آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 01:14 م

ثقافة وأدب


بحث مرتقب عن دُويلة (ابن مُقَيْص) في حضرموت

الأربعاء - 02 مارس 2022 - 08:54 م بتوقيت عدن

بحث مرتقب عن دُويلة (ابن مُقَيْص) في حضرموت

#علي_صالح_الخلاقي:

ربما لم يسمع البعض باسم "دويلة ابن مقيص" التي ظهرت في حضرموت سنة 1243هجرية، ولم يكتب لها البقاء طويلاً إذ شهدت نهايتها في السنة التالية، ولذلك ارتبطت في الذاكرة الحضرمية في كونها أقصر دويلة تذكر في تاريخ حضرموت، حتى أصبحت محل تهكم لقصر عمرها الذي لم يتجاوز العامين، بل وغدت مثلًا يضرب به في قصر المدة، فيقال: (كما دويلة ابن مقيص) دلالة على عدم الثبوت والاستقرار والاستمرار. ولا يُعرف عنها إلا القليل من أخبارها مما ورد هنا وهناك في بعض المؤلفات الحضرمية، التي تكرر ذات المعلومات الشحيحة. بل وربما لا يعرف كثيرون سوى كنية صاحبها ولا يعرفون اسمه الكامل.

ما حفزني للكتابة عنها والتعريف بها هو حصولي على وثائق تاريخية هامة محفوظة في خزائن الوثائق التي تحتفظ بها أسرة فقهاء بني بكر آل عزالدين، والفضل في ذلك يعود لخازن هذا التراث النفيس الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين، الذي بادر مشكوراً لإخراج هذه الكنوز من أقفاصها التي ظلت حبيسة فيها لأكثر من قرنين وأتاح تصويرها لتكون في متناول الباحثين، لاسيما تلك الوثائق ذات الصلة بالأحداث التاريخية، ومن ذلك أخبار وأحداث دويلة ابن مقيص..

ورغم أن هذه الوثائق رسائل شخصية، لكن قيمتها التاريخية تكمن في كونها تعرضت لأخبار حضرموت في تلك الفترة في مجالات شتى تفيد الباحث في الشأن الحضرمي في تلك الفترة، بما في ذلك أخبار دولة بن مقيص، أو سلطنة بن مقيص، حسب توصيف بعض تلك الرسائل التي احتوت على معلومات جديدة ومفيدة، وهي مصادر أساسية لا يرقى إليها الشك وتميط اللثام عن بعض جوانب الغموض لهذه الدويلة، وتبين المواقف المساندة والمعارضة لها. ومن بين تلك الرسائل تكتسب أهمية خاصة رسالة مهمة من منصب عينات الشيخ أبوبكر بن أحمد بن سالم(1242- 1261هجرية) والتي أوضحت لنا لأول مرة موقف عينات المعارض لهذه الدويلة، خلافاً لمواقف السادة العلويين الذين وقفوا وراء قيامها ودعموها بقوة لأسباب سنأتي على ذكرها..وفضلاً عن الاستناد إلى ما جاء في هذه الوثائق، فقد تتبعنا ما ورد في المصادر والمؤلفات الحضرمية من شذرات عن هذه الدويلة، لإثراء هذا البحث الذي يعد الأول من نوعه عن دويلة بن مقيص.

وسيكون البحث حصرياً لمجلة (حضرموت الثقافية) التي يصدرها مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر، والتي سبق وأن نشرت لي عدداً من الأبحاث المستندة إلى وثائق تاريخية يافيعة عن أحداث عديدة في حضرموت وعن علاقة يافع بحضرموت وأفكّر بإصدارها في كتاب توثيقي مدعوم بصور الوثائق إن شاء الله لتكون في متناول المهتمين والقراء.