حذر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من أن البلاد تمر بمنعطف حاسم يتطلب اتخاذ قرارات مصيرية تحدد مستقبلها، مشددًا على ضرورة التزام جميع الأطراف بالعمل الجاد لإنهاء النزاع.
ووفقًا لما نقله الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، دعا غروندبرغ، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، إلى الانخراط بحسن نية وتحويل الالتزامات إلى خطوات عملية تدعم جهود السلام، مؤكدًا أن الحل المستدام لا يزال ممكنًا، لكنه يتطلب شجاعة سياسية وتعاونًا صادقًا من جميع الأطراف المعنية.
إدراج أنصار الله ضمن المنظمات الإرهابية يثير القلق
بالإضافة إلى ذلك، أوضح المبعوث الأممي أنه يسعى للحصول على إيضاحات حول اعتزام الولايات المتحدة تصنيف جماعة أنصار الله الحوثيين كمنظمة إرهابية، مشيرًا إلى ضرورة حماية الجهود الرامية إلى تحقيق السلام ومنع أي تصعيد قد يؤثر على العملية السياسية.
وأكد استمرار انخراطه في مشاورات إقليمية ودولية واسعة لدعم التسوية السلمية، مشددًا على أن الحل السياسي هو المسار الوحيد القادر على تحقيق تطلعات اليمنيين في السلام الدائم.
اعتقالات تعسفية وتصاعد الانتهاكات
كما أدان غروندبرغ موجة الاعتقالات الأخيرة التي طالت موظفي الأمم المتحدة في اليمن، واصفًا إياها بأنها "تطور خطير" يقوض العمل الإنساني.
وأشار إلى أن هذه الاعتقالات تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وتهديدًا مباشرًا لقدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات، لافتًا إلى وفاة أحد الموظفين الأمميين أثناء احتجازه، ومطالبًا بإجراء تحقيق عاجل وشفاف لمحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
كما طالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.
هدوء نسبي لكن التحديات مستمرة
ناقش المسؤول الأممي التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار في غزة وتقليص هجمات أنصار الله على السفن في البحر الأحمر يمثلان تقدمًا مهمًا، لكنه لا يلغي حجم التحديات التي يواجهها اليمن.
وشدد على ضرورة استغلال هذه الفرصة لترسيخ مزيد من التهدئة وتعزيز مسار السلام، محذرًا في الوقت ذاته من أن هذا الهدوء لا يزال هشًا وقد ينهار في أي لحظة إذا لم تتوفر الضمانات الكافية لاستمراره.
الوضع الإنساني يزداد سوءًا والأطفال أكبر الضحايا
حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من التدهور المستمر للوضع الإنساني في اليمن، مؤكدًا أن نحو 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة، مع تصاعد معدلات الجوع وانتشار الأمراض القاتلة.
وكشف فليتشر أن 3.2 مليون طفل يمني غير ملتحقين بالمدارس، فيما يعاني نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، محذرًا من أن خمسة أطفال يموتون كل ساعة بسبب أمراض يمكن الوقاية منها.
ثلاثة مطالب عاجلة لإنقاذ اليمن
طالب فليتشر مجلس الأمن باتخاذ ثلاث خطوات فورية:
الإفراج عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني المعتقلين، وضمان حمايتهم وفق القانون الدولي.
تقديم دعم مالي عاجل لاستئناف عمليات الأمم المتحدة الإنسانية بكامل طاقتها.
ضمان وصول المساعدات الأساسية وعدم فرض قيود تعيق تدفق السلع الضرورية إلى اليمن.
ونوّه إلى ضرورة توفير بيئة آمنة للعاملين في المجال الإنساني، محذرًا من أن استمرار الاعتقالات والتهديدات قد يؤدي إلى تعليق مزيد من العمليات الإغاثية، مما يزيد من معاناة الملايين.