في أي بلد من بلدان العالم، إذا كان شعبه يعيش حياة صعبة وظروفاً اقتصادية متدهورة رغم غناه بالثروات الطبيعية، ويفتقر إلى الخدمات الأساسية، فاعلم أن هناك فساداً مستشرياً بصورة لم يتصورها العقل. لقد رأينا كيف قامت الانقلابات العسكرية في دول غرب إفريقيا الغنية بالثروات ضد الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة، التي جعلت شعوبها تعاني الويلات بينما تذهب ثرواتها إلى جيوب الفاسدين.
ونحن في وطننا الحبيب، منذ عقود من الزمن، نعيش في وضع اقتصادي ومعيشي صعب جداً، بعد أن بسطت قوى الفساد والغنيمة يدها القذرة على ثرواتنا في البر والبحر.
في حضرموت، ليس مستغرباً ما تم اكتشافه عن وجود شبكة لتهريب مادة الديزل من خزانات النفط بميناء الضبة عبر أنبوب غير قانوني إلى المصفاة. هذا متوقع في ظل دولة هشة يعتريها الفساد من أسفل قدميها إلى أعلى رأسها، ولا تزال تحكم من قبل "الدولة العميقة". هذه ليست سوى واحدة من عمليات النهب والسلب الممنهج لثروات بلدنا بحجج واهية، بينما يعاني المواطن الحضرمي الويلات من بقايا الدولة العميقة العفاشية ومخلفاتها، التي ما زالت قابضة بيد فولاذية على مفاصل السلطة في حضرموت.
أبناء حضرموت يأكلون من صناديق القمامة أمام مرأى ومسمع الجهات المسؤولة، التي تتذرع بالأكاذيب على حساب الغلابة من الشعب الذين لا حول لهم ولا قوة. يا جماعة، لا يعقل أن تكون حضرموت الغنية بالثروات بدون بنية تحتية، وهي التي ترفد خزينة الدولة بحوالي 80% من إيراداتها! لكن اليوم انكشف الغطاء، وبات الجميع يعرف أين تذهب ثرواتهم، ولماذا هم بدون كهرباء وبدون خدمات منذ سنوات.
بالفم المليان، نقول: الأيام القادمة كفيلة بإماطة اللثام عن كثير من الأمور التي تستنزف خيرات الحضارم. ما دام اللواء سالمين مكلف بذلك، فلا تستعجلوا الأمور، فكل شيء سيأتي في وقته.
نحن في حضرموت نقدر ما قام به اللواء فرج البحسني من جهود كبيرة من أجل استقرار المحافظة وكشف شبكات الفساد المعشعشة في أعماق مؤسسات الدولة. لقد بدأ بتفكيكها وكشفها للرأي العام، حتى يعرف الحضارم من يقف خلفها. رغم أنهم يعيشون في ظروف قاسية لم يسبق لها مثيل، نتيجة السياسة الخبيثة التي تمارس ضد الشعب انتقاماً من مواقفهم الثابتة خلف قضيتهم العادلة والمجلس الانتقالي الجنوبي.
الكل متفائل بالخطوات التي قام بها القائد اللواء فرج البحسني، والتي لاقت ارتياحاً وتأييداً شعبياً منقطع النظير، كونها جاءت في وقتها المناسب لتمنع أي محاولة للعبث بثروات المحافظة على حساب معاناة أبنائها.
اليوم، أمام اللواء فرج البحسني، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي، مهام وطنية كبيرة. الطريق أمامه ليس مفروشاً بالورود كما يتوقع البعض، وهو جدير بهذه المهمة الملقاة على عاتقه. ما على أبناء المحافظة إلا الالتفاف حوله صفاً واحداً من أجل إخراج حضرموت من النفق المظلم الذي تعيش فيه، وانتزاعها من بين مخالب قوى الهيمنة والتسلط وعملائها، الذين أذاقونا مرارة العيش وحولوا البلد إلى إقطاعيات لشبكات الفساد المنظم.
لقد بدأت خيوط الفساد تظهر على السطح من أول خطوة قام بها اللواء القائد البحسني بكشف قضية المصفاة وأنبوب النفط غير القانوني. والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت التي ستسعد الجميع.
اللواء البحسني جاء بتكليف من القيادة الرئاسية بكافة الصلاحيات لإصلاح الأوضاع في حضرموت، شاء من شاء وأبى من أبى. والشعب الحضرمي يؤيد كل الجهود التي تبذل من أجل مكافحة الفساد وتطهير مؤسسات الدولة منه. لقد كشف اللواء فرج البحسني أول خيوط اللعبة، ولن يتوقف حتى تستعيد حضرموت عافيتها وتستقيم على قدميها...!