آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 10:28 ص

كتابات


الجنوب العربي.. اختطاف دولة

السبت - 06 أبريل 2024 - 05:54 م بتوقيت عدن

الجنوب العربي.. اختطاف دولة

سعيد أحمد بن إسحاق

أثبتت السنوات بأن الجلسات والانعقادات وما يتولد عنها من معاهدات واتفاقيات ومواثيق ماهي إلا استنزافا للوقت والمال واطالة الصراع للمزيد من الضحايا لضمهم لملف الشهداء وماأكثرها.. وما وثيقة العهد والاتفاق إلا نموذجا حيا، لم يحرق المشاركون فيها غير الشعب الجنوبي ومازال في سلسلة لقاءات لم يجني فيه الجنوب الا الجوع والفقر والمرض والمعاناة والفوضى الخلاقة بتكوينات خلاقة لاضعاف النسيج الداخلي لزرع الكراهية ليبقى الشعب الجنوبي رهين القوى المتنفذة والمتصارعة على الثروة والسلطة.

لم يرى الجنوب من خلال الاجتماعات الاقرب للتعارف الا بيانات صاغها الحاضرون لم تعني الشعب الجنوبي في شئ، غير جرعات لمزيد من القهر والحسرة وسوء المعيشة، في مقابل مزيد من النضارة وبروز الكروش بصورة ملفتة للانظار لاصحاب الدوائر المستديرة بالاجتماعات المنعقدة كلما حان لها الانعقاد بموجب خارطة الرصد الاجوائية.
لقد حان للشعب الجنوبي لقطف تلك الكروش بعدما أينعت، بالانتفاضة الشعبية العارمة لحسم امره لتقرير المصير ، لوقف التلاعب والمماطلة والتسويف بالقضيّة الجنوبية.. فقد خسرنا الكثير من الدماء الزكية ولسنا مستعدين لكثير من المعاناة والقسوة.

فالمؤشرات الحياتية سيئة من أسوأ الى أسوأ.. والشعب هو وحده الضحية في هذه المتغيرات، لم يجد من ينصفه من واقعه المزري والخطير في وقت واحد، وحده الشعب الذي أعتراه الضيم والذل. وهناك من يجري لتنمية مصالحه الذاتية المستدامة بإسم الشعب شعارا.. والشعب في صراع مع الموت لأجل البقاء.

فأي حلول لاجل الاسترضاء لجانب دون الجانب الآخر؟ فكيف يكون تشاور وكيف يكون تصالح لخلع ثوبي ليلبسها الجاني؟

الرسالة واضحة من الحملات الاعلامية والتصريحات من الاطراف الاخرى جلية تقول ان الجنوب مازال يحن الى الاشتراكية، وقد وصل هذا الطوفان بأن الجنوب كفرة ثم الى صهاينة ويهود ومشركين، وامام هذا على القيادات الجنوبية السنية ان تتيقظ وتنتبه الى المخطط الذي يتم لاهداف واضحه لابعاد الجنوب السنه عن مراكز القرار السياسي.. وان التطلع الى خارج الحدود سيؤدي الى عاصفة تهب على كل الجنوب بكل تأكيد، فالبحر العربي وباب المندب وخليج عدن اصبح مسرحا للحروب، ولذلك نتطلع اليوم الى صوت جنوبي موحد حتى نصل الى مشاركة حقيقية.. حتى لا يظل الجنوب الذبيحة الدائمة لولائم الاجتماعات الداعية لها في كل مرة ، وحتى لا تكون الساحة الجنوبية واجهة لعروض القوى المتصارعة. إذن..
متى يحسم الشعب الجنوبي خياراته

المصيرية بعدما بانت الرسالة وظهرت فيها الاهداف واضحة جلية؟