأ والشغادرة وأفلح الشام والمحابشة.