آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 02:25 ص

تحقيقات وحوارات


لن تموت مصفاة عدن واسودها تزأر دفاعا عنها

الأحد - 02 أبريل 2023 - 02:16 ص بتوقيت عدن

لن تموت مصفاة عدن واسودها تزأر دفاعا عنها

تقرير اعده الكاتب جمال مسعود علي

في ذكرى تحرير عدن ووقوفا على اعتداء الحوثيين على مصفاة عدن واحراق العديد من الخزانات وتدمير العديد من الانابيب ،، الاسود السمر من عمال وعاملات شركة مصافي عدن يزأرون في وجه المعتدين لن تموت المصفاة ونحن على قيد الحياة.

ومهما كانت المخططات محبوكة والمؤمرات مرسومة بدقة لالحاق شركة مصفاة عدن بباقي منشآت الجنوب من المصانع والشركات والمؤسسات الاقتصادية التي تم تعطيلها ، فاليوم لن تمر هذه المخططات التآمرية في قلب عدن النابض ومنشأة الجنوب الاستراتيجية الاعظم في المنطقة ( شركة مصفاة عدن ) ، لن تسقط المصفاة ويأكلها الصدا ولن تتحول خردة وهي بعناية الاسود السمر عمال وعاملات وطاقم اداري وفني واستشاري يؤمن بعظمة وفخامة الصرح العملاق شركة مصافي عدن.

ان حائط الصد في وجه مشروع التدمير الذاتي والقضاء على المصفاة واماتتها هم عمال وعاملات شركة مصافي عدن بدءا بالمدير التنفيذي المهندس احمد مسعد الشعيبي ونائبه سعيد محمد والطاقم الاداري وانتهاءا باصغر عامل واكبر متقاعد واحرص متعاقد وهم كثر الذين وعوا مخطط الاستهلاك للوقت من اجل تمرير المشروع الحقيقي الا وهو التدمير الذاتي للمصفاة بفعل التآكل الفيزيائي والكيميائي لمنشاءتها بجميع مكوناتها بدءا بالانابيب وتوابعها وانتهاءا بالهيكل العام الاضخم والاكبر في المنطقة والذي يراد له بفعل التوقف عن اداء دوره الفني والمهني ان يتحول الى هيكل خردة يتم بيعه بالمزاد كباقي منشآءات الجنوب التي انتهت خردة بعد عام 1994م وقضت على المنظومة الاقتصادية الجنوبية بكل مكوناتها عدا المصفاة التي يحميها طاقم الاسود السمر في عرينها تحرس مصالح شعب الجنوب..
انهم الاسود السمر عمال وعاملات شركة مصافي عدن المداومين والمتعاقدين والمتقاعدين الذي ابوا ان يعودوا الى بيوتهم بالقصقصة ( تجزئة عمليات التعطيل ) واصروا على ترقيع وترميم وصيانة وحماية بيتهم الكبير مصفاة عدن غير آبهين بتوقف الايراد ونقص المخصصات وتقليص الحوافز وتعثر التأمين الشخصي كل ذلك لم يؤثر في طبيعة العلاقة الروحية بينهم وبين آلات ومعدات ومكونات مصفاة عدن .

ان الدور البطولي والاعجازي الذي يقوم به طاقم شركة مصفاة عدن يعد من الاساطير الخرافية التي من الخيال فصمودهم واستبسالهم في اعادة عملية الصيانة وتحديث المصفاة في كافة قطاعاتها بداية من صيانة الورش والخزانات ونهاية بمد انابيب ضخ المشتقات النفطية لميناء الزيت والعمل ذاتيا وباقل التكاليف على ترميم الخزانات والانابيب التي تضررت بحرب ٢٠١٥م بسبب استهداف الحوثة للمصفاة

طاقم المصفاة هم ادرى بشؤونهم
وكما يقولون اهل مكة ادرى بشعابها،

يعلم الفنيون في المصفاة انه يصعب في هذه الظروف الحرجة والاستثنائية شراء مئات الانابيب كما ان القيمة الفعلية للخزانات والورش ومنظومة او شبكة الانابيب الممتدة لميناء الزيت لا تقدر بثمن ولن تستطيع اي جهة ايا كانت تحمل نفقات شبكة جديدة وهذا المستحيل لن يقف عائقا امام الاسود السمرعمال وعاملات شركة مصافي عدن.

