آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 10:57 ص

ثقافة وأدب


لقاءات حصرية لـ"عدن تايم" مع رموز تألقت في تلفزيون عدن

الجمعة - 17 ديسمبر 2021 - 08:32 م بتوقيت عدن

لقاءات حصرية لـ"عدن تايم" مع رموز تألقت في تلفزيون عدن

لقاءات/ ميرفت حداد

تلفزيون عدن أيام الزمن الجميل 4 "الاخيرة" .. الاعلامي والأديب د. عمر عبدالعزيز :

تلفزيون عدن امتداد طبيعي لنجاحات حققتها تجربة اليمن الجنوبي

نور باعباد : البث المباشر شكل تحدياً للمذيع ومايفترض أن يتميز به من ثقافة ولغة وقدرة وحضور

كاملة حيدر : المرأة العدنية شجاعة وقوية في كل المجالات
محسن يسلم : الطموح والتفاني صفتان ملازمتان للعاملين في تلفزيون عدن

////////

لقاءات/ ميرفت حداد

لطالما نتشبّت بالماضي الجميل ربما لأنه مازال يتّقد فينا ويعيش بكمّ  كبير من التفاصيل ،وربما لأنه كان جميلاً بما يكفي لذلك  يُسرد بين أحداث وذكريات و ينبض في حكايات لها مذاقاً خاصاً .. نظراً لبساطتها وعمق جماليتها..
وقد نتساءل كثيراً ونتذكر أكثر .. الا أننا ننسى أن نراوغ الذكريات.. لا ىسيما وأنها تستطيع أن تملأ ألبوم من الصور ولأن الزمان عادةً يأخذ مجراه حين يبقينا بوقعٍ متفرد في دواخلنا بين فوهة الماضي وبوصلة الحاضر  ..مع جرعة عالية من الحنين إلى ما قد فات ومضى ..
و في هذه اللقاءات يُسلّط الضوء على بعض الإعلاميين الذين تركوا بصمة لا تمحى وسطروا آنذاك مجداً لا يُخفت في ذاكرة تلفزيون عدن، وذلك للوقوف في محطاتهم ووصولاً للواقع الراهن ..ثم لنعود ونتساءل معهم أين هم من ذاكرة الزمن الجميل ..وعن تجاربهم المضيئة في تلفزيون عدن والذي تم انطلاقه في العصر الذهبي من ستينيات القرن الماضي ..
/////////////

/////////
▪︎التغيير على قاعدة النماء الثابت دونما انحراف نحو الفاسد

الإعلامي القدير الكاتب والشاعر والأديب د. عمر عبدالعزيز أثرى هذه اللقاءات وقال عن تجربته في تلفزيون  :

أن تجربتي الاعلامية في تلفزيون اليمن الديمقراطي في الفترة مابين يناير ١٩٨٠ وحتى مارس ١٩٨٥ كانت امتداداً لتجربتي الأسبق في وكالة أنباء عدن التي عملت فيها محرراً عام ١٩٧٢ .
وكان التلفزيون في عدن امتداداً طبيعياً لتلك النجاحات التي حققتها تجربة اليمن الجنوبي في ثمانينيات القرن المنصرم، وخاصة مايتعلق منها بالنظام الإداري والمالي ، وسيادة النظام والقانون،  ومباشرة الدولة في دفع استحقاق الأداء والتغيير على قاعدة النماء الثابت دونما انحراف نحو الفاسد.

وأضاف متطرقاً إلى أهم المنجزات التي تحققت وقتذاك في تلفزيون عدن :

لقد باشرت العمل في تلفزيون عدن في يناير من عام ١٩٨٠م وبجهودنا المشتركة وخبرة زملاء العمل تمكنا خلال ٥ سنوات من انجاز مايلي :
الإنتقال إلى البث الملون في مارس من عام ١٩٨٥ ، وبالترافق تركيب مرسلات تلفزيونية جديدة أوصلت الإشارة الى مناطق واسعة في الجمهورية العربية اليمنية وشرق أفريقيا
ومع تلك الانعطافة كان من المناسب إطلاق خارطة برنامجية فصلية طموحة والتي تضمنت مايلي :

٢١ برنامج محلي في الأسبوع شملت مختلف القطاعات
٣ مسلسلات عربية واحنبية يومية بما فيها مسلسل يومي للأطفال
٤ افلام سينمائية عربية واجنبية اسبوعيا
وسلسلة من الوثائقيات المترجمة للغة العربية.
وكذلك النقل الحي للعروض المسرحية والأمسيات الفنية الغنائية التي كانت تُقام في المسرح الوطني.
والنقل الحي لمباريات كرة القدم
وتقديم مصفوفة من النشرات والمواجيز ذات الصلة بالداخل والخارج.
انتاج برامج فنية واخرى للأطفال كانت تجد مجراها للإرسال تباعاً.
التوسع بجهود ذاتية في إيصال الإشارة إلى حضرموت وشبوة والمهرة من خلال المرسلات محلية التركيب .
اطلاق البرنامج الثاني باسم( قناة ٦) حيث استمر تجريب البث خلال شهري يناير وفبراير، ثم تم التخلي عن ذلك البرنامج بتوصية من المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وكانت مناسبة ملائمة لأن أتخلى عن عملي في التلفزيون حيث أصدر رئيس الوزراء قراراً بتعييني مديراً عاماً لمعهد الفنون.


