آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 02:25 ص

تحقيقات وحوارات


تفاصيل مروعة يرويها ناجين من قبضة الحوثيين

الخميس - 17 ديسمبر 2015 - 11:40 ص بتوقيت عدن

تفاصيل مروعة يرويها ناجين من قبضة الحوثيين

كتب / إصلاح صالح

مازالت أصوات طلقات الرصاص تدوي في مخيلة سامح الجابري 29 عاما، احد أفراد المقاومة بدار سعد الذين وقعوا أسرى لدى مليشيات الحوثي، حيث قضى في الأسر ما يقارب شهر قبل أن يتم الإفراج عنه في عملية تبادل أسرى بين المقاومة والمليشيات.
يتذكر سامح أسوء اللحظات التي مر بها يقول: أكثر من مرة قاموا بإخراجي من السجن وقاموا بربط عيني وأطلقوا باتجاهي الرصاص، يواصل: حققوا معي أكثر من مرة مستخدمين مختلف الأساليب لمعرفة صور أفراد المقاومة التي كانت مخزونة في جوالي، كنت منتظر الموت في أي لحظة ولم اصدق أننا بخرج سليم من السجن.
ويروي عبدالله محمد 35 عاما الذي استمر في عمله - سائق باص – والذي عمل أثناء فترة الحرب على خط عدن- الحبيلين، ، بحثا عن لقمة العيش لأطفاله، لكن لم يدم الحظ له طويلا فقد اعترضته مليشيات الحوثي وصالح وأخذته أسير لديها لمدة أسبوعين يقول: ( كنا في طريق العودة إلى عدن، أوقفتنا النقطة في مدينة الفيصل، وسألني أحدهم: وين رايحين ممنوع دخول الشيخ؟ وطلبوا مننا النزول من الباص وقاموا بتفتيشي بدقة وأخذوا كل ما كان بحوزتي، الجوال ومبلغ 90 ألف يمني، وقالوا لي أنت تقوم بتهريب الدواعش، وفتشوا الركاب وأخذوا جوالاتهم، وبعد التفتيش أفرجوا عن الركاب وبقيت أنا معهم ).
يواصل سرد قصته: ( حدثت مشادة كلامية بيننا ووجهوا السلاح إلى رأسي، وقاموا باحتجازي ونقلي إلى منطقة بئر ناصر اليوم الثاني، ذهبوا بي إلى المحراق عند شخص اسمه أبو مهند، الذي سألني عدة أسئلة منها:
أين توجد قواتنا الآن ؟
- لا أعلم
قال لي باعتزاز: قواتنا مشطت خورمكسر وكريتر والمعلا والتواهي وباقي المنصورة ودار سعد
- سألته: ايش تشتوا مننا؟
أجاب: نحن جئنا لنحرركم من الدواعش.
- انتم تقتلون الأبرياء؟
هؤلاء الحرس الجمهوري والأمن المركزي، الملعون علي عبدالله صالح، نحن أنصار الله والحراك الجنوبي لا توجد بيننا أي مشكلة، أنتم فاهمينا غلط نحن نريد أن نطهر عدن من الدواعش ومليشيات هادي وبنسلمها لأبناء الجنوب.
وبعد ذلك، أدخلوني في بدروم مظلم وموحش ولا يوجد فيه أحد دون طعام أو شراب، وفي الصباح ذهبوا بي إلى بدروم آخر فيه 12 أسير آخر، بعدها قالوا لي إذا رأيناك تهرب الدواعش مرة ثانية ما بتشوف أطفالك ).
تمنى بمرارة:( لو قتلوني كان أفضل من الذل والإهانة التي تعرضت لها )، هكذا يقول عبدالله بحرقة وألم.
يتذكر عبدالله إذلال الأسرى وحرمانهم من الشراب والطعام باستثناء قطع الخبز اليابس، أسبوعين بأكملهم لم تعلم أسرة عبدالله عنه شيئاً، دون أن تدري زوجته أي إجابة توصلها لأطفالها: عندما يسألون أين أبي؟!
سامح وعبدالله أحد الذين نجو من الموت المحقق، لكن العشرات أعدمتهم المليشيات، والبعض استخدموا دروع بشرية، فيما لا يزال المئات محتجزين في سجون صنعاء والبعض الآخر مصيرهم مجهول حتى اللحظة.