فللذين يصطادون في الماء العكر و يزيفون الحقائق ان المصفاة هي مولد الطاقة او البارهوص الذي انتهى عمرة الافتراضي منذ زمن والذي تكلفته لا تقارن مطلقآ مع المصفاة الامبراطورية والصرح الاقتصادي الجنوبي العملاق فقيمة المصفاة كمنظومة متكاملة، المنشاة بالخزانات وورش انتاجية و هندسية وبنية تحتية من منظومة هائلة وشبكة الانابيب وميناء الزيت وامور مهنية اخرى لا يستوعبها الغالبية العظمى من الناس العاديين الا من ذوي الاختصاص فلو عملنا مقارنة بسيطة بين البارهوص او مولد الطاقة الكهربائية للمصفاة وتكلفتة امام الخزانات والورش ومنظومة شبكة الانابيب والسيفتي او السلامة او منظومة الحريق فقط كالذي يعمل مقارنة بين مدينة سكنية بقفص للدجاج.

مولد الطاقة الكهربائية للمصفاة شماعة التعطيل لغرض التخريب

البارهوص مولد الطاقة الكهربائية شيء ، والمصفاة شيئا اخر بضخامتها والامكانيات الجبارة التي تحتويها والتي لا تقدر بثمن في حال توقفت ولم تعد تقوم بدورها وتعطلت ارادة الانعاش واستمرار الحياة فيها وانهارت عزيمة العمال والعاملات وادارة المصفاة في اعادة عملية الصيانة وتحديث المصفاة وتركتها للاهمال وتأكل الصدى فسوف تكون الخسارة الحقيقية جسيمة ولن تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها وهذا ماوعاه طاقم المصفاة من اعلى راسها الى اصغر عامل فيها وولد لديهم هذا الصمود الاسطوري وجعلهم ينحتون في الصخر من اجل ديمومة ماتبقى في المنشأة الجنوبية الاضخم والعملاق الاقتصادي ومنعوا استكمال مشروع التدمير الذاتي للمصفاة عبرالاستسلام للتفاعل الفيزيائي والكيميائي وتركه ينخر في مكونات المصفاة في انتظار حسم قضية مولد الكهرباء البارهوص شماعة مشروع التخريب الشامل والتدمير الذاتي للمصفاة بشكل عام كي تتحول الى اكبر خردة في عالم الحراجات على مستوى العالم وتلحق المصفاة بباقي مصانع الجنوب المنتهية بالتقادم وهذا ما اقسم الاسود السمر عمال وعاملات مصافي عدن على عدم تمريره وهم على قيد الحياة.

فرق الورش والصيانة تصنع المستحيل وتعيد اللمعان لمئات الانابيب

فمثلآ اذا كان قيمة انبوب واحد من بين آلاف الانابيب ٨٠٠ الف دولار.... فكم قيمة الخزان الواحد من بين عشرات الخزانات بحجم ملعب كرة قدم وعليه غطاء كمبريشن يرتفع و ينخفض حسب كمية المواد النفطية للخزانات حتى لا تتبخر المواد النفطية اضافة الى خزانات الغاز وجميع المشتقات النفطية. ومنشأة ميناء الزيت وستة ارصفة بعمق يستوعب اي ناقلة نفط مع توابعه من خزانات لمشتقات نفطيه و خزانات للغاز و شبكة انابيب ممتدة للمصفاة....طبعاً لا توجد اي مقارنة ، فهل يعقل تجميد نشاط الصرح العملاق وتوقيفه عن العمل حتى تستكمل الاجراءات الماراثونية لاعادة تأهيل البارهوص مولد الطاقة الكهربائية والتي هي بالحقيقة السر في تعطيل قدرات مصافي عدن فادرك عمال وعاملات الشركة حجم المؤامرة فاستنفروا طاقاتهم وامكاناتهم في اعمال الصيانة لمحاربة التفاعل الفيزيائي والكيميائي الذي يمارس دوره منذ ظهرت على السطح مشكلة البارهوص حتى لاتتحول المنشأة الى خردة.



تكثيف اعمال الصيانة وتحديث المصفاة في كافة قطاعات المصفاة

خلال الحرب استهدف الحوثة مصفاة عدن بالمدفعية والصواريخ ونتج عنة حرائق هائلة التهمت العديد من الخزانات ذات الطاقة الاستيعابية الضخمة في ميناء الزيت وداخل المصفاة وكذلك ادت الى احتراق شبكات الانابيب وخروجها عن الخدمة ولولا تدخل عمال وقيادات المصفاة في حينه تم اصلاح بعض الخطوط خلال فترة الحرب ، لذلك بفضل الله ثم بفضل جهود الاسود السمر عمال وعاملات المصفاة استمرت المصفاة في العمل خلال الحرب وبعد الحرب وتم تغذية السوق المحلية ومحطات الكهرباء والمستشفيات والمرافق والمؤسسات والشركات الحكومية وقوات الجيش والمقاومة بالمشتقات النفطية دون توقف .

