آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 12:28 م

تحقيقات وحوارات


الحبيلين .. كبرى مـدن ردفــان لم تتعــاف بعد !

الجمعة - 04 ديسمبر 2015 - 08:50 م بتوقيت عدن

 الحبيلين .. كبرى مـدن ردفــان لم تتعــاف بعد !

إستطلاع / اخلاص الكسادي


مدينة الحبيلين كبرى مدن ردفان، مدينة مترامية الاطراف تمتد الالاف الكيلو مترات لتتوسط مديرياتها الاربع مديرية - حبيل جبر مديرية حالمين - مديرية الملاح - مديرية الحبيلين ردفان  .
 
تتنفس الصعداء ولكن
 
يعيش في مدينة الحبيلين قرابة العشرين ألف نسمة،  فهي اليوم تتنفس الصعداء  بعد ان ذاقت مرارة وويلات الحرب في مارس الماضي وقدمت قوافلً من الشهداء ـ لكنها لازالت تعاني من جروح تتمنى ان تتشافى منها  .
"عـدن تايـم" بدورها قامت بنزول ميداني لاستطلاع الوضع في مدينة الحبيلين وانعكاسات الحرب على هذه المدينة .
 
بداية سمعنا المواطنين ينهالون بشكاو لا تكاد تقف متمثلة  بانقطاع الماء والكهرباء التي لازالت هذه المعاناة مستمرة حتى اللحظة ومنذ اكثر من سبعة اشهر .
 
واجمع المواطنون هناك انهم لا يستطيعون التحمل اكثر فقد بلغت المعاناة الحلقوم في مواجهة الصعوبات والضغوط الحياتية .
 
احاديث مصبوغة بالمعاناة
 
الحاج علي الشعيبي اردف قال: ان الضربة كانت قوية خاصةً للحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح  على الجنوب، فمشكلة انقطاع التيار الكهربائي منذ عدة شهور تفاقم من معاناتنا وتتسب لنا في شقاء بالغ لم نعد نطيق تحمله .
وبنبرة حزن يؤكد محمد صلاح "عامل" : هناك كثيرً من المرضى والمصابين يعانون الامرين جراء انقطاع الكهرباء وخاصة مرضى الربو والضغط والقلب يعانون جراء انقطاع التيار حيث ارسل مواطني الحبيلين رسائل لقيادة دول التحالف وللهلال  الاحمر الإمارتي الالتفات اليهم لترحمنا من هذا العذاب وترفع عنا هذه المعاناة التي اثقلت كاهل المواطنين .
وأضاف قائلاً ان البعض من السكان قد يستطيعوا ان يوفروا لهم بديلاً  لديهم والذي يكمن في شراء مولدات كهرباء او الطاقة الشمسية .. ولكن أين للفقراء بثمن المولد الذي يتجاوز ال 30آلاف ريال.
 
تدهور لا محدود في الخدمات
 
اطلقنا نحو البحث عن الوضع البيئي وتوجهنا الى الشاب عبدالعزيز محمد 25 عاماً ليحدثنا عن الوضع الخدماتي والبيئي  فأجاب :  الوضع الخدماتي يتدهور يوماً عن يوم ولا تقتصر معاناة أبناء الحبيلين على ضعف الخدمات  كانعدام المياه انقطاع الكهرباء بل انها تتمحور وتتشعب اكثر لتشمل رداءة الوضع البيئي التي تشهدها معظم شوارعنا واحيائنا فردائة الوضع الصحي في الآونة الأخيرة برزت اكثر ظاهرة انتشار تكدس القاذورات والنفايات في كل أنحاء المنطقة بسبب التغيب المستمر لعمال البلدية عن القيام بواجبهم، الذين يرجعون ذلك الإهمال إلى عدم حصولهم على حقوقهم من قبل السلطة المحلية ،  فتكدس القمامة بالشوارع يضر بصحة ابناء المنطقة اضافة الى تشويه المنظر الجمالي للمدينة .
واضاف قائلاً :  كما تشاهدون امامكم المجاري تغرق المنازل، والقمامة متكدسة بين الناس، والمخلفات منتشرة في كل زاوية من المدينة وسوقها الشعبي الكبير".
ويضيف مواطن آخر في المنطقة: "  ليست القمامة والمخلفات وحدها  من تحاصر شوارع المدينة، لكن قلة وعي المواطنين تزيد من شدة المعاناة  ففي ظل غياب تام لرجال المرور وعمال النظافة،  ولكن نجد غالباً هناك شباب واعي ومثقف فدائماً يعملون على تنظيف المدينة من سواء  من خلال حملات طوعية لشباب الحراك أو من أعضاء منظمة اهلية .
 
غياب الصرف الصحي
 
وبمداخلة من الشاب ناظم مرزوق اكد ان المدينة تفتقر إلى مشروع للصرف الصحي الذي تعثر إنجازه لأكثر من مرة أثناء تعدد إشراف عدة سلطات محلية، رغم نزول فريق المهندسين لمسح المنطقة منذ سنوات طويلة، إلا أن الصمت وحده مازال يخيم بسبب توقف هذا المشروع، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة التي ازدادت خطورتها مع اتساع رقعة المخلفات والقاذورات في أرجاء مختلفة من البلدة.
 
مواقف مشرفة
 
  رغم معاناة سكان مدينة الحبيلين فهناك مواقف مشرفة في هذه المدينة المترامية الأطراف تجد بين ساكنيها حسن الجوار، والنخوة، والتعاون، قلما تجدها في اماكن  أخرى، ومنازل تجمعت مع بعضها، وسكان تآخوا إلى أبعد الحدود تجمعهم المعاناة والأرض والمصير المشترك.