آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 01:14 م

ثقافة وأدب


مكتبة عبادي .. هل يسدل عنها الستار

الجمعة - 16 فبراير 2024 - 11:07 م بتوقيت عدن

مكتبة عبادي .. هل يسدل عنها الستار

كتب / السفير د. محمد صالح الهلالي

تاسفت كثيرا وانا اسمع واقرأ عن قرب اغلاق مكتبة  الحاج عبادي  التي كانت تعتبر  تراثا ومعلما  ثقافيا لعدن التاريخية الثقافية.

وتاسفت اكثر لعدم التفات واهتمام  المحافظة والحكومة ووزارة الثقافة بهذا الصرح  العدني التاريخي  العتيد وغيره وانتشاله ورعايته  وتطويره  والحكومة والمحافظة ووزارة الثقافة  قادرة  ولديها الامكانيات على حل اشكالات ومعضلات تلك المكتبة  وغيرها من المشكلات التي عصفت بعدن العاصمه لو وجدت  لديها الارادة والنية والعزيمة  —-ومشكلة المكتبة اجتماعية "الورثه "بعد رحيل المؤسسين وتدهور الاوضاع  في البلد وانكفاء الناس الغلبانه عن القراءة  —والنظر لمشاكلهم  الخاصة بعد ان عصف بهم القهر والظلم والفقر والعوز وانعدام خدمات المياه والكهرباء —لتظل المكتبة  فاتحة ابوابها وشعاعا وتراثا وفخرا لمدينة عدن كمركز تنوير للاجيال وهذه  المكتبات مثلها مثل دار المعارف ومكتبة الشروق ومدبولي ودار الكتاب  في مصر  مما كان ولا يزال لها دور ريادي في نشر الثقافة وتحبيب الناس للكتاب والقراءة  ومكتبة مسواط  التاريخيه في عدن  حينها  كانت لديها مكتبات سيارة   خاصة تجوب عدن وتمر في كل مناطق وحارات عدن وتنشر وتوزع مختلف  انواع الكتب للمهتمين والمشتركين  وينتظروها الناس نساء ورجال وشباب بتلهف  وشغف في مواعيدها وفي تلك المكتبات السيارة قاعة مخصصه للقرأة  وهذا تقليد مفيد ولكن  في بلادنا بقى الحال  الايجابي والطيب  والمفيد وماينفع الناس من المحال ومؤسف ما يحصل في عدن  ولعدن بلد الثقافة والمدنية والكهرباء والمصافي والميناء !.

معروف عن عدن أنها كانت  عاصمة المدنية وجوهرة الجزيرة العربية وكانت تستقطب ويعيش في حضنها كل  الديانات والاعراق والاجناس  بتالف وتناغم  عجيب عدن كانت وعاء  لفسيفساء بشر من مختلف بلدان العالم ومركز للتجاره  والعمل والوكالات والبنوك وشركات الطيران  وكانت ميناء عدن واحدة من ثلاث موانئ دولية لها مكانتها وشهرتها بعد نيويورك وروتردام  ومصافي عدن كانت الاولى في الجزيرة العربية ومطار عدن كان له الريادة في المنطقه واليوم  اصبح في الاخير ونرى مجددا  وفي قلب عدن كريتر  للاسف معالم كثيرة  ومباني تاريخية يتم تدميرها واهمالها  مثلما سمعنا عن   اعلان اسدال الستار   على مكتبة الحاج عبادي ذلك الضوء الذي ظل يخفت تدريجيا  امام اعين المسؤلين غير مكترثين وبحكم المتغيرات والاحداث  تفقد عدن  بالتدريج احد معالمها الثقافية والتاريخيه التي تجاوز عمرها قرن ونصف .