الجهود الذاتية وفرت للدولة مليارات الريالات

الانابيب الحاملة المشتقات النفطية ذات مواصفات خاصة واحجام مختلفة فالبعض يصل قطره الى ٣٦ بوصة والبعض الاخر ثلاث او اربع بوصات وللعلم فان متوسط سعر انبوب ١٤ بوصة بطول خمسة كيلوا يصل الى اكثر من مليار ريال ناهيك عن تكلفة اعمال الازالة للانابيب القديمة وتشييد الأنابيب الجديدة، واذا كانت هذه تكلفة انبوب واحد فما بالكم بتكاليف تشييد الخزانات الضخمه وغيرها من معدات التكرير والمضخات الذي تضخ مئات الاطنان في الساعة الواحدة وقس على ذلك بقية الآلات والمعدات في المصفاة.

الاسود السمرعمال وعاملات شركة مصافي عدن وتحدي المستحيل

المصفاة نفذت ولا زالت تنفذ اعمال الصيانة في جميع المواقع كما هو في البيانات التالية :

١- وحدة تكرير النفط الخام انتهت فيها أعمال الصيانه وتعتبر جاهزه للتشغيل.

٢- وحدتي التقطير الفراغي وانتاج الاسفلت ( الدامر ) تم انجاز حوالي 95 % من اعمال الصيانة وفي الاسابيع القادمة سوف يتم تسليمها وتصبح جاهزه للتشغيل .

٣- تم الانتهاء من ترميم ١٢ خزان مختلفة الاحجام لخزن النفط الخام والمشتقات النفطية من التي تضررت في الحرب او الذي تحتاج للصيانة نتيجة لقدمها.

٤- تم استبدال انبوب بقطر ١٤ بوصة وطول اكثر من خمسة كيلومتر يمتد من ميناء الزيت الى خزانات البنزبن في المصفاة ( يستخدم لتفريغ البنزين من السفن عند الاستيراد او اعادة شحن السفن بالبنزين في حالة التصدير).
٥ - جاري حاليًا اعادة تاهيل شبكة انابيب خزان النفط الخام في ميناء الزيت الذي تضررت في الحرب وخلال اسبوعين سوف يدخل الخدمة بسعة خزنيه اكثر من خمسين الف طن .

٦ - تم صيانة خزان غاز الطبخ (LPG ) الذي تضرر في الحرب وادخل الخدمة بسعة خزنيه 850 طن.

٧ - تم الانتهاء من اعادة تاهيل شعلة المصفاة الرئيسية واصبحت جاهزه للتشغيل.

٨ - جاري العمل في مجمعات فصل الزيوت عن مياه التبريد وكذلك جاري العمل في مجمعات فصل الزيوت والبتروكيماويات واعادة تدويرها وهذه من اهم وحدات الحفاظ على البيئة.

٩ - انجز حوالي 80 % من اعادة تاهيل شبكة الأنابيب الممتدة بين محطة الطاقة والوحدات الانتاجية داخل المصفاة.

١٠ - جاري العمل في اعادة تاهيل وصيانة واستبدال الانابيب الممتدة بين ميناء الزيت ومجمعات الخزانات في المصفاة والذي تضررت خلال الحرب

١١. مشروع محطة الطاقة تعثر نتيجة لعجز المصفاة عن تسديد الأقساط المالية المطلوبه من الشركة المنفذه وذلك لتوقف نشاط المصفاة في مجال التكرير ثم الاستيراد لتغطية السوق المحلية

غربان ناعقة تخلط الاوراق لعرقلة جهود الصيانة واعادة تأهيل المصفاة

تأثير قرار فتح مينائي الحديدة والمخا على اعمال خزن المشتقات النفطية في خزانات المصفاة

وأخيرًا توقف نشاط الخزن بعد فتح مينائي المخا والحديدة.

مشروع محطة الطاقة انجزت كل الاعمال الخرسانية للمشروع واحضرت جميع معدات المرحلة الأولى وتعثرت عملية التركيب نتيجة للعجز المالي ( اذا تم تركيب وتشغيل المرحلة الأولى من محطة الطاقة سوف يتم تشغيل المصفاة).

هناك طابور خفي متعدد الاجنحة يعمل ليلآ ونهارا من اجل ايقاف عملية الصيانة وتحديث المصفاة ومحاربة التفاعل الكيميائي والفيزيائي الذي هجم على منظومة الشبكة والخزانات وبقية المرافق ويسعى جاهدا لممارسة التضليل والخداع خدمة لمشروع التدمير الذاتي للمصفاة سواءا بقصد او عن جهالة فهم بذلك علموا ام لم يعلموا ان باعمالهم المفضوحة تلك تبين حجم تآمرهم على المنشأة ولايتمنون الخير للمصفاة مصدر الثروة الوطنية للجنوب عامة وعدن خاصة..

