آخر تحديث :الجمعة - 21 فبراير 2025 - 10:26 م

ثقافة وأدب


الدراما اليمنية وذوو الإعاقة.. غياب مستمر رغم الحضور المجتمعي

الخميس - 20 فبراير 2025 - 11:40 م بتوقيت عدن

الدراما اليمنية وذوو الإعاقة.. غياب مستمر رغم الحضور المجتمعي

الاعلامي محمد العماري

مع اقتراب شهر رمضان المبارك تستعد القنوات اليمنية لعرض المسلسلات والبرامج الدرامية التي باتت جزءًا من العادات الرمضانية للمشاهد اليمني وكما هو الحال في كل عام نجد أن هذه الدراما تتناول قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية متنوعة لكنها تفتقر تمامًا إلى تسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة رغم أن هذه الفئة تشكل جزءًا لا يتجزأ من المجتمع


لا يزال العديد من الكتّاب وصنّاع الدراما لا يدركون أهمية تناول قضايا ذوي الإعاقة في أعمالهم وربما يعود ذلك إلى قلة التفاعل المباشر مع هذه الفئة أو عدم إدراكهم لحجم التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة يوميًا كما أن الدراما اليمنية نادرًا ما تقدم شخصيات رئيسية من ذوي الإعاقة في أدوار تمثل واقعهم الحقيقي وإن ظهرت بعض الشخصيات فإنها غالبًا ما تكون أدوارًا ثانوية محصورة في صور نمطية إما كمصدر للشفقة أو كشخصيات غير قادرة على الاندماج في المجتمع


كثير من الأعمال الدرامية في اليمن تعتمد على سيناريوهات مكررة دون البحث عن قصص جديدة تعكس التنوع المجتمعي قضايا ذوي الإعاقة تحتاج إلى معالجات درامية تتسم بالواقعية والإنسانية وهذا يتطلب مجهودًا إضافيًا من الكتّاب والمخرجين لكن ضعف الإنتاج وعدم وجود دعم من المؤسسات الثقافية والإعلامية يجعل المنتجين يفضلون المواضيع التقليدية التي تضمن لهم مشاهدة أكبر وربحًا سريعًا


من الضروري أن يدرك صنّاع الدراما أن ذوي الإعاقة ليسوا مجرد أرقام أو حالات خاصة بل هم أشخاص فاعلون في المجتمع لهم تطلعاتهم وأحلامهم ويواجهون تحديات تستحق أن تُروى وتُعرض على الشاشة تقديم شخصيات من ذوي الإعاقة في أدوار رئيسية يمكن أن يساعد على تغيير الصورة النمطية عنهم ويعزز وعي المجتمع بحقوقهم وقدراتهم


مع حلول رمضان نوجه رسالة إلى الكتّاب والمخرجين ومنتجي المسلسلات بأن يفتحوا أعينهم على قضايا ذوي الإعاقة وأن يسعوا إلى تقديم أعمال تعكس واقعهم بصدق فكما أن الدراما قادرة على مناقشة مختلف القضايا المجتمعية فهي أيضًا قادرة على التأثير في الوعي العام وتغيير النظرة السائدة تجاه هذه الفئة ذوو الإعاقة جزء من هذا المجتمع وحضورهم في الدراما ليس مجرد خيار بل ضرورة يجب أن تتحقق ليس فقط في رمضان بل في كل وقت