آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 11:26 ص

كتابات


لن نخدع مرتين !

الجمعة - 16 أغسطس 2024 - 11:47 م بتوقيت عدن

لن نخدع مرتين !

كتب /ناصر التميمي


أكبر خديعة تعرض لها الجنوب في غفلة من الزمن ،هي كارثة الوحدة التي أصابت الجنوب بمقتل ودمرت كل الحياة والجمال والثقافة الموجودة فيه بمعاول الهدم اليمنية التي لم تبقي لنا شيء جميل ،من هذا الباب الموحش الذي أسموه بالوحدة اليمنية وتم حشرنا فيه في ليلة ظلماء في يوم أسود أصبح مشؤوم عندنا كجنوبيين لأننا وجدنا أنفسنا عائشين داخل نفق مظلم يحكمنا فيه أباطرة الفساد ،في المرة الأول أصحابنا زقلوا بنا زقلة في حضن اللادولة مليئة بالوحوش الكاسرة المنزوعة الرحمة وعبثوا بدولتنا وبثرواتها وأذاقوا شعب شتى صنوف العذاب والحرمان بمختلف صوره .

اليوم تحاول بعض القوى الإقليمية والدولية الضغط على قيادتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي من أجل القبول ببعض الحلول المنقوصة التي سترمي بنا مرة أخرى في حضن اللادولة ويتحكم بنا ملوك الفساد ومسئولي الغفلة الذين عفى عنهم الزمن ،ولسنا نحن في الجنوب بحاجة لهم لأن المثل يقول ما حد يجرب المجرب ،نحن قد جربنا دعاة الوحدة أو الموت على مدى عقود من الزمن ،ولا يمكن أن يقبل شعب الجنوب بأي تسوية منقوصة لا تلبي تطلعات الجنوبيين مهما كلفه الأمر .

لذلك ما يعانيه شعب الجنوب اليوم من معاناة كبيرة في مختلفة نواحي الحياة لا سيما الجانب الإقتصادي والخدماتي هو نتيجة للضغوطات الدولية التي تمارس ضد قيادة السياسية في المجلس الإنتقالي التي رفضت التنازل عن هدف الجنوب والتوقيع على ما أسموه أعداء الجنوب التسوية السياسية التي طبخت في دولة مجاورة لها علاقة بالمليشيات وأرادوا فرضها على المجلس الإنتقالي، وذلك من خلال التوقيع عليها والتنازل للمليشيات ب ٨٠٪ من ثروات الجنوب فأجابتهم القيادة بالرفض وقالت لهم هذا حق سيادي ولا يمكن أن تسلمه لعدونا مهما كلفنا الأمر من تضحيات ،شوفوا كيف بعض الدول الإقليمية لا تريد للجنوب الخير للأسف الشديد تحاربنا بشتى الطرق وتقدم للعدو ما يريده بينما شعب الجنوب بحاجة لمن يقف إلى جانبه في هذا الظرف الصعب الذي يمر به الوطن .

لن نخدع مرتين مهما تكالب علينا الأعداء والداعمين لهم سنظل صامدين في الميدان بكل ما أوتينا من قوة ولن نرضى بأن نعيش في ذل ومهانة من جديد لقد نجح شعب الجنوب ومقاومته الباسلة في تحرير أغلب أراضيه ولم يبقى إلا القليل وبإذن الله سيتم تحريرها واعادتها إلى حضن الجنوب وعندها لكل حدث حديث ،وما تقوم به القوى المعادية من حرب إعلامية مشعورة ضد القيادة السياسية هو ظاهرة صحية ومتوقعة من قبلهم وهذا مؤشر قوي على أن المجلس الانتقالي استطاع السير بقضية شعب الجنوب بإحترافية عالية وأوصلها إلى مستويات متقدمة وأصبحت قيادتنا تتحرك في أنحاء دول العالم بأريحية وهو ما فتحت كثير من الأبواب التي كانت مؤصدة أمام تطلعات الشعب الجنوبي ،وما يتعرض له شعب الجنوب من حصار غير مسبوق هو ناتج عن هذا النجاح الكبير الذي يحسب لقيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي الذي جاب لهم الجنون وجعلهم يتخبطون هنا وهناك ولا عادهم داريين من أين ستجيهم الضربة القاضية والنهائية وبعدها كل واحد يصلح بابوره ،لن نخدع مرتين لن نخدع مرتين ولا عاد تتعبوا أنفسكم ولا حاجة يجب أن تعرفوا جيدا أننا سئمنا من وحدتكم وقرر مصيرنا، ولا يمكن أن نعود مرة أخرى الى جحر الوحدة المقبورة أفضل لكم اتركونا وشأننا وأنتم لكم شأنكم ،ولن نخدع مرتين يكفي ما أصابنا من وحشيتكم لقد اعدتونا إلى ما قبل التاريخ خلال ثلاثون عاما ماذا لو استمرينا معكم ؟ يا ترى إلى أين ستذهبون بنا ربما الى المجهول أو خارج العصر .