▪︎ الأوائل.. عديلة بيومي وعديلة ابراهيم وفوزبة باسودان وأمل بلجون

اما الإعلامية نور باعباد فأشارت  :

أن فترة الستينات و السبعينات من القرن الماضي شكلت زمناً جميلاً حيث ازدهرت طباعة الكتب والصحف والمجلات ورافقتها رغبة جادة من قبل أفراد المجتمع بالتعلم والقراءة خاصة في المدن وبالذات في مدينتها عدن .

وأردفت باعباد :
لقد جئت من أسرة مثقفة بدءاً برأس هرمها جدي حيث كان مثقفاً ويحرص على توفير الصحف المحلية والعربية المصرية مثل صحيفة المصور وروز اليوسف وحواء وكذلك مجلات الأطفال سندباد وسمير وميكي، لذلك لا غرابة في أن تتبادلها الأسر العدنية وتحرص على قراءتها ،ثم يأتي دور السينما ومدى حرص الأسر العدنية وخاصة في الأعياد على الذهاب إلى السينما لمشاهدة آخر الأفلام المصرية والهندية والأمريكية والأوروبية، لقد ازدهر الفن وخاصة الغناء واحتوت عدن كوكبة من الشعراء والفنانين والملحنين كما كان هناك دوراً بارزاً للمسارح والتي بدورها استضافت حينها حفلات فنية ثم وصولاً بكل هذه الأعمال إلى العالم العربي وخاصة الخليج ، لقد كان لهذا الزخم الجميل استيعاب لبرامج إذاعة وتلفزيون عدن مما أسهم بشكل كبير في إبراز  إعلاميين وإعلاميات ممن استطاعوا بدورهم وبقدراتهم من إبراز الثقافة والفنون والآداب السائدة وتقديمها بل وابراز ثقافة المجتمع العدني واليمني عامة، لقد كان لتلك البيئة الثقافية أثراً كبيراً في صقل قدراتي مما شجعني على الدخول في تجربة عمل إعلامي متميز بدءاً بالإذاعة والتلفزيون ثم الصحافة.
وأشارت باعباد في حديثها إلى أن ما يميز التلفزيون في تلك الفترة برنامج البث المباشر، مما شكل تحدياً للمذيع ومايفترض أن يتميز به من ثقافة ولغة وقدرة وحضور ، وأشارت إلى توفر كل تلك المقومات في تلفزيون عدن وإلى النجاح الذي حققته تلك البرامج وخاصة البرامج التي تعنى بالمرأة كما أشارت الى النجاح الذي حققته إذاعة عدن .
وعن دور المرأة العدنية المتعدد تحدثت باعباد عن اقتحامها بجدارة للعمل الإعلامي وأشارت الى أهم المذيعات الأوائل في عدن ومنهن : عديلة بيومي وصفية لقمان و فوزية غانم وفوزية عمر وعديلة ابراهيم وفوزية باسودان وزينب عبد الرحمن وأمل بلجون ورضية سلطان ونجيبة حداد ، ولم تنس اسمهان بيحاني والتي كانت تعمل في ضبط الصوت .

أما على الصعيد الصحفي  فأشادت باعباد بالإعلاميات القديرات مما تركنَ  إرثاً صحفياً وإنسانياً وهن رضية شمشير ونادرة عبدالقدوس وزهرة رحمة الله
وفي ختام حديثها اعتزت بتلك التجربة الإعلامية التي عاشتها في تلفزيون عدن سواء في إعداد وتقديم برامج الأطفال والمرأة أو في قراءة الأخبار، ومشيدة بذلك الدور الذي عزز من حسن استخدام اللغة وحسن القراءة الإخبارية وكيفية التوقف والوقوف أمام الكاميرا.

