آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 01:14 م

قضايا


الحوار الجنوبي الجنوبي..افاق التوحيد ومسارات التحول

الإثنين - 26 سبتمبر 2022 - 11:29 م بتوقيت عدن

الحوار الجنوبي الجنوبي..افاق التوحيد ومسارات التحول

باسم فضل الشعبي

تبذل لجنة الحوار الوطني الجنوبي، التي شكلها المجلس الانتقالي، جهودا كبيرة في توحيد الرؤى والمواقف تجاه المشروع الجنوبي، من خلال اللقاءات التي تعقدها مع مختلف المكونات السياسية والمجتمعية والمدنية، في مختلف مدن ومديريات الجنوب، في صورة تفتح مسارات عديدة للتحول الذي سيقود في النهاية الي وحدة الهدف والمصير المشترك.

ان ايمان قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بالحوار السياسي والمجتمعي، ياتي نابعا من تقديرها لحجم المسؤولية الكبيرة التي ينبغي لكافة الجنوبيين تحملها، في سبيل تحقيق تطلعاتهم المشروعة، بعيدا عن الاقصاء والتهميش، الذي تقول التجارب انه لا يقود الا الي الاستبداد، وانسداد الافق، وخلق التحديات امام المسيرة النضالية للجنوبيين، التي يراد لها ان تتكلل بالنجاح والنصر، في معانقة الهدف، والحلم الظافر.

تسير عملية الحوار الجنوبي الجنوبي في مسارين محلي وخارجي، وحتى اللحظة يمكن القول انها قطعت اشواطا كبيرة ضمن برامج العمل الوطنية، التي لا تستثني احدا، سواء اكانت قيادات سياسية او مجتمعية او ثقافية ومن الجنسين، في توجه حقيقي لخلق حالة من الاطمئنان تجاه المستقبل الموعود.

يريد المجلس الانتقالي من خلال هذا الجهد الوطني الي تكوين حالة من التوافق ازاء الخطوات المرحلية التي يتبعها الجنوبيين في المسار السياسي، والي تكوين حالة شعبية وجماهيرية، تؤمن ايمانا عميقا بالاهداف المستقبلية للجنوب، وبالقضية التي ناضل من اجلها الجميع كلا من موقعه ومكانه.

ان توحيد المواقف والاهداف، امر ضروري وهام في هذه المرحلة، كما ان ازالة العقد وتعبيد الطريق، هو الاخر لا يقل اهمية، اذا ما نظرنا لحجم التحديات التي تواجه الجنوب وقضيته العادلة، في الوصول لتحقيق التطلعات المشروعة، في الحرية والاستقلال، ذلك الهدف الذي ناضل من اجله شعبنا طويلا وما يزال.

ويبدو ان التفاعلات السياسية على مستوى اليمن، وتلك التي نراقبها في المنطقة والعالم، قد فرضت على الجنوبيين التوجه صوب الحوار الوطني الواسع، لخلق حالة من الاصطفاف والتوحد والتوافق والشراكة، تقضي او تضع حدا لسنوات طويلة من الشتات والفرقة، استثمرها الخصوم لتاخير انبلاج الصباح الزاهي في الجنوب، والذي بدات تباشيره وملامحه تتشكل الآن.

ان الايمان بالحوار يقود بالضرورة الي الايمان بالحرية والديمقراطية، وهذه القيم اصبحت في غاية الاهمية، لبناء دولة ومجتمع يتمتع بالعدالة والمساواة في الفرص، وله حقوق وعليه واجبات.

اتوقع ان ينجح الحوار الجنوبي الجنوبي في الداخل والخارج، وهناك مؤشرات طيبة تؤكد على ذلك النجاح، خصوصا وان المجلس الانتقالي الفصيل الاكثر قوة وحضورا في الجنوب، يرمي بثقله خلف هذا الحوار، ويراهن عليه، لصهر ركام الجليد، ووضع الجنوب على مساره الحقيقي والواقعي، بكافة مكوناته واطيافه.