آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 02:25 ص

تحقيقات وحوارات


تحقيق: موت بطيء لمستشفى ابن خلدون بلحج

الخميس - 13 أبريل 2017 - 03:13 م بتوقيت عدن

 تحقيق: موت بطيء لمستشفى ابن خلدون بلحج

تحقيق/ صدام اللحجي

 يعد مستشفى ابن خلدون احد اكبر المستشفيات في محافظة لحج، وتم تشييده على نفقة دولة الكويت خلال فترة الثمانينات، ويقع المستشفى في المدخل الرئيسي  لمدينة الحوطة من  الجهة الجنوبية، تم افتتاحه  عام 90م، حيث كان المستشفى يقدم افضل الخدمات الطبية التي لا تتوفر في المستشفيات الأخرى الخاصة، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأ يعاني من عدة مشاكل خاصة بعد الحرب الأخيرة منها مشاكل  أدارية ومالية عصفت بخدمات المستشفى وابرزها نقص في  الكادر الطبي وشحت المعدات الطبية.
كانت وجهتي الأولى لمستشفى ابن خلدون خاصة في قسم الطوارئ، وهو عبارة عن مبنى أرضي يتكون من عدد من الغرف التي تضم سرر  ويحتوي على سعة سريريه متوسطة  وهناك التقينا ببعض من مرافقي المرضى ليحدثونا عن المعاناة والاحتياجات الذي يتطلبها المريض في المستشفى.
معاناة المرضى
كان لنا أول لقاء مع  المواطنة سعاد محمد لتحدثنا بقولها:الحديث عن الوضع الذي نشاهده في ابن خلدون  لايسر صديق قبل ان يسر العدو.
وتروي سعاد تفاصيل معاناتها: قمت بإسعاف والدي إلى قسم الطوارئ حيث كان  يعاني من مرض القلب والضغط لكن للأسف الشديد لم نجد الرعاية الصحية والطبية فلا يوجد أي طبيب مختص في قسم الحوادث مكثنا الساعات الطوال ولم يأتي اي طبيب لمعاينة الحالة المرضية لوالدي، ونحن لا نستطيع ان نتحمل تكاليف المستشفيات الخاصة كوننا فقراء،  مناشدة كل الجهات المختصة لوضع الحلول لمثل هذه المشاكل.
 
شحة الأدوية ونقص الكادر
 
وفي نفس قسم الطوارئ التقينا بالمواطن جعفر محمد جعفر، وسألناه عن أوضاع قسم الطوارئ بالمستشفى وما يقدمه من خدمات للمرضى فأجاب قائلاً: الأوضاع الصحية في هذا القسم مزر للغاية فهناك نقص في الكادر الصحي المتخصص وعدم توفر الأدوية حتى الحقنة الواحدة عليك شراؤها من الخارج .. وأثقلوا كاهل المواطن المسكين بشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة، وأصبح المواطن يعيش حالة من الإحباط نتيجة الوضع المتردي بالمستشفى، فهذا المواطن لا يرى أمامه سوى مبنى حديثا وكبير  ولكنه خال على عروشه من الخدمات الطبية والصحية.
 
أين دعم الدولة؟
 
والد الطفل عبد المجيد صلاح، التقيناه في أروقة المستشفى يحمل بين يديه بعض الأدوية التي جلبها من الصيدليات الخارجية.. تحدث والألم يملأ قلبه: يعيش هذا المستشفى مهملا من قبل  الحكومة وكأنه في القرون الوسطى، فالدولة تنفق ملايين الريالات على مشاريع وهمية والمستشفيات والوحدات الصحية خالية على عروشها فتفتقر هذه المنشآت الطبية لكثير من الامتيازات مثل الطبيب المختص والكادر الصحي المؤهل والأدوية، إضافة إلى رداءة الخدمات الطبية فعندما لا يجد المواطن العناية الكاملة، يضطر إلى اللجوء إلى المستشفيات والمستوصفات الخاصة لتلقي العلاج نظرا لانعدام ثقتهم في هذا المستشفى وغيره من المستشفيات الحكومية.
 
إدارة المستشفى
 
وخلال جولة (مراسل عدن تايم) في المستشفى التقينا  "بضابط النوبة" محمد ناصر عبدالفتاح ، الذي تحدث عن أوضاع المستشفى، وعدد أبرز ما يعانيه: نقص في الكادر الطبي بشكل كبير جدآ،حيث أصبح المستشفى بشكل عام يعاني من هذه المشكلة والمعضلة،فهناك العشرات من المرضى سواء في قسم الطوارئ او الأقسام الأخرى بحاجة إلى الأطباء المختصين، لتشخيص الحالة المرضية وتقديم ما يلزم لهم.
وعن تقييمه لعمل الإدارة الحالية قال: من ابرز المشاكل في ابن خلدون  هي سوء الإدارة الحالية ، اذا كانت هناك أدارة صارمة وقوية لما كان حال ابن خلدون هكذا  ولما أصبح بدون اي كادر طبي، لو كانت هناك أدارة لما كان العمل مدفوع الأجر مسبقآ، هناك بعض الأطباء يأتون لتغطية عمل النوبة الواحدة فيدفع له مبلغ وقدره 10000 الف ريال يمني، لو كانت هناك أدارة لما كان المستشفى يعاني من نقص  مادة الأكسجين في بعض الأوقات،التي يحتاجها المريض.
وعند سؤالنا عن تغذية المرضى رد: بالنسبة للتغذية التي تقدم للمرضى في المستشفى تقدم ثلاث وجبات يوميا للمريض بواقع 650 ريال، وهو ليس مبلغا كافيا لتغذية.
 
أطباء في الخارج
 
وفي تصريح لمدير عام مكتب الصحة في لحج د/باسل البغدادي منذ أيام تحدث البغدادي عن  أبرز مشكلة يعاني ابن خلدون منها فقال: حقيقة ابرز مشكله نواجهها اليوم هي عدم وجود الكادر الطبي فأغلب الأطباء غير موجودين،بسبب الدراسة في الخارج،بدليل ان هناك عدد من الأطباء في الخارج 56 طبيب كما لدينا حوالي 21 طبيب يعملون خارج المستشفى وهم موزعون في كل وحدة صحية في مديريات المحافظة،ونواجه مشكلة الغياب لعدد من الأطباء وعدم قيامهم بعملهم.
 
لا تهاون
من جانبه أكد وكيل محافظة لحج  وضاح الحالمي: ان السلطة المحلية لن تتهاون بمن يتلاعب بحياة الناس، وفي شأن المنقطعين من الأطباء قال: نؤكد على ضرورة رفع كشوفات الخاصة بالأطباء العاملين في ابن خلدون خاصة المنقطعين والغير موجودين،وكذا الأطباء الغير مصفرة رواتبهم، مطالبآ برفع هذه الأسماء للسلطة المحلية في المحافظة لأتحاذ الإجراءات.
 غادرت ابن خلدون وأحمل في  ذهني أسئلة كثيرة، لماذا هذا الإهمال والتقصير في هذا الصرح الطبي الكبير?! ومتى ستتم معالجة هذه المشاكل الإدارية والمالية?! ولماذا لا يتم محاسبة كل مقصر سعى ويسعى لجعل ابن خلدون يعاني?! وهل ستطبق وعود المسئولين التي يطلقونها ليل نهار لمحاسبة كل مقصر!.