قسم التدريب والتأهيل ينمي قدرات ومهارات كوادر المصفاة فنيا ومهنيا

تعطل المصفاة وتوقفها عن التكرير الوظيفة الاساسية لشركة مصفاة عدن لن تتقبلها ادارة المصفاة وتترك العمال والفنيين والمهنيين فريسة التآكل الفكري والمهاري فدفعت قسم التدريب ليقوم بدوره الطبيعي رغم شحة الامكانيات وصعوبة الاوضاع العامة في المصفاة ، فكثفت ادارة التدريب من البرامج التدريبية فاقامت العديد من الدورات التدريبية التخصصية والتنشيطية التحق بها العديد من العاملين في المصفاة من كل الاقسام واستمرت برامج التدريب والتاهيل دون توقف في تنشيط العاملين وتنمية قدراتهم الذاتية ومهاراتهم الفنية والمهنية وتزويد المهندسين والمتخصصين باحدث المعلومات والتقنيات المتطورة ليواكبوا الحداثة في مجالات الخدمة في مصافي عدن وبحسب احتياجات الاقسام رغم توقف عمل المصفاة وشحة الموارد فالارتباط الفني والمهاري للعمال وتطوير قدراتهم الذاتية لم يتوقف يوما منذ تعرض المصفاة للكارثة الاكبر في تاريخها يوم قصفها الحوثيون بقذائف كادت تقضي نهائيا على المنشأة لولا الاسود السمرعمال وعاملات الشركة الابطال.

بعودة المصفاة تعود الطاقة الذاتية للجنوب

وحتى لا يكون عندنا اكتفاء ذاتي من الطاقة وهي عصب الحياة والمصفاة هي العمود الفقري للاقتصاد الوطني في اي مجتمع في العالم وهي شريان الحياة في عدن والجنوب واعادة تأهيلها يعني اعادة الاكتفاء الذاتي من الطاقة بكل انواعها واعادة تصدير مافاض من الاحتياجات المحلية الى الخارج وانعاش الوضع الاقتصادي لعدن خاصة والجنوب عامة في حال تم الربط بين حقول انتاج النفط في حضرموت وشبوة وامدادها للمصفاة بالنفط الخام وتكريره فيها بعد تأهيلها بكامل طاقتها وتطويرها ستغطي احتياجات السوق المحلية وتصدر مافاض للخارج كما ان نجاح اعمال الصيانة للانابيب والسعي الدؤوب لاعادة تأهيل باقي الخزانات العملاقة سيمكن شركة مصافي عدن من الاستثمار الحقيقي للخزن لصالح كبريات الشركات العالمية المنتجة للنفط والتي ستحتاج بشدة الى مواقع للخزن قريبة من الاسواق العالمية ( امثال شركة ارامكو وغاز بروم وغيرها) فالخزانات العملاقة قريبة من الميناء وامدادات شبكة الانابيب مصممة بكفاءة عالية وجاهزة لاعادة التصدير عبرها الى ناقلات النفط العملاقة للشرق والغرب بدلا من الخزن المحلي الوهمي في مئات الخزانات العملاقة الاكبر على مستوى المنطقة في استنزاف للطاقة الاستيعابية الحقيقية، انها معادلة المضاعفات الهندسية والمتوالية التي ستذر للمصفاة ولعدن ولخزينة الدولة اموالا طائلة ستحيل الجنوب خلال اقل من خمس سنوات الى واحدة من الدول الاقتصادية القافزة في المنطقة
فالف تحية للاسود السمر عمال وعاملات شركة مصافي عدن المقاتلين الاشاوس الذين يقاتلون بضراوة عامل الوقت لمنع التآكل الفيزيائي والكيميائي لمنشاءات شركة مصافي عدن ويقومون بدورهم على اكمل وجه دفاعا عن الوطن ومقدراته وثرواته ميراث الاجداد والاحفاد بالصيانة والتدريب والتاهيل والتامين والادارة الكفوءة الف تحية للاسود السمر حامي حمى الجنوب في المصفاة ..


لاحقا سنقدم

معلومات اكثر وبيانات ادق حول حركة التصحيح ومواجهة التحديات لاعادة تأهيل المصفاة بتكاتف جهود الاسود السمر عمال وعاملات شركة مصافي عدن والمخلصين الاوفياء من ابناء شعبنا الجنوبي العظيم وتعاون الاشقاء والاصدقاء فلن تموت المصفاة واسودها تزأر دفاعا عنها وتقاتل من اجل البقاء والمنافسة.