آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 02:25 ص

ثقافة وأدب


المُرهقون.. فيلم يُعيد عدن إلى خارطة السينما العالمية

الخميس - 02 مارس 2023 - 01:19 م بتوقيت عدن

المُرهقون.. فيلم يُعيد عدن إلى خارطة السينما العالمية

عدن تايم/ خاص

حاز الفيلم العدني المرهقون على جائزة منظمة العفو الدولية بمهرجان برلين السينمائي والتي تقدم للفيلم الاكثر تأثيرا في الجانب الانساني من بين جميع اقسام المهرجان. الفيلم من اخراج عمرو جمال وبطولة خالد حمدان محمد والسماح العمراني واسلام سليم ورؤى الهمشري وعمر الياس.

وتدور احداثه حول زوجين يعانيان من الاوضاع الاقتصادية الصعبة في اليمن. ولديهما ثلاثة اطفال ومع اكتشاف الزوجة حملها من جديد تبدأ في التفكير في اجهاض حملها رغم معرفتها بالعواقب الاجتماعية التي قد تنتج عن هذا الفعل.

تواجد "الفيلم العدني" في واحد من اكبر المهرجانات السينمائية العالمية حيث توصف هذه التحركات بأنها خطوة كبرى، ويعد ايضا التواجد الأول ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان برلين لفيلم من اليمن.

*- السينما العالمية :*

‏فوز فيلم "المرهقون" العدني بجائزة منظمة العفو الدولية ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي لفت بذلك أنظار الصحافة المحلية والعربية والعالمية والقنوات الفضائية والأنظار نحو مدينة عدن وأدخل عدن السينما العالمية من أوسع أبوابها ليؤكد الفيلم أن عدن عاصمة الجنوب كانت ولاتزال المتصدرة في الفن والثقافة .

وقد لقي هذا العمل استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، حيث كتبت وزيرة حقوق الإنسان السابقة حورية مشهور أن بطاقات الدخول قد بيعت بمجرد طرحها، وامتلأت الصالة بالأجانب المتلهفين لمعرفة ما يدور في عدن واليمن وكانوا أكثر من عدد الحاضرين من اليمن
هذا في حين أشاد الدبلوماسي لؤي الإرياني بالعمل، وقال إن الفيلم والثقافة يمثلان الوجه الحقيقي والجميل لليمن
وسم "المرهقون" بمواقع التواصل لقي 752 ألف تفاعل وبلغت التعليقات نحو 37 ألفًا، في حين وصلت عدد المشاركات إلى 356 ألف مشاركة، وفي هذا الإطار، تقول بطلة فيلم "المرهقون" عبير محمد إن الفيلم يمثل الكثير بالنسبة لكل الممثلين الذين شاركوا فيه، وهي خطوة جبارة في الإنتاج الفني خصوصًا في السينما وتوضح عبير أنها كانت تجربة عظيمة وفخورة بالمشاركة فيها كما تشير إلى أن دورها تمثل في شخصية "يسرا"، ربة الأسرة والأم المسؤولة عن ثلاثة أطفال وتعاني مع زوجها "أحمد"، ويعيشان تحت وقع ظروف صعبة للغاية
وإلى قصة الفيلم، تلفت عبير محمد إلى أنه كان هناك عبر الشريط ضرورة لإظهار كافة المعالم الثقافية والتاريخية لمدينة عدن، حيث تشكل أهمية كبيرة، كما أن السينما تؤرخ لهذه التفاصيل

ما أكد هذا الأمر تصريحات مخرج الفيلم الذي قال بأن مهرجان برلين مهرجان كبير جدا و هو واحد من اكبر مهرجانات العالم واهمها والمشاركة فيه تعطي مصداقية كبيرة المستوى. جمهور برلين جمهور كبير وانتقائي وكنا سعيدي الحظ بان يصوتوا لنا ونحظى باكبر ثاني نسبة تصويت من قبل اثنين وعشرين الف مصوت. ذلك شيء مهم وايضا جائزة منظمة العفو الدولية التي منحت للفيلم الاكثر تأثيرا "انسانيا" هذا شيء ايضا يسعدنا .

*- حكاية حقيقية :*

قال ‏‏مُخرج الفيلم العدني "المُرهقون" عمرو جمال الحائز على جائزة منظمة العفو الدولية كأفضل فيلم إنساني في اتصال له على قناة الحدث أن قصة الفيلم مأخوذة عن قصة حقيقية لصديق مُقرب له بعد سوء الأوضاع الاقتصادية في #اليمن.

واوضح جمال : انا مقرب اليه كثيرا عشت تفاصيلها معهم يوما بعد يوم وأوجعتني كثيرا، عندما اصبحت الظروف الاقتصادية الصعبة جدا تعاني منها الاسر التي تصنف من الطبقة المتوسطة واصبحت حاليا تنحدر باتجاه خط ما تحت الفقر.

ومضى: مشاهدتي للظروف الاقتصادية وكيف انها وضعت هذه الاسرة امام قرار صعب جدا بالتفكير في التضحية بهذا الطفل، اصبح لدي شعور برمزية هذا الطفل المهمة. نحن في الادب العربي نقول دائما عندما نحرم من احلامنا عنوة او عندما يفسد احد مستقبلنا نقول اجهضت احلامي، اجهض مستقبلي، فتخيل كم عدد الاسر اليوم في اليمن وفي عدن وفي الكثير الان ايضا من الدول العربية التي بسبب الحروب يتم اجهاض احلامها ومستقبلها.

وأردف قائلا : فاصبحت فكرة الطفل رمزية كبيرة لكل الفقدان الذي نعاني منه وخصوصا الانحدار الكبير للظروف الاقتصادية للطبقة المتوسطة.

*- تحدي الواقع :*

المخرج المساعد للفيلم الأستاذ مروان تحدث قائلا: الجائزة تعتبر اه زي ما يقولوا  التتويج الكبير لجهود اكثر من سنتين ونحن بنشتغل على الفيلم  والحمد لله توج مجهودنا بجائزة في مهرجان مهم للغاية في العالم ككل مهرجان برلين وجائزتين  واحدة منهم من الجمهور وهذا شيء مهم بالنسبة لنا وواحدة منهم من منظمة العفو الدولية التي أوصلت رسالتنا للجميع ومنظمة العفو الدولية الجهة الاكثر علما بما يدور انسانيا في العالم ككل وفي الدول التي  شهدت حروب في الاونة الاخيرة.

وأكد أن الجهود كبيرة ومتنوعة ابتداء من صعوبة التصوير وصعوبة  وصول بعض الادوات من الخارج خصوصا ان بلدنا يفتقر العديد من المقومات السينمائية لكن الحمد لله بفضل تعاون الجميع و بفضل جهود المخلصين والاصدقاء وصلنا الى ما وصلنا .

أخيرًا، فإن ما لم تستطع ان تفهمه شعوب بعض الدول خاصة الأجنبية عما يجري في الداخل اليمني فإن الفن يستطيع ان يوصل رسالة المعاناة الى الى هذه الدول، السينما اداة مهمة جدا ونحن بلد نعاني حروب والفن يفتح النافذة للعالم على بلدنا ويجعلهم يشاهدون عن قرب تفاصيل المعاناة اليومية التي نعيشها  .