آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 11:26 ص

ثقافة وأدب


ماما "نجيبة" ..بين اللقاء الأول والرحيل الأخير!!

الثلاثاء - 21 ديسمبر 2021 - 04:13 م بتوقيت عدن

ماما "نجيبة" ..بين اللقاء الأول والرحيل الأخير!!

ناصر بحَّاح

في يوم رحيلها قبل عام أكتب:

...وأنتَ تعود بالذاكرة إلىٰ مايَنيفُ علىٰ أربعةعقود من الزمن، إلىٰ هناك في ذلك الزمن الفريد(عدن-سبعينيات القرن الفارط): تفيض مشاعرُكَ بالحنين المُفرِط، لكنه حنين جميل، نبيل، شجي، مشحون باشتهاءات عودة الزمن الجميل، في نَضاراتِهِ البِكْر!! .

... ،وأنتَ تنعمُ النظرإلىٰ ورائِكَ في الزمان، والمكان، والناس الأهلين الطيبين :تحسُ علىٰ نحوٍ مُوجِع أن أشياء عزيزة، غالية، حميمة، تفتقدها الآن، وقدكانت لكَ هناك، وآنذاك في مدينتِكَ العصية أبداً علىٰ النسيان، غير القابلة للاقصاء، أوحتىٰ الاِختزال، المُوهلَة بطبيعتِها للبقاء تقاوم الزمان، وتستعيدُ بها نفْسكَ، التي كنتها،و ناسكَ الذين كانوكَ ،وكنتم، أولئك الذين سيظلون عالقينَ بكَ،عالقاً بهم قلباً،وعقلاً ،ورُّوحاً، ووجداناً و ضميراً إنسانياً صحواً!!
-----------------------------

##في المُنتصَف -أعني أواسطَ عقد السبعينيات،
في ذلكم الزمان كنتُ لمْ أزلْ علىٰ مقاعد الدراسة الإعدادية، وكان شغفي كبيراً بكل ماهوثقافي بعامة،وأكبرعلىٰ نحوخاص بكل ما كان أدبياً!!
##ليس ببعيد من سكني في قلب(كريتر) عاصمة العاصمة(عدن)، وأنا أجوبُ في شوارعها الداخليةكنتُ ذاتَ عصرية في حي (الرزميت) الشهير، ثمة يافطةٌ رُفعتْ ببهاءٍ بارق، لمْ تُلوثهُ بعَدُ إضاءةُ(النيون)،
اليافطةُ تلك المكتوبةُ حُروفُها بزرقة البحر، تُشيرُ أن هنا في هذا المبنى يقع:(دار الثقافة-المهاتما غاندي سابقاً)
ماكان لفتىّٰ مثلي إلاَّ أن يرقصَ فَرِحاً ،ويبتهجَ طرباً!!

بعد دخول البوابة بدأ مشوارٌ جديدٌفي حياتي،
أجَلْ كنتُ آنذاك أكتبُ وأنشرُ بين الحين، والحين، في الصحيفة اليومية(14أكتوبر) كطفلٍ يتعلم كيف يمشي، لكنني الآن في(دارالثفافة) بدأتُ أخطوبغيرقليل من الثقة نحو مستقبل غدوتُهُ الآن!!

مديرة الدار:(السيدة الفاضلة نجيبة حداد)، المعروفة مذ ذاك بِ( ماما نجيبة) لإرتباطها المبكر ببرامج الأطفال في تلفزيون( عدن)، ولريادتها التاريخية في كتابه أدب الأطفال

كانت(ماما نجيبة) حاضنتي الثقافية الأولى!!
أراها الآن ترحبُ بي في (دارها-دار الثقافة) تأخذ بيدي، كما بيد مجموعة من الشابات والشبان من ذوي المواهب الثقافية المتنوعة، تمضي الأيام فأفترحُ عليها تأسيسَ أول تجمع أدبي للشباب، فيما كان يُعرف بِ(اليمن الديمقراطية) ،والذي اِستقطبَ
كثيراً مِمَن يتصدرون المشهد الأدبي اليوم بإبداعاتهم المختلفة في ضروب الأدب وأجناسه!!.
توافقُ(ماما نجيبة) علىٰ مقترحي، فوراً
وتأتيني مُبارَكةُ ودعمُ طيبِ الذَّكِر، خالد الأثر المناضل الكبير، الراحل الفقيد الأستاذ(عبدالله عبدالرزاق باذيب) الذي كان حينها وزيراً للثقافة،

ويستمر نشاطنا في ظل رعاية الرائعة (ماما نجيبة) وتشجيعها منقطع النظير، وفي كل يوم أرىٰ عنها ،وأسمع منها ، وألمسُ فيها خِصالاًحميدة وسجايا عظيمة:دماثة خُلق ،تواضع لايُوصف، وتفافٍ ودأب لايُحد،

كنا معاً كل يوم، حتىٰ يوم تقديم برنامجها الأسبوعي مباشرةً علىٰ الهواء في التلفزيون، كانت لاتعود إلى بيتها، بل إلى دارها(دار الثفافة)!!

كل ذلك وقلمها في حالة انهمارمقيم للكتابة في أدب الأطفال ما جعلها اِسماً معروفاً علىٰ المستوى العربي في هذا المضمار.

قُبيلَ انصراف عام الكآباتِ والفَقْدِ والفواجِع والمواجِع، يأبىٰ العامُ المُنصرِفُ إلاَّ أن يُرزِؤنا بفَقْدِها، برحيل (ماما
نجيبة) فينتحبُ القلبُ، وتُدمىٰ العينُ، وأُهذي هائماًعلىٰ وجهي من (صيرة) إلى(العيدروس) :
(ماما نجيبة، (ماما نجيبة)
م
ا
م
ا

#أستميحُ الجَميعَ عُذراً
لمْ أعدْ الآن أقوىٰ علىٰ الاِمساكِ بخاصِرة قلمي، ولااِيقافِ
اِنتحابِ قلبي
ولا..............
---------------------------------------
*رحلت عنا :(ماما نجيبة )في مثل هذا اليوم -العشرين من شهر ديسمبر العام الماضي.

(ناصر بَحَّاح).