آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 02:25 ص

كتابات


نتائج صناعة الفقر في اليمن والحلول الممكنة

السبت - 08 فبراير 2025 - 07:26 م بتوقيت عدن

نتائج صناعة الفقر في اليمن والحلول الممكنة

كتب / د. حسين الملعسي.

من خلال تقارير الأمم المتحدة بلغ متوسط وتيرة نمو الفقر السنوية خلال ستون عاما 1.3 ٪ تقريبا فما حكاية الفقر ونموه في اليمن.

إن الفقر في اليمن ليس نتيجة حتمية بل هو نتيجة تراكم سياسات واخفاقات على مدار عقود طويلة.

تعمق ونمو الفقر في اليمن تعد نتيجة تراكم لعوامل متعددة ومتداخلة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، وقد أدى كل ذلك إلى تدهور الأوضاع المعيشية وزيادة معاناة الشعب.

العوامل التي ساهمت في تنمية (صناعة) الفقر في اليمن:

• الصراعات المستمرة والحروب أهمها الحروب والنزاعات الأهلية وآخرها حرب 2015.

• الفساد وضعف الإدارة.

• انهيار الاقتصاد في فترة الحرب الأخيرة.

• تخلف وتهالك البنية التحتية والخدمات.

• التبعية الاقتصادية وخاصة الاعتماد على المساعدات الخارجية.

• التهميش الاجتماعي في المناطق الريفية.

• الجفاف والكوارث الطبيعية.


نتائج صناعة الفقر في اليمن

اهم احصائيات الفقر البارزة في اليمن هي:

• الفقر متعدد الأبعاد فإن 82.7% من السكان يعيشون في فقر متعدد الأبعاد مما يعني أن أكثر من ثمانية من كل عشرة أشخاص يعانون من حرمان في مجالات متعددة مثل التعليم والصحة ومستوى المعيشة.

• الفقر المدقع حوالي 74% من سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر المدقع مما يجعل اليمن من بين أكثر البلدان فقرا في العالم.

• نسبة الفقر ارتفعت إلى 80% مع انكماش الاقتصاد بنسبة 50% نتيجة للصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات.

• يميل الفقر إلى الارتفاع في المناطق الريفية (89.4%) مقارنة بالمناطق الحضرية (68.9%) مما يشير إلى تفاوت كبير في توزيع الفقر بين المناطق.

• ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة يعاني اليمن من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم مع تزايد مضطرد لملايين اليمنيين الذين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة مع مرور السنوات.

• انتشار سوء التغذية خاصة بين الأطفال والحوامل حيث يعاني الملايين منهم من سوء تغذية حاد.


حلول ممكنة للحد من الفقر في اليمن:

1. إحلال السلام والاستقرار السياسي عبر التوصل إلى تسوية سياسية شاملة لإنهاء الصراع.

2. مكافحة الفساد وإصلاح المؤسسات الحكومية وتعزيز الشفافية والمساءلة.

3. تنمية الاقتصاد المحلي عبر دعم الزراعة والصناعات الصغيرة والمتوسطة لتحفيز الإنتاج.

4. إعادة الإعمار وبناء البنية التحتية وتطوير الخدمات الأساسية.

5. الاستثمار في التعليم والصحة وتحسين جودة التعليم والرعاية الصحية لتأهيل المجتمع للمشاركة في التنمية.

6. تعزيز الاعتماد على الذات وتنويع مصادر الدخل ودعم الاكتفاء الذاتي في الغذاء والطاقة.


اخيرا صناعة الفقر في اليمن ليست نتيجة عوامل طبيعية فقط، بل هي نتيجة قرارات سياسية وسياسات اقتصادية وإدارية فاشلة. ونشدد على أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب جهودا شاملة ومتكاملة تجمع بين الحلول السياسية والتنموية.


د. حسين الملعسي

افتتاحية مجلة الرابطة الاقتصادية.

عدن فبراير 2024