آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 09:55 ص

تحقيقات وحوارات


العيد في حضرموت.. طقوس حية وشكوى مريرة

الإثنين - 11 يوليو 2022 - 01:52 م بتوقيت عدن

العيد في حضرموت.. طقوس حية وشكوى مريرة

عدن تايم/ خاص

تعد حضرموت من أكثر المحافظات استقرارا وبعدا عن جبهات الحرب المباشرة، لكن سكان أغنى محافظة يمنية يشكون معاناتهم من الغلاء الفاحش، وانهيار الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء، ما أدى إلى تأكل فرحة أهلها بعيد الأضحى المبارك، واختلاف أولوياتهم بتوفير أساسياتهم المعيشية والاستغناء عن لوازم إحدى أهم المناسبات الدينية التي كانوا يختفلون بها بكل طاقاتهم وإمكانياتهم المادية، ومازال بعضهم يحتفظ بطقوسها كما يقول الصحفي أنور باعثمان: للعيد طقوس خاصة في حضرموت تختلف عن سائر المدن حيث تبدأ من منتصف العشر من ذي الحجة بسماع تصاعد أصوات الأطفال من كل بيت وهم ينشدون أهزوجة العيد المشهورة في حضرموت:

يا مكبارة كبري وعلقي لي باللبان
يا عيد عرفة
وياعرفة متي باتجين
الكبش مرصون
والقفة ملانه طحين
عادت علينا
ولا عادت على الكافرين
حجاج ومسافرين
تحت الجبل واقفين
لا هلت العشر
قل يلا مع الواقفين.

بعد ذلك تبدأ الأسر الحضرمية بإعداد حلويات خاصة بهذا العيد تسمى ( الصبة) المصنوعة من السكر الخالص وتكون في قوالب وأشكال جميلة ومتعددة.
في المساء يتجمع الأطفال تحت البيوت حاملين مشاعل صغيرة عبارة عن مقاطر (مكبارة) إنتعلق أي تشعل منها نار خفيفة مع روائح عطرة من لبان بدوي ودخنة ويطوف الأطفال مجاميع، مجاميع كلا في منطقته على بيوتهم وهم يرددون الأهزوجة ذاتها.

الشاب طارق بن دحدح أكد بدوره أن: كل سنة وأعيادنا تأتي بلا نكهه ولا فرحه وهذا العيد أصبح كمناسبة عادية ليست بحجم وعظمة عيد الأضحى المبارك.
لا توجد متنفسات ولا حدائق ولا مدن ألعاب... وأصبحنا نبحث عن الكهرباء كأول همومنا... نكافح من أجل إسعاد أطفالنا كي لا نشعرهم بالتقصير تجاههم كأهمال الدولة لأبسط حقوقنا.
العيد في المنزل بين أسرتك أفضل مع إحرام المحرمين، وتلبية الملبين، ودعوات من هم بعرفة خاشعين،
ومغفرة رب رحيم.

وأضاف: اسمحوا لي أن أهنئكم بعيد الحج العظيم. فكل عام وأنتم إلى الرحمن أقرب،كل عام وصحائف أعمالكم بالحسنات أثقل،
كل عام وهمتكم للجنة أكبر.
المواطن عبدالحكيم بامؤمن: عيد المكلا كان غير ولكن عكروا صفوها ناس ماهمهم إلا مصالحهم الضيقة التي يجرون وراها وتركوا الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي والطرقات وغيرها. واعتبر أن هم -أي المسؤولين-، بإهمالهم لهذة الخدمات واهمين بأنهم عايشين للأبد سيأتي يوم وينفو من الأرض وتنسى أسمائهم ويذكروا بسيرتهم السوداء الماضية.
الشاب إسماعيل عبدن: حقيقة نحن كأولياء أمور أصبحنا نستقبل العيد برهبة وخوف لإدراكنا عدم القدرة على تحمل مصاريفه، بعد أن بلغت ديوننا أرقام فلكية، نحن نهتم بالعيد كمحاولة لرسم الابتسامة على محيا الأطفال، نكافح لأجلهم بكل ما أوتينا من قوة وجد، لكن ما باليد حيله يالله نقتنع بتأمين الوجبات اليومية، وأن ننام من غير جوع، ونعتبر أنفسنا أفضل من غيرنا.
المواطن زكي بن محفوظ، وضع مقارنة بسيطة قبل الحرب وحاليا، مؤكدا بأنه قبل الحرب كان راتب الموظف ٥٠ ألف ريال، ويوفر منها شهريا أقل مبلغ عشرة ألف ريال، يدخل بها هبكة. الآن راتب الموظف ٨٠ ألف ريال وما يكفي شراء مقاضي من البقالة.
وأضاف: للأسف أصبح شراء لحم العيد حلم لمعظم الأسر، كنا زمان نشتريه ب٢٥ ألف ريال، واليوم أقل رأس ب٢٠٠ ألف ريال، ويوجد موظفين يستلموا ١٥٠٠ ريال سعودي شهريا وهم قلة والغالبية ٢٠٠ ألف ريال أقل من ٣٠٠ سعودي، والفرق كبير بينهم ويؤدي إلى تفاقم الغلاء والخلل الخطير في بنية المجتمع.
الحاج إسماعيل باراشد: ياولدي نحن أصبح همنا كيف نعيش اليوم بس، أما بكرة نسيناه صراحة، فساد الحكومة والسلطة المحلية اجبرنا على أن نحضر أنفسنا للأسوأ دائما، كلهم علينا ما في بوهم خير، تجي تقولي كيف استقبلت العيد، هذا سؤال استفزازي، روح شوف الأسواق كيف فاضية والحركة ميتة والناس تشكي ضعف حالها، ومنهم من بتمنون الموت من العجز وعدم القدرة على تحمل الظلم الذي يعانوه والقهر الذي يتجرعوا مرارته يوميا.