كشف مسؤول أمريكي رفيع عن نهج جديد ستتبعه الولايات المتحدة في تعاملها مع الملف اليمني من خلال تطوير فريق يهتم بشؤونه، مؤكدًا في الوقت ذاته أهمية زيادة الضغط على ميليشيا الحوثي.
وأشار القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، تيموثي ليندركينغ، في لقاء بواشنطن مع وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًّا، أمس السبت، إلى أن "إدارة ترامب الجديدة، تعمل على تطوير فريق يهتم بالشأن اليمني بشكل خاص".
وقال ليندركينغ إن "سلوك الحوثيين كان كارثيًّا على اليمن"، مدينًا ممارسات وتصرفات الميليشيا، بما في ذلك استمرارها في اختطاف موظفي الأمم المتحدة المحليين.
وشدّد ليندركينغ، خلال اللقاء، على أن "الوضع في البحر الأحمر، غير مقبول"، منوهًا إلى "ضرورة حظر بثّ وسائل الإعلام الحوثية، التي تستغلها للتجنيد ونشر أيديولوجيتهم وتحريك قواتهم وجمعهم للتبرعات".
وأكد المسؤول الأمريكي أن " تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية سيساعد في حظر بثّ وسائلهم الإعلامية، مع بدء الشركات في اتخاذ خطوات للتقليل من المخاطر".
وبين أن "تنفيذ تصنيف المنظمة الإرهابية يشمل أحكامًا جنائية لدعم الحوثيين، وسيخضع المخالفون للملاحقة الجنائية".
من جانبها، أكدت نائب المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، مورغان أورتيغاس، التي شاركت في اللقاء، أن "اليمن سيحظى باهتمام كبير من قبل الإدارة الأمريكية"، معتبرةً "تهديد السفن الأمريكية من قبل الحوثيين أمرًا مرفوضًا، وغير مقبول".
بدوره، أعرب الوزير اليمني معمر الإرياني، الذي سرد تفاصيل اللقاء وأبرز ما جرى تناوله عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، عن "ترحيبه بالنهج الجديد للإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، ولا سيما قرار إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية".
وأكد الإرياني أن هذه الخطوة "يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية أوسع، تشمل فرض عقوبات مشددة ووقف كافة أشكال الدعم المالي واللوجستي الذي يصل إلى الميليشيا عبر شبكاتها في المنطقة، وأن يكون هذا التصنيف هو البداية".
وشدّد الإرياني على "ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان استعادة الدولة اليمنية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي"، لافتًا إلى أن "التهاون وعدم الحزم في التعامل مع ميليشيا الحوثي، خاصة من قبل الإدارة الأمريكية السابقة، أسهما في تفاقم الأوضاع في اليمن والمنطقة، والوصول إلى هذه المرحلة الخطيرة".
وأشار إلى أن "القرار الذي اتخذته الإدارة السابقة بإلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO)، كان له آثار كارثية على الشعب اليمني، إذ أدّى إلى زيادة انتهاكات الحوثيين، وتعزيز دعمهم من قبل إيران، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي".
وأوضح الوزير اليمني أن "النظام الإيراني مستمر في دعم ميليشيا الحوثي الإرهابية بالتكنولوجيا العسكرية والخبراء والمعدات؛ ما مكّنهم من تطوير مصانع الأسلحة تحت إدارة الحرس الثوري الإيراني".
وقال إن "المجتمع الدولي مطالب بالتحرك بشكل أكثر جدية وفاعلية لمواجهة الخطر الحوثي، ووقف الدعم الإيراني لهذه الجماعة الإرهابية، وضرورة العمل المشترك لضمان الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة والعالم".
وشدّد الإرياني على أن "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مطالبون بمحاسبة هذه الجماعة الإرهابية على سجلها الحافل بالجرائم والانتهاكات، وعدم منحها أي غطاء سياسي أو قانوني، أو أداة، يمكنها من مواصلة إرهابها بحق اليمنيين، وتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي".