قالت أكبر ثلاث شركات مشغلة للحاويات في العالم، إنها تخشى عدم الاستقرار في عزة، مؤكدة أنها لن تعيد سفنها إلى البحر الأحمر رغم تعهد الحوثيين في اليمن بعدم مهاجمتها طالما استمر وقف إطلاق النار في القطاع، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقالت "إم إس سي ميدتيريان شيبينج"، و"ايه بي مولر مارسك"، و"سي إم ايه - سي جي إم"، في الأيام الأخيرة، إنها ستلتزم بمسارات أخرى بالنظر إلى ما سمَّته الوضع غير المتوقع في غزة والتوترات الأوسع في الشرق الأوسط.
وبدوره، قال نيلز هاوبت، المتحدث باسم أكبر شركة شحن في ألمانيا، "هاباج لويد": "لا نريد إرسال ناقلة غاز إلى البحر الأحمر تشتعل فيها النيران؛ ولا نعرف متى سنعود".
وعلى حين يعكس تردد شركات الشحن العالمية الخطر الذي يشكله الحوثيون، الذين أعادت إدارة ترامب تصنيفهم كمنظمة إرهابية، رغم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وإسرائيل وآخرون لوقف هجمات الجماعة.
وأشار الحوثيون إلى أنهم سيستأنفون الهجمات إذا واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، حيث تقول إنها تقاتل المسلحين.
ونوهت الصحيفة إلى أن الحوثيين استخدموا، منذ أكثر من عام، الصواريخ والطائرات دون طيار لاستهداف السفن التجارية والسفن البحرية المرسلة لحمايتها في البحر الأحمر، الذي كان في السابق أحد أكثر طرق التجارة ازدحامًا في العالم؛ ما دفع شركات الشحن إلى إرسال السفن حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي لأفريقيا بدلًا من ذلك.
كما قال الحوثيون، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شركات الشحن، إنهم لن يهاجموا السفن الأمريكية والبريطانية أثناء سريان وقف إطلاق النار في غزة. وقاموا هذا الشهر أيضًا بإطلاق سراح 25 من أفراد طاقم سفينة الشحن جالاكسي ليدر، التي استولوا عليها في نوفمبر 2023.
لكن الحوثيين قالوا إنهم سيواصلون استهداف السفن الإسرائيلية، وقال زعيمهم عبد الملك الحوثي إن الجماعة قد تستأنف هجماتها إذا فشل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثيين هاجموا أكثر من 100 سفينة في البحر الأحمر منذ أن أدى هجوم حماس على إسرائيل في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول إلى اندلاع الحرب في غزة.
وقبل الصراع بين حماس وإسرائيل، كانت السفن التي تسافر عبر البحر الأحمر تحمل نحو 40% من البضائع المتداولة بين آسيا وأوروبا.
وتضيف السفن التي يتم تحويلها الآن حول جنوب أفريقيا ما يصل إلى أسبوعين من وقت الإبحار، وأسعار شحن أعلى يتم نقلها إلى أصحاب البضائع.
وكما أن هناك أكثر من 14 مليون حاوية يتم نقلها عادة سنويًّا عبر الطريق المليء بكل شيء بدءًا من السيارات والمواد الغذائية إلى السلع المنزلية والإلكترونيات، والتي تقدر قيمتها الإجمالية بأكثر من تريليون دولار.
ويقدر بعض خبراء الشحن أن تغيير المسار وزيادة رسوم التأمين كان من الممكن أن يكلف أكثر من 40 مليار دولار في السنة الأولى من الهجمات.
واختتمت الصحيفة بالإشارة، بحسب مسؤول تنفيذي في الأمن البحري، إلى أن بعض المشغلين قد يستأنفون معابر البحر الأحمر بمجرد اكتمال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة.