آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 09:55 ص

قضايا


دراسة : عدن أعلى هرم المدن التي تعاني الانفلات المروري

الثلاثاء - 07 مارس 2023 - 09:53 ص بتوقيت عدن

دراسة : عدن أعلى هرم المدن التي تعاني الانفلات المروري

عدن تايم/مرسي جميل

أثبتت دراسة حول أبرز القضايا في شرطة السير بالعاصمة عدن بعد الوحدة اليمنية المشؤومة ومقارنات عميقة في البحث والاستسقاء حول موضوع انفلات الأمن وعدم ضبط حركة السير في المدن المزدحمة العربية والأجنبية ، حيث وجدت حقائق تتبث أن العاصمة عدن مع دخول الوحدة اليمنية هي في أعلى هرم المدن التي تعاني من ناحية الانفلات المروري وحركة المركبات في المدينة .

حيث مثل ذلك بسقوط القتلى والجرحى من الحوادث المرورية يومياً منذ الوحدة اليمنية وتفاقمت تلك الحوادث أكثر منذ عام 2015م حتى هذه اللحظات بأرقام كبيرة جدا، وكانت حوادث المرور تتسلسل بحسب نوع المركبة واسباب الحوادث وهي من الأعلى إلى الأسفل :
وكانت الدراجات النارية ، المركبات العسكرية ( الأطقم ) الباصات التي يتم تحويل عجلة القيادة من اليمين إلى اليسار ، سائقين باصات الدباب الأطفال والمستهترين بحياة المواطنين ، السيارات القديمة التي تتعدى ٤٠، علم من تاريخ الصناعة ، ٩٨% من السائقين لايملكون رخصة قيادة للمركبات ، عدم توفر مساحة جانبية للوقوف الاضطراري على جانب الطريق ، خطوط السير الداخلية والخارجية تمتلى بالحفر والعوائق وغير مضاءة ليلا ، وأيضا عدم فرض النظام المروري من قبل شرطة المرور للمخالفين في قواعد الطرقات والسير بخط معاكس. أخيرا ضياع دور التوعية المرورية من قبل شرطة السير وإدارة الأمن بالعاصمة عدن .

النقل الجماعي :

كان للنقل البري في الجنوب دور محوري من تقليص الحوادث ومع اختفاء خدمة النقل الجماعي التي كانت تقدمها شركة النقل البري أو المؤسسة العامة للنقل البري من المشهد العام ولم تعد هناك باصات نقل جماعي في مدينة عدن والمدن الأخرى لاسيما وهي من أهم الخدمات التي تقدمها الحكومات للمواطنين، وهي النقل عبر مواصلات الحكومة التي تعتبر من أهم الخدمات لتسهيل عملية النقل للمواطن ذهاباً وإيابا في مشوار حياته اليومي، وتلك الخدمة لاتقتصر فقط على النقل الداخلي للمدينة، بل نحن نتحدث عن الاسطول TATA والمجري ( أبو ربل ) تلاشى تماما عن مشهد النقل الجماعي عبر تذاكر الصعود وبمبلغ زهيد يتم شراء التذكرة للرحلة الواحدة وانتظار الباص في موقف محدد من قبل المؤسسة العامة للمواصلات والطرقات ، وهناك توقيت لمرور كل رحلة موضح على حائط كبينة الانتظار محددا خط سير الرحلة ورقم الباص ونوع الباص والتوقيت الذي يصل إليه في كابينة الانتظار .

بعد الوحده اليمنية بين البلدين الشمال والجنوب اختفى دور المؤسسة العامة للنقل البري ولم يعد لها وجود نهائيا، واعتقد البعض أنها ثورة حضارية ولم يعد الإنسان بحاجة النقل الجماعي الحكومي الذي يعتبره الأخوة خدمة رديئة مقارنة باليموزين الحديث الذي يتمخطر في شوارع مدينة عدن ( الدباب ) وإن هذه الخدمة الخاصة التي تتبع مواطنين أريح وأسرع لقضاء مشوار عمل أو وجهة معينة دون الحاجة للانتظار للمواصلات العامة .

وقد خصخصت محطات النقل البري داخلية وخارجية ولم يعد هناك أي نوايا لإعادة تفعيل مادمّره الاستعمار اليمني من خدمات أساسية في المدن الجنوبية ونحن لانملك قطارات أو خطوط سكة حديدية حتى نسعى إلى الاستغناء عن خدمة النقل الجماعي في الجنوب .

