يُقال إن الشدائد والنوائب هي المحك الحقيقي لمعادن الناس، حيث تظهر حقيقتهم وطبيعتهم. فمنهم من يتخذ هذه الظروف فرصة للارتقاء والبروز، مساهمًا بأفعال تنم عن إخلاص وهمة عالية، ساعيًا لترك أثر إيجابي رغم التحديات والصعوبات. ومنهم من يختار الطريق الأسهل، ساعيًا لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين، مستغلًا حاجات الناس لتحقيق مصالحه الخاصة.
في خضم هذه الظروف، يبرز واصف علي سعيد الأعجم الصبيحي، مدير الصندوق المالي في الأحوال المدنية بمحافظة لحج، كشخصية تحمل طموحًا كبيرًا وتتصف بالإخلاص والعزم في خدمة المواطنين. ففي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع، يقدم واصف جهوده وخدماته بكل تفانٍ للناس الذين يرتادون مقر الصندوق التابع للاحوال المدنية والسجل المدني لاستخراج الوثائق الرسمية.
يتنقل واصف بين أروقة المبنى بحرص شديد، حاملاً على عاتقه مسؤولية تسهيل معاملات المواطنين قدر الإمكان. يتمتع بحضور قوي وشخصية محبوبة، إضافة إلى علاقات طيبة مع الجميع، مما جعله محط ثقة الناس الذين يلجؤون إليه طلبًا للمساعدة. ولا يتوانى واصف لحظة عن تقديم العون والتوجيه لكل من يقصد إدارة الأحوال المدنية، خاصةً أولئك الذين يأتون لاستخراج البطاقة الإلكترونية.
التقيت بالرجل للمرة الأولى أثناء زيارتي لمبنى الأحوال المدنية للحصول على بطاقة إلكترونية جديدة. رغم الزحام الكبير والطوابير الطويلة، إلا أن الأمور كانت تسير بسلاسة تحت إشرافه، وهو أمر لم أتوقعه نظرًا للازدحام الشديد الذي تشهده هذه الإدارة. فالمواطنون القادمون من مختلف مناطق وقرى محافظة لحج يجدون في واصف شخصًا يراعي كبار السن، ويقدم توجيهات مستمرة، ويتعامل بأخلاق عالية، مما يسهم في تذليل الصعاب التي تواجه المراجعين.
هذا النهج في العمل لم يعد مألوفًا في كثير من المرافق الحكومية، مما يجعل وجود شخصيات مثل واصف مصدرًا للأمل بأن الأمور لا تزال بخير، وأن هناك من يعمل بتفانٍ وإخلاص لخدمة المجتمع.
من خلال هذه التجربة، أدركت أن هناك شبابًا مثل واصف يتمتعون بإمكانيات إدارية وشخصية مميزة، قادرين على تقديم نموذج يحتذى به في محافظة لحج والمناطق المحررة. كل ما يحتاجونه هو الفرصة والتشجيع والثقة لإطلاق طاقاتهم وخدمة المجتمع بأفضل طريقة ممكنة.
ختامًا، أتمنى التوفيق والنجاح للأخ واصف الأعجم، ولكل الشخصيات الإدارية التي تترك أثرًا إيجابيًا في نفوس المواطنين. كما نأمل من الجميع الاقتداء بهذه النماذج المشرفة، والعمل على تسهيل إجراءات المواطنين بشكل منظم وفعّال. ونوجه دعوة إلى الجهات المسؤولة بمنح هذه الكفاءات الفرصة والمكانة التي تستحقها، لتحفيز الآخرين على العمل بجد وإخلاص من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات في كافة المرافق العامة.