آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 10:28 ص

ثقافة وأدب


أنور الحوثري ..فنان مبدع..يشكو الجحود!

الإثنين - 20 مايو 2024 - 02:46 م بتوقيت عدن

أنور الحوثري ..فنان مبدع..يشكو الجحود!

علي صالح الخلاقي

من منا لا يعرف الفنان أنور سعيد الحوثري الذي تغنى للثورة الجنوبية فألهب حماس الجماهير، وهو يصدح بأغنياته: "منصورة ياجنوب" و " أم الشهيد " ، ويمنح الجنوب ألحان اغنيات "ثورة شعبنا منصورة..قادم ياعدن لك قادم"، و"نحرر أرضنا والاّ هلا بالموت"، و "خليك طبيعي طالما عاش سلمان"ويبدع في تأليف اوبريت شارع الموت ....الخ.
إنه شعلة متقدة من الإبداع الفني المتعدد، منذ بداياته الفنية التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث أطربنا بفنه الجميل، وظل منذ شبابه المبكر شديد الإلتحام بهموم وطنه وشعبه حتى وهو في مهجره بدولة الكويت الشقيق. وبين أغنياته الوطنية" هذه ثورة الجياع" و "يا ثورة ردفان" التي صدح بهما في شبابه على مسرح ساحة الحصن ومسرح المدرسة بالديس الشرقية وهو يرفع البندقية بيده ، وبين أغنيته الحماسية الأخيرة "منصورة يا جنوب" التي أطرب أسماعنا بها مؤخراً في حفل الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، يسطع سجل فني حافل بالعطاء والإبداع من خلال أعماله الفنية المميزة لحناً وأداءً، مع قدرته على توظيف التراث الفني الحضرمي بالألحان والإيقاعات في كثير من أغانيه ، وبرامجه الفنية والثقافية المسموعة والمرئية في اذاعة المكلا واذاعة المهرة وقنوات حضرموت التلفزيونية الحكومية والخاصة..
حالة الفنان أنور الحوثري اليوم تستحضر أغنيته القديمة (ياشعلة البَيْن قَلّ احتيالي)، فمن يعلم أن هذا الفنان الذي (قل احتياله ..وحيلته) صار مغترباً بدون وظيفة رسمية سيصاب بالدهشة والغرابة مثلي..
ما حز في نفسي كثيراً أنه حريص على تعليم أولاده لينتفع وطننا بعلمهم ، لكن نجله الذي تخرج من الكويت بتخصص (هندسة صناعية) مصيره البقاء بدون عمل منتظراً حصوله على فرصة عمل بتخصصه وشهادته، وهاهو يقاسم والده مهنة (خلّيك بالبيت) او مكابدة الإغتراب الهامشي لعل وعسى يتحصل على فتات الرزق من هنا وهناك ، وهي الحالة التي فُرضت علينا قسراً من نظام الهالك عفاش بعد احتلال الجنوب صيف 1994م، كما أن للحوثري انور ابن آخر يكمل دراسته في روسيا على نفقة والده ودون أي دعم مما يحصل عليه أمثاله.
ولأنه العائل الوحيد للأسرة فقد ضاقت به السبل جراء الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد والعباد وتطحنه مثل كثيرين غيره طحن الرحى لثفالها، و ما يحز في نفسه ايضاً أن لديه أخت مريضة تقرر علاجها في الخارج ولا يجد حيلة ولا احتيال لتقريب سفرها كما قرر الأطباء ، ولقد اخبرني - في اتصال مباغت - انه كان يتوقع تكريمه من القيادات الجنوبية بعد نهاية حفل المكلا الأخير بتذكرة سفر لعلاج أخته المريضة في مصر، أو على الأقل دفع قيمة فندق في عدن لبضعة ايام لمتابعة أي مسؤول من ذوي الشأن ليتفضل عليه حتى بتذكرة سفر للعلاج فهو العائل الوحيد وبقية ابنائه يدرسون وأعباء عيشهم وسكنهم في المكلا كبيرة ولايملك شيئاً سوى ابداعه . ولقد هز نياط قلبي الحوثري حين قال : "هل استطيع أبكي بسبب هذا التجاهل؟ "..
وختاماً ..
ومع قل احتيال فناننا الحوثري، الذي لم يشفع له فنه ومواقفه، في (زمن الحيلة والاحتيال)، ينبغي أن لا يجف نبع الوفاء لمن لم يجف نبع عطائهم، أمثاله من ذوي الحضور الفني في الساحة الفنية والوطنية، ولا يجب أن يقابل بالجحود والتجاهل..وأن يجد من يقدر مكانته الفنية ويكون عوناً له في معاناته الإنسانية التي يمر بها ...

#علي_صالح_الخلاقي