قد يزعج حديثي هذا الكثير من الرفقاء، لكن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها أو الالتفاف حولها. منذ تأسيس المجلس الانتقالي في لحج، تعاقب على رئاسته عدد من القيادات، ولكن الغالبية العظمى منهم كانت من منطقة محددة تُعرف بـ"المثلث". هذا الأمر يثير تساؤلات مشروعة: هل تعاني لحج فعلاً من نقص في الكفاءات والقيادات القادرة على تسيير هذا المجلس؟ أم أن هناك عوامل أخرى تقف وراء هذا التوجه؟
لحج، بتاريخها العريق وتراثها الزاخر بالنضال الوطني، تزخر بالكفاءات والقيادات المؤهلة التي تستطيع أن تخدم المجلس وتنهض به لتحقيق أهدافه الوطنية. ومع ذلك، يبدو أن هذه الكفاءات تُهمش بشكل متعمد أو غير متعمد لصالح نهج يعتمد على الولاءات المناطقية أكثر من الكفاءة والقدرة على القيادة.
التنوع في قيادة المجلس الانتقالي أمر ضروري لتحقيق التوازن، وتعزيز الوحدة بين مختلف مكونات المحافظة. الإصرار على تكريس قيادة محصورة في منطقة واحدة يؤدي إلى الشعور بالتهميش لدى بقية أبناء المحافظة، وهو أمر قد يضر بمصداقية المجلس ويضعف تماسكه.
نحن لا نقلل من كفاءة القيادات الحالية أو السابقة، لكننا ندعو إلى إعادة النظر في آلية اختيار القيادة بما يضمن تمثيلاً حقيقياً وشاملاً لكل مناطق لحج، واستثمار الكفاءات المتوفرة في المحافظة بغض النظر عن انتماءاتها المناطقية.
الهدف هو مصلحة لحج وأبنائها، وليس تكريس الهيمنة أو التمييز الذي لا يخدم أحداً سوى أعداء التلاحم الوطني. الوحدة الحقيقية تبدأ من الإنصاف، ومنح الفرصة للجميع للمساهمة في بناء مستقبل أفضل.. لكني على يقين أن أصحابنا لا يفهمون فهم بعقلية المناطقية المقيتة.