مقارنة ببعض المدن :

ومن خلال البحث عن أشهر المدن المزدحمة بالمواطنين توقفنا للنظر بين القاهرة العربية ودبي، حيث وجد ازدحام وطلب غير منتهي للمواصلات العامة والنقل الجماعي وكانت ومازالت هي الأساس في نقل السكان والمواطنين ذهابا وإياباً في وجهاتهم اليومية أثناء التنقل بين المناطق ولا يستعين الشخص بالمواصلات الخاصة ( التاكسي ) إلا في الضرورات الملحة، حيث تختلف أجرة التاكسي الخاص عن أجرة أو بطاقة المواصلات الجماعية للنقل الجماعي بفارق كبير وتصبح الباصات اوتوبيس النقل هو الأريح والأرخص في رحلات التنقل والأمن في حالة الحوادث المرورية .

الدراجات النارية خطر يهدد حياة المواطنين في المدن الجنوبية :

ومن خلال المتابعة حول موضوع الدراجات النارية وماتشكل من خطورة على حياة السائق وبعض الأحيان راكب خلفي تبين هناك استهتار وعدم مبالاة من معظم السائقين للدراجات النارية ناتج عن عدم التدرب على القيادة من اختصاصي تدريب مرخص وعدم امثلاك الوعي الفكري والتوعوي من خطر السرعة والقيام بحركات خطيرة تعرضه للأداء، ويأتي أخيرا دور الأمن ورجال المرور الذين لا يفرضون سلطة القانون أو الدولة في تطبيق شرائع وأحكام قانون الطرقات العامة ومحاسبة رواد الدراجات النارية بعدد الركاب ومنع صعود أكثر من راكب حيث يصل عدد الركاب في بعض الأحيان إلى خمسة أشخاص وبشكل شاذ يبعث برسالة فحواها لا أكثرت لأي شخص في البلد ويمر بجانب نقاط الأمن ورجال المرور دون أن يستوقفه أحد ويحاسبه على تلك العملية التي تعتبر انتحار للجميع وهؤلاء أبناءنا فإذا أخطئ يجب أن يردعه القانون حتى يسلم هو ومن معه، ولا يجب تجاهل تلك التجاوزات المخالفة لاحكام وقوانين الطرقات وشرطة السير ، وهناك أيضا عدم إلزام سائق الدراجة النارية بارتداء الخودة للحماية المخصصة للدراجات النارية وفرض وضع خودة إضافية للراكب وذلك أيضاً يعاقب عليه القانون في حالة عدم ارتداء الخودة مما يدل على عدم احترام القانون وعدم الاكترات لسلامته وسلامة الراكب الذي خلفه .

الأطقم العسكرية :

أخطر حوادث المرور في المدن الجنوبية تنجم عن الأطقم العسكرية لأسباب كثيرة سنلخص البعض منها حتى لانحرج الأخوة في القيادة للقوات المسلحة والأمن وقد تم متابعة موضوع حوادث المركبات العسكرية وكان العدد أكثر بكثير من المبالغ فيه وقد اتبتت أن جميع السائقين غير مؤهلين نهائيا في قيادة المركبات في الطرقات ولم يحصلوا على تدريب لفنون القيادة ولم يتم اخضاعهم لفحص إدارة شرطة السير والمرور في محافظات الجنوب، بل لم يكن لديهم خلفية مسبقة عن قيادة أي مركبة أو عربة وابتدا في تعلم القيادة أو محاولا إظهار طموحات واحلام قيادة مركبة عسكرية قبل لحظات من وقوع الحادث المؤلم، ويأتي دور القيادات العسكرية التي تجاهلت تماما سلامة الجنود المرافقين لتلك المركبة وسلامة المواطنين ومرتادين الطرق والمدن الجنوبية .

ومع البحث ومواصلة دراسة الموضوع تبين بأن المركبات التي تعرضت لحوادث مرورية تم إصلاحها ومواصلة مشوارها في خدمة الوطن بينما الأفراد والسائق وقائد الوحدة العسكرية لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني داخلي عليهم وتعود العملية الفوضوية مرة أخرى لنحصي سنويا عدد حوادث المركبات العسكرية التي يقودها سائقين غير مرخصين من قبل شرطة السير في الدولة .

مركبات غير قانونية :

