آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 01:14 م

ثقافة وأدب

رواية "ليلة مجنونة" للأديب والكاتب الإماراتي د. محمد بن جرش
فانتازيا بين واقع وخيال

الثلاثاء - 08 نوفمبر 2022 - 02:35 م بتوقيت عدن

فانتازيا بين واقع وخيال

ميرفت وديع حداد /دبي عدن تايم

تتوفّر حالياً في معرض الشارقة الدولي للكتاب ٢٠٢٢


ثمَّة روايات تستحق أن نتأملها ونتدبرها بل ونكتبُ عنها أيضاً، وها هي رواية " ليلة مجنونة" التي تمكَّنَ مؤلفها الأديب والكاتب الإماراتي د. محمد بن جرش فيها من إعادة صياغة الوجود الإنساني بين واقعٍ لم يغفل فيه عن التخيل وبمحاولات شتى لإيجاد عالمٍ موازٍٍ بين واقع مؤثر وخيال بفضائه الرحب، من خلال إثارة عنصر التشويق لدى القارئ المتذوق.

"ليلة مجنونة" هي رواية للأديب والكاتب الإماراتي د. محمد بن جرش، حيث وظّفَ فيها رؤاه الفلسفية والفكرية وركز على الجوانب الإنسانية والجمالية والنفسية لخدمة هذا العمل الروائي بوعي عميق.
وبوصفها عملاً أدبياً وفكرياً وفنياً، انبثقت هذه الرواية في ظل أحداثٍ كثيرة مثيرة وشيقة، إذْ لعبت فيها الفانتازيا دوراً مهماً ومؤثراً، واستطاع المؤلف من خلالها أن يُسافر بالقارئ في فضاءات التخييل وبعيداً عن توقع الأحداث والنتائج مباشرة، لقد ارادَ الكاتب بذكاء وحكمةٍ أن يجعل القارئ بين لحظات الدهشة والغربة في إطار متسلسل وفي قالب من التشويق ضمن سرد أدبي وعمل فني و إبداعي له قيمة ومعنى.

في هذه الرواية انبثقت الشخوص في ظل الدلالات المكانية وباختلاف الأزمنة، ولم يتوانى فيها الكاتب عن إبراز المعاناة التي تواجهُ أحد الشباب والذي يُدعى منصور وهو بطل الرواية، حيث يمضى بطموحاته ويواجهُ الواقع رغم كل المصاعب والعقبات ورغم جشع الآخرين وانحرافاتهم وإغراءات المال وغير ذلك من الأحداث إلا أن متصور استطاع بحكمته وقناعاته ان يكون عابراً بسلام حتى نهاية الرواية.

اهتم الكاتب د. محمد بن جرش بالجاتب الابداعي إذ جعل للفن والابداع نصيباً في روايته ولم يجعل المرض النفسي عائقاً أمام هذا الابداع والجمال وهذا ما يتبدّى بوضوح في هشام وسالم وناعمة وغيرهم من الشخصيات، فهؤلاء النزلاء كانوا مرضى نفسيين إلا أن أحدهم كان رساماً والآخر كان عازفاً للناي وهناك الشاعرة والفنان الذي يحب التمثيل.

وحول روايته يقول الأديب و الكاتب د. محمد بن جرش :

لكأنَّ الفانتازيا في ( ليلة مجنونة) شكَّلت ملح طعام للرواية، فهذه الرواية تضيء آمال الشباب وتتحدث عن كفاحهم من أجل الكسب الشريف والعمل الذي يخدم الفرد والمجتمع في آنٍ واحد.

ويضيفُ :
لا يمكن للحُبّ أن يزهر أو يتألق بغاية الخلاص في ظلّ كل تلك العوائق، إما بسبب الصدمات المتكررة مثل نكران الجميل، والهوى، والحقد، وإما بسبب الأمراض النفسية التي تتخصب في مثل هذه الأحداث وتلك المناخات.

وحول أحداث روايته يستكمل قائلاً : حينما تلوحُ العواصف في الليالي المجنونة سيحتارُ العقل فيما سيفعل وكيف سيتصرف حتى أن الإبداع والهوايات المفيدة قد تتكلس وربما تبدو بلا جدوى او أهمية في حياة الإنسان، إنَّ رواية ليلة مجنونة تكشف صفقات قذرة وتكشف سرّ القبو والموتى والأحياء.


لقدَ عَكَسَ الروائي والأديب الدكتور محمد حمدان بن جرش مشاهداً فيها من القسوة الكثير، ولكن لم تخرج عن محور المنطق إذ مزجَ روايته ما بين الواقعية والخيال وولوجاً إلى عوالم الإنسان وسبر اغوار الشخصيات.

ولا ريب في إنها رواية تستحق القراءة والتأمل والتدبر وذلك لم يأت من فراغ بل جاء بناءً على ما تتضمنه الرواية من بناء فني متسق وشخصيات مدروسة وأحداث لافتة لم تخلو من التشويق والإثارة، واتسمت بالواقعية السحرية وعدد من الخصائص والسمات الفنية ومنها توظيف الواقع والخيال وكذلك الحكمة والاتزان اللذان أراد أن يشير إليهما الكاتب في سطور الرواية والفكرة الرئيسية التي أراد أن يوصلها الكاتب للقارئ.

هذا وقد صدرت الرواية حديثاً عن دار سويد للنشر والتوزيع،
وتتألف رواية "ليلة مجنونة" من ١٧٦ صغحة من القطع المتوسط، وقام بتصميم غلافها الفنان باسم صباغ، وأطلت رواية "ليلة مجنونة" بين جموح الأحمر القرمزي وبين تخفي الأسود القاتم.

والجدير بالإشارة أن رواية "ليلة مجنونة" تتوفر حالياً في معرض الشارقة الدولي للكتاب٢٠٢٢ ، ويسبق هذا الإصدار مؤلفات عديدة للأديب والكاتب والباحث الإماراتي د. محمد جرش وأهمها:

دليل الإداري الناجح، رؤى ثقافية
آخر برميل نفط، محكمة الحيوان، أحلام، نوافذ، التنمية الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة من التكوُّن إلى التمكُّن، مختبر الإبداع الأدبي، التمكين الثقافي للشباب، الشباب والأمن الفكري، السيد والحشرة، كبسولة النجاح في القيادة.