على مدى ثماني سنوات من عملي، كان دائمًا يسكنني الشعور بأنني استحق فرصة لإثبات قدراتي وكنت أتساءل في نفسي: هل سأكون على قدر الفرصة إذا ما أتيحت لي؟ عندما بدأ رفع ملفات الترشيح على برنامج قيادات حكومات المستقبل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورأيت بين المتقدمين أشخاصًا من وطننا، تحديتُ نفسي قائلًا: "أنا قادر على المنافسة".رغم المؤهلات العليا الذي يمتلكونها الذين كانوا مترشحين معنا.. وفوجئت حينما وُضعنا بين آخر ثمانية أشخاص يخضعون لمقابلات مع لجنة التحكيم من دولة الإمارات من اجل اختيار منهم شخصين فقط ، رغم توقعاتي بعدم الانضمام إليهم.
بفضل الله وتوفيقه، كانت هذه الفرصة بمثابة اختبار لقدرتي على مواجهة التحديات وإثبات الذات. انطلقت رحلة البرنامج في شهر أكتوبر، متبوعة بتدريب مكثف استمر لأربعة أشهر، حيث ضم البرنامج أربعين مشاركًا من ٢١ دولة عربية، جميعهم يشغلون مناصب عليا؛ من وكلاء وزارات ومساعدي وزراء ومدراء عموم ومحافظين ورؤساء قطاعات مهمة. كنت أنا وزميلي أصيل الأصغر سناً والأقل خبرة بين الجميع، لكن عزيمتنا كانت أقوى من كل العقبات.
تضمن البرنامج خمسة تحديات رئيسية مثل المدن الذكية والابتكار الحضري، الأمن الغذائي، القطاع الصحي، التعليم وغيرها. وكان المطلوب من كل دولة تقديم مشروع مبتكر وقابل للتنفيذ خلال ١٠٠ يوم، ليحدث أثرًا إيجابيًا في بلدها. ومن بين الـ٢١ دولة، تم اختيار أفضل خمس دول قدمت أنجح المشاريع، لتعرض مشاريعها في القمة العالمية للحكومات في دبي – أكبر حدث عالمي يُقام كل عام. والحمد لله، نجحنا أنا وزميلي أصيل في أن نكون من بين الدول الخمس الفائزة، وهو إنجاز يُعتبر نجاحًا بحد ذاته، خاصةً وأن القمة تجمع رؤساء وقادة دول العالم، وقد شارك فيها شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك في إحدى السنوات.
كانت رحلة مليئة بالتحديات والجهود الحثيثة، وإصرار لا يلين للوصول إلى القمة. كما أن الدعم المعنوي الذي حصلنا عليه كان له أثر كبير، بدءًا من الدكتورة منى باشراحيل، رئيس هيئة التدريب، والأستاذ لطفي شطارة، رئيس مركز البحوث وصنع القرار، اللذين وفرّا لنا كل الدعم والتفرغ للتركيز على البرنامج، وصولاً إلى الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي التقى بنا قبل القمة وأبدى اهتمامه الكبير، مما زاد من حماسنا لتقديم عرض يليق بتمثيلنا لبلدنا.
وفي ختام هذه السطور، أود أن أقول: بالتأكيد هناك من هم أفضل مني وأكفأ، وهناك من هم أفضل منك؛ والفرص ستأتي للجميع. المهم أن تكون على قدر الفرصة عندما تأتي، وأن تثبت لنفسك قبل الآخرين أنك كنت فقط بحاجة إليها لتحقق أكبر نجاح ممكن.