آخر تحديث :السبت - 01 فبراير 2025 - 06:54 م

كتابات


حرب الخدمات في حضرموت

السبت - 01 فبراير 2025 - 01:54 م بتوقيت عدن

حرب الخدمات في حضرموت

الاعلامي صالح فرج

لو عدنا بالذاكرة لكم سنوات مضت وراجعنا أسباب طفي الكهرباء ؛ بالذات لدينا في وادي حضرموت ، وكيف كانت الحجج والأعذار المختلفة عن اليوم تمامًا .


كانت من ضمن أسباب انقطاع الكهرباء عدم وجود الغاز الكافي لتشغيل التوربينات الغازية ، وحسب المعلومات المؤكدة إن ما تم حرقه من الغاز الطبيعي حتى العام 2008م فقط ؛ يعادل (25-30) مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي المصاحب لإنتاج النفط ..

عندما جلبت (بترومصيبة) توربيناتها إكتفت بعدم جلب كومبريسور (ضاغط) الغاز واكتفت بتشغيل الضاغط الخاص بمحطة الجزيرة وهو لايكفي لتشغيل المحطتين مجتمعتين ، كما أن نقص الغاز وضغطه كان دوما أحد أهم أسباب الطفي برغم أن الغاز كان ولازال يُحرق في الهواء مسببا تلوث بيئي خطير ، بالإضافة لمنغصات كثيرة كان من ضمنها أبناء توفيق عبدالرحيم الذين قطعوا الكهرباء تمامًا عن كل وادي حضرموت ، وعاش الوادي لأيام وليال في ظلام دامس ، ومرت السنين ولم يتم حل المعضلة .. ويتبادر إلى الذهن هل المسمى كومبريسر هذا غالي جدا حتى يتم الفشل في شرائه.. وهناك أيضا تساؤل وهو لماذا لا يتم تشغيل كل التوربينات الغازية الموجودة في موقع شركة النفط في حضرموت ، ولماذا صيانة توربينات بترومصيبة دائمة وتتسبب في انقطاع التيار بينما توربينات الجزيرة لا نكاد نسمع عنها مطلقا ..


ومن ضمن الأسباب في الطفي أيضًا كانت آنذاك الخط الناقل مما اضطر السلطة المحلية بالوادي لمد خطوط لكل منطقة على حدة ، حتى يتم تخفيف ضغط التيار وتوزيع الأحمال على أكثر من خط واحد ، ولم يتم حل مشكلة الطفي.

وجاء مشروع الأبراج الذي مضت عليه سنوات وهو يتعثر ويخطو خطواته بصعوبة بالغة (كالطفل المشلول) دون إيضاح الأسباب الكامنة وراء ذلك ..

بعدها جاءت سفرات ورحلات مجلس حضرموت المكوكية إلى الرياض وتمخضت تلك الزيارات عن إعتماد توربين كهربائي للوادي بقوة 25 ميجا وكومبريسر لضغط الغاز يكفي لتشغيل مائة ميجا مقدمة من السفير آل جابر ، ولكن حتى اليوم لم يتم النهوض بمتطلبات الغاز للكهرباء الغازية ، ومرت الأشهر وأصبحت سنوات على تلك الوعود و حتى الآن تبدو مجرد جعجعة فقط .. وإلى اليوم لم يتم أي شئ في هذا المجال ولم يعد للموضوع ذكر مطلقا .


اليوم تفجرت في حضرموت الإحتجاجات وبلغت حد مطالبة المجلس الرئاسي بضرورة وضع حلول لمعضلات حضرموت ، وكل تلك المطالب قد خرج الشارع من أجلها مرار وتكرارا دون فائدة ، وتم إصباغ مطالب حلف قبائل حضرموت بمطالب سياسية لم تجد دعم جماهيري كبير لها ، ولا التفاف شعبي حولها مما أبهت تلك المطالب ، وتعددت وتدرجت المطالب السياسية وطغت على المطالب الخدماتية التي تهم المواطن والتي منها كيفية توزيع الديزل المدعوم وإيصاله للمواطن بسعر مقبول بدل أن يكون بيد السلطات التي يتم اتهامها بالفساد وإهدار الأموال من ريع فارق قيمة الديزل .


ولازالت المعاناة تعصف بحضرموت وغيرها من المناطق الجنوبية التي تندرج تحت حكم "الشر-عية" ومعاناتها تتضاعف يوميا ، من خلال ضياع قيمة العملة المحلية والزيادة المهولة في أسعار المحروقات التي تنعكس مباشرة على لقمة العيش ، بالإضافة للجبايات الجائرة .. فكل مسئول يبحث له عن مبرر لوضع جباية حيث تعددت تلك الجبايات بين ميازين ، ونقل ، وصندوق نظافة ، وجمارك حتى بين مناطق المحافظة الواحدة ، كما يحدث في حضرموت بين ساحل ووادي ، ونقاط عسكرية وغيرها ..

أكثر أمر محيّر هو أن أسعار المحروقات ترتفع يوميا وبشكل جنوني بحجج من ضمنها ارتفاع قيمة العملة الصعبة ، بينما النفط يتم إستخراجه من أرضنا ويتم تكريره محليا وهناك مصفاة سيادية في عدن مغلقة ، بل ومهملة بدون أسباب مقنعة ، وتوجد مصافي صغيرة واحدة في مأرب تنتج غاز وبترول ، وأخرى في حضرموت تنتج ديزل .. وتم إكتشاف مصفاة بدائية بالقرب من ميناء الضبة النفطي تنتج ديزل الله أعلم بمواصفاته ، ناهيك عن معايير السلامة في تشغيلها ، والكل يتبرأ من تبعيتها له والاستحياء من إمتلاكها وقيل أنها لتاجر شبواني ، وتبرأت بترومصيبة من تزويدها بالنفط الخام ، كما أنه يتم نقل إنتاجها عبر صهاريج إسمنت للتمويه ..


إلى متى سيظل الناس بهذه الدوامة التي اقتلعت الأخضر واليابس بفسادها ، وقضت على معظم مدخرات البسطاء.....


#لكل_زمن_دوله_ورجال



#صالح_فرج

السبت 1 فبراير 2025م




https://www.facebook.com/share/p/1BZ45T16JU/