▪︎التنافس الشريف الذي يمتزج بكثير من الإبداع

︎أما الإعلامية المتألقة كاملة حيدرة تطرقت قائلة :
التحقت بالعمل التلفزيوني في قناة عدن عام 1996 وتخصصت في تقديم البرامج وتقديم موجز الأنباء .
وقد أردفت قائلة : لقد التحقت بالعديد من الدورات التدريبية في فن الإلقاء وفي قواعد اللغة العربية وقمت بإعداد وتقديم عدد من البرامج الخاصة التسجيلية والمباشرة وقدمت نشرات الاخبار الرئيسية على قناة عدن بمعية كوكبة من رواد الشاشة العدنية المخضرمين والذين أكن لهم كل الود والاحترام، فلقد تعلمت منهم الكثير .
وأضافت : قناة عدن عريقة ولها تاريخها المشهود وقد كان لي الفخر بالعمل فيها في تلك الفترة الزمنية ، ومن خلال عملي في تلفزيون عدن وجدت روح العمل المشترك والمنافسة الشريفة بين جميع الزملاء والزميلات العاملين في القناة ووجدت معهم حب العمل والتفاني ابداعاً وطموحاً ، وفي حديثها عن دور المراة العدنية وكيف أثبتت ذاتها في مجال العمل التلفزيوني تابعت :
لم أر أشجع أو أقوى من المرأة العدنية في اَي مجال تخوضه في حياتها ،وفي تلفزيون عدن لدي زميلات يتسمن بالقوة و أراهن طموحات وقادرات على العطاء،
وأضافت :لقد عملت المرأة العدنية المبدعة في تقديم البرامج وأبدعت كذلك في الإعداد والإخراج والمونتاج والتصوير ، حقا طموحهن وابداعهن لا حدود له ، فالمرأة في عدن تحدت كل الصعوبات وعملت يداً بيد إلى جانب الرجل والذي بدوره كزميل كان مشجعاً لها في نفس الوقت.
و أشارت كاملة إلى التنافس الشريف الذي يمتزج بكثير من الإبداع والمشاركة بروح الأخوة والاحترام والمساندة .

▪︎ إعلاميات رائدات ..ماما نجببة حداد ونبيهة محسن

وبدوره تحدث المخرج التلفزيوني القدير الأستاذ  محسن يسلم قائلاً:
لقد التحقت بتلفزيون عدن كمخرج تلفزيوني عام 70 وكنت حينها خريجاً من معهد التلفزيون بالقاهرة وفوجئت في ذاك الوقت بوجود كوادر  إدارية وفنية مؤهلة في تلفزيون عدن وعلى مستوى عال من الثقافة والإلمام بآليات العمل الاعلامي، لقد كان الجميع يتمتع بثقافة عالية في جميع المجالات المختلفة لاسيما وأن الطموح كان صفة ملازمة للعاملين في تلفزيون عدن ،فقد وجدتهم كأسرة واحدة يحبون عملهم ويتفانون جميعاً في كل مجالات العمل التلفزيوني. 
وأكد محسن على أن تلفزيون عدن له تاريخاً عريقاً إذ يعتبر الرائد في المنطقة العربية كلها، مشيراً إلى الإعلاميين الذين إلتقى بهم في مبنى تلفزيون عدن ومنهم علوي السقاف ومحمد مدي وعبدالرحمن بلجون وسميرة قائد وغيرهم الكثير ، ولم يغب عن ذكره مجموعة من الفنانين الذين كانوا زملاء له في العمل التلفزيوني في ذاك الحين وقد عملوا في المونتاج مثل محمد عبده زيدي وسالم بامدهف ، وأشاد بدور الجميع ممن جعلوه يمضي بخطوات واثقة وكانوا بجانبه في بداياته.
ثم أشار المخرج القدير محسن إلى أن معظم الكوادر التلفزيونية في عدن كانت مؤهلة علمياً وعملياً وأشار إلى أن معظم العاملين في تلفزيون عدن قد نالوا من التحصيل العلمي في الخارج سواء في بريطانيا أو بعض الدول المجاورة ، ومنوهاً إلى أنهم كانوا يلقبون بالخبراء من قبل بعض الدول المجاورة عند سفرهم في زيارات للعمل وتبادل الخبرات لما يمتازوا به من ثقافة ولكونهم على دراية علمية بأساسيات المجال الإعلامي.
كما أشار إلى أهمية الكوادر العدنية وعن استعانة تلفزيون صنعاء عند افتتاحه وانطلاقته بكوادر من تلفزيون عدن وعن كيفية الاستفادة من الخبرات العدنية كما تطرق إلى تلبية الدعوات التي كانت تأتيهم ومشيداً بتلك الوفود التي كانت تذهب من تلفزيون عدن سواء مهندسين أو فنيين أو مخرجين ومصورين للاستفادة منهم في تلفزيون صنعاء .
وأشاد في ختام حديثه بدور الإعلاميات الرائدات في تلفزيون عدن آنذاك أمثال الإعلامية 'ماما نجيبة حداد" ونبيهة محسن والمخرجة ميمونة أبوبكر وغيرهن، واختتم قوله مشيراً إلى قيامه بإخراج عدد من المسرحيات والتمثيليات في تلفزيون عدن و أيضاً عدد من الاغاني التي قام بإخراجها مثل الأغنية المشهورة "السعادة" للفنان الكبير محمد عبده زيدي كما أخرج لتلفزيون عدن عدد من أغاني الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم وأيوب طارش وغيرهم الكثير .