آخر تحديث :السبت - 01 فبراير 2025 - 12:51 ص

كتابات واقلام


الأنبوب ليس رأس إبرة في كومة قش

الجمعة - 31 يناير 2025 - الساعة 10:06 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


‏إنهم ينهبون الثروة وعبر أنبوب نفط يُراد له أن يكون شفافاً غير مرئي ومع ذلك تم إكتشافه ولو متاخراً بعد أن تجشأ القائمون عليه مليارات الدولارات ، أنبوب يمتد من منشأة بترومسيلة يذهب نفطه إلى جهات غير معلومة أو هي معلومة متستر عليها ،

والأخطر الملاذ الأخير أو المستخدم الأخير لعوائد هذا النفط المهرب علناً ، لمن توظف ولتمويل أياً من الأنشطة وضد من.

الحقيقة الأنبوب ليس رأس إبرة في كومة قش ،هو أشبه بسكة قطار يمتد من والى ،ومن ذا الذي لايستطيع أن يشاهد أو ينكر وجود قطاراً ،يدهس ثروات البلاد ويغذي أنشطة مشبوهة تبدأ بتنمية ثروات اللصوص، وتنتهي بدروب غامضة ونشاطات مشبوهة.
هي ليست معركة كلام بين البحسني وبن ماضي ، هي قضية ثروات تُنهب بالسر والعلن ، وكارتيل مصالح متشابك المسميات والجهات، مايحدث جريمة مكتملة لوضع تم تدميره بالمطلق، بنى تحتية وثروات وحقوق بشر ، التقاذف بالكلام لن يلغي هذه الحقيقة، حقيقة إن من يدير الشأن العام حفنة دراكولات ، يفتقدون للإنسانية والوطنية والشرف.
هو ذات الشيء يعيد نفسه في كل مواقع الثروات ، تبدأ بزوبعة وتنتهي بتسويات ولفلفة وإحتواء التداعيات، بالتوافق على تغييب الحقيقة عن الناس ، الضحايا الأكثر ومن يدفعون ثمن كل هذا العبث.

النفط هو الشيء الذي لم نلمسه على موائد الفقراء خبزاً وإكتفاءاً ، هو الحاضر في أرصدة مرتفعات الحكم السرية ،الغائب عن موازنة البلاد ، وهو عنوان كاشف لحقيقة من يدير شأن البلاد.

أنبوب نفط يتقاذف المسؤولون بصحة وجوده من عدمه وكأننا امام مسرحية المحطة لفيروز والرحابنة ، وكأنهم يتحدثون عن حقيبة يدٍ أو خيط دخان ، يموهون الحقائق يلوون عنق الوقائع ،ويتدبرون كيفية الخروج من وضع الإنكشاف الفاضح أمام الرأي العام، بكل مايعنيه ذلك من تفاعلات تضيف إلى جانب الإفقار والتجويع ، مبرراً محفزاً لحراك شعبي يحمل برنامجه من بند واحد: الإطاحة بهذه المنظومة الفاسدة.