هناك نظامين عالميين للقيادة في الطرقات، الأيمن والأيسر ، وتبقى عدد قليل من الدول التي مازالت تعتمد على نظام عجلة القيادة في الاتجاه الأيمن من ضمنها اليابان وكوريا الجنوبية واندونيسيا وبعض الدول الأوربية ، وبعد دخول المركبات الخدمة أقصاها خمس سنوات تعمل على سحبها وعرضها للمزاد العلني لبعض المستثمرين في دول العالم الثالث من ضمنها اليمن ، تلك المركبات في حالة جيدة جداً حيث تخضع لصيانة سنوية عميقة لتتخطى الفحص الفني الذي يفرض قوانين وجودة عالية للمركبات في تلك الأنظمة حفاضا على سلامة السائقين وعدم تضرر المركبة في فترة التصريح لها في التجوال في شوارع المدن، وبعد أن يعلن عن انتهاء الخدمة تباع لتجار أجانب ويقوم التاجر بجلب المركبات إلى مدينة دبي للعمل على تحويل عجلة ونظام القيادة من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى والتحويل يتم عبر تعديل اساسيات الملحقات الميكانيكية لتتماشى مع النظام الأيسر بينما تلك المركبة صنعت لتكون محور التحكم في الاتجاه الأيمن وفي حالة نقله بشكل اقناع أنها اصبحت بنظام أيسر تصبح خطرة وغير آمنة تماما، فقد صممت تلك المركبة على مواصفات ومقاييس عالمية وتم دمج هيكل المركبة بضغط الهواء أثناء الحركة الميكانيكية التي اعتمدت على أن تكون في الاتجاه الصحيح وفي حالة تجاهل هذه المعطيات تنجم مشاكل ميكانيكية تعمل على فقدان السيطرة للمركبة أثناء القيادة من ضمنها التفاف حاد أثناء السرعة يفقد تحكم نظام التوجيه إلى قياس التوجيهي للالتفاف فهو كان بشكل مقلوب عن وضعه الحالي، ناهيك عن تبديل انابيب الفرامل وهذا أيضا من أخطر العمليات الميكانيكية الخاطئة، فقد تم تصميم ذلك الأنبوب بمقاس وطول يتماشى مع ضغط زيت الفرامل القادم من علبة النظام وبعد تحويل عجلة نظام القيادة يعمل أيضا إلى تحويل نظام الفرامل ( البريك ) مسببا اختلاف ميكانيكي في احتساب الضغط المطلوب مما يولد طاقة أما أكبر من المطلوب أو أقل بكثير في وقت يحتاج السائق للعكس ويسبب ذلك فقدان السيطرة على المركبة ويدخل السائق بصدمة ويتعرض لحادث وهو لايعلم الأسباب .

الاستهتار في الطرقات :

كلنا تعرضنا للتنمر ومضايقات وشتم وقلت أدب من سائقين دباب الأجرة ، الناجم عن سلوك مكتسب من السائقين كل سائق سيئ السمعة يكسب البقية تلك الصفات وعندما يرى السائق الجديد كيف يعمل البلطجي في الطرقات وكيف يصرخ ويغلق شوارع كاملة بدون أي رادع أو محاسب يكسب البقية نفس الصفات السيئة إلا من رحمة الله ، أصبحت عدن تعج بعدد ضخم جدا من باصات الأجرة أرقام تفوق عدد الركاب وللأسف الشديد فكل مواطن يملك دباب وكل شاب يملك فوكسي أو ميكرو باص زلومة وتبدا تلك الارتال من سيارات الأجرة التحرك في وقت واحد مسببة ازدحام فضيع في شوارع عدن ولم يتم الزام فئات بخط سير مخصص، بل ترك الجميع يسرح ويمرح بالمدينة ولم يعد دور شرطة السير مضني أو دو منفعة بعد أن خرجت الأمور عن السيطرة وأصبح سائق الدباب مستعمر لشوارع عدن مسببا الهلع والقلق بين بقية السائقين فإذا تعرض مواطن بسيارة خصوصي لحادث مروري مع دباب أجرة وكان المخطى الدباب لا يستطيع إلزامه بالإصلاح للمركبة، حيث يعمل على التحايل عليه أو استخدام البلطجة لينجو من الدفع وبعض الأحيان تجد سائق الدباب يبكي ويطلب عطف المواطن من إصلاح سيارته وتلك القصص ليست إلا القليل من معاناة ( عدن ) .

ومن هنا نوجه رسالة هامة للجهاز الأمني في العاصمة عدن ممثلة بمدير عام شرطة وأمن عدن وإلى رئيس اللجنة الأمنية محافظ العاصمة عدن وزير الدولة الأمين العام للمجلس الانتقالي في سرعة ضبط وإعادة السيطرة على الطرقات وتنظيف المسارات المرورية المزدحمة وفرض رسوم سنوية باهضة على مركبات النقل الجماعي حتى يتم تحييد أكبر نسبة من تلك الاساطيل المنتشرة في مدينة عدن والتخلص التام من الدراجات النارية بشكل نهائي وعدم السماح لها بالولوج إلى مدينة عدن ووضع قيود صارمة وشديدة على سائقين المركبات العسكرية ومحاسبة السائقين الطائشين في القيادة للاطقم العسكرية بتهور وإخضاعهم للعقاب وإنهاء الانفلات الأمني من قبل شرطة السير وإجبار الجميع على الخضوع للتدريبات في القيادة واستخراج رخص للقيادة.

المصدر: صحيفة العاصمة التابعة للسلطة المحلية بعدن