آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 10:28 ص

ثقافة وأدب


الفنان الكبير / محمد جمعة خان .. مدرسة فنية تستحق الغوص في سبر أغوارها

الثلاثاء - 12 ديسمبر 2023 - 09:23 م بتوقيت عدن

الفنان الكبير / محمد جمعة خان ..
مدرسة فنية تستحق الغوص في سبر أغوارها

الناقد والباحث الفني/ #عصام_خليدي



العبقري الراحل محمد جمعة خان وتحديداً في هذا اللحن ( بشراك هذا منار الحي) الذي يرسم من خلاله هوية وملامح الغناء الحضرمي السابق لعصره ..

حين نسمع غنائه وإستخدامه لإيقاع هذا اللحن ( بشراك هذا منار الحي ) والقوالب والجمل الغنائية والموسيقية بفذاذة ومهارة فنية فائقة إذ تتحول الجمل الموسيقية الى سيناريوهات ولقطات بصرية منظورة تبين خصوصية مدينة المكلا وحضرموت وملامحها ومزاجها وبحارها وشواطئها وجبالها ، وأزقتها وبناءاتها المعمارية الهندسية الشاهقة الباذخة (المتفردة) بصورة عامة والتي رمت بظلالها الفنية والثقافية على نكهتها ومذاقها وهويتها المستقلة في خارطة الغناء اليمني بشكل عام ..

وقد سبق ونشرت دراسة متكاملة عن الفنان الكبير محمد جمعة خان تحت هذا العنوان في صحيفة الأيام ..

( جماليات زخرفة الصوت والألحان في أغنيات محمد جمعة خان) ..!

وتناولت أهم ملامح وخصوصية تجربته الإبداعية وفي طريقة غنائه وصبابته (الإعجازية) المخملية العذبة وأدائه المتطور الذي أصبح يدرس في البلدان المتقدمة تحت نظرية (علم الصولفيج) .. الطبقات الصوتية ..

بالإضافة لمحاور عديدة تم تسليط الأضواء عليها من ضمنها التكنيك العالي في أسلوب وطريقة عزفه على (الة العود) وبوجه التحديد براعته ومهارته الفائقة في إستخدام ( مضاعفة الريشة) في عملية توظيفها أثناء عزفه لالحانه بتكنيك عالي رفيع المستوى يسمى علمياً أستخدام الريشة بأسلوب ( الصد والرد) وتحويلها الى وزن إيقاعي يجعل غنائه موزون إيقاعياً ونغمياً وموسيقياً ..

والحقيقة الحديث يطول شرحه عن تجربة الخالد محمد جمعة خان ثرية المعالم عميقة وبالغة الأثر ..؟!

إضافة الى ملكته الرائعة وثقافته المتفردة في إختيار القصائد العصماء لأمير الشعراء أحمد شوقي وعلي محمود طه وحافظ إبراهيم .. وغيرهم من فطاحلة الشعراء العرب واساطينه ..

بالأضافة لكبار شعراء مدينة حضرموت بإتساع رقعتها الجغرافية ومكانتها الثقافية والدينية والصوفية التاريخية منذ عقوداً سحيقة غابرة ..

كما برع في إحياء وإبراز التراث وتقديم الدان الحضرمي بنهج مختلف متطور لم يجاريه فيه أحد حتى كتابة هذه السطور وعلى سبيل المثال لا الحصر هذه الأعمال التي ساهم من خلالها في نفض غبار الزمان من عليها وقدمها بصوته العذب المخملي الرخيم أتذكر منها :
عيني لغيري جمالكم / بسألك ياعاشور عن حال البلد / دا خرج فصل والثاني على الجور بانصبر / ياسلوة الروح والخاطر .. والعديد من القلادات الفنية التي وشمت على جدار الزمان والمكان ورفدت دوران تطور عجلة الغناء الحضرمي بأسمى تجلياته في مدرسة محمد جمعه خان التي لازالت رائدة متطورة رغم بساطة الأمكانيات وشحة بل وإنعدام التقنيات الصوتية الحديثة حينها في تلك الحقبة الزمنية ..

ورغم تقادم سنوات الدهر ومحاولة بعض الفنانين إعادة تقديم ألحانه وأغانيه داخل الوطن وخارجه ظلت مدرسة محمد جمعة خان الفنية بل وستظل ( الرقم الإبداعي الصعب ) الذي لن ولم يستطيع أحداً تجاوزها والتفوق على ملكاته الربانية الفطرية على المدى المشهود والمنظور ..؟!

مدرسة محمد جمعه خان قيمة فنية لن يجود بمثلها الزمان ..؟!