آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 11:28 ص

تحقيقات وحوارات


اكاديمي وباحث عسكري: لا بد من إعادة النظر في قيادات الجيش الوطني

الخميس - 04 أغسطس 2016 - 01:25 ص بتوقيت عدن

اكاديمي وباحث عسكري:  لا بد من إعادة النظر في قيادات الجيش الوطني

عدن تايم / خاص :

الاكاديمي الخلاقي : لو أن التحالف والسلطة الشرعية التفتوا لعدن والمناطق المحررة بعد الانتصار لكان الوضع اليوم تغير في صنعاء وفي المناطق التي ما زالت تحت سلطة وهيمنة الحوثيين
-

استضافت قناة سكاي نيوز مساء أمس، 3 أغسطس 2016م الأكاديمي والباحث د.علي الخلاقي على الهواء مباشرة من في برنامج حوار المساء عدن. وسأله مقدم البرنامج في البدء حول حادثة قتل عدد من مشايخ البيضاء اليوم من قبل الحوثيين وإلى ماذا يشير هذا التعامل الوحشي مع العشائر والقبائل خاصة وهم يقولون أنهم جاؤا لتخليصهم من داعش وهم في الحقيقة يتصرفون أبشع من ذلك؟.. فأجاب د.الخلاقي بالقول:
- إن هذه الجريمة البشعة يندى لها الجبين التي أرتكبت بحق نخبة من مشايخ وأعيان محافظة البيضاء في منطقة ذي ناعم ممن تم احتجازهم واقتيادهم ثم اعدامهم في مديرية الملاجم المجاورة لذي ناعم. وهذا ينم عن النَّفس الطائفي لهذه المليشيات التي تنتقم من تلك المقاومة التي يبديها المواطنون في محافظة البيضاء، وهي محافظة غير حاضنة لهم على امتداد الوجود الإمامي منذ مطلع القرن الماضي، حيث جاءت تلك القوات بنفس الأسلوب واجتزت رأس سلطان البيضاء الرصاص، وهذا يذكرنا بأن نفس نهج هذه المليشيات هو القادم المظلم فيما إذا تمكنت من بسط سيطرتها ونفوذها على كل أرجاء اليمن، ولكن هذا ما يزيد المواطنين في تلك المناطق التي ما زالت تحت سيطرة القوة من قبل مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح على المواجهة وهذا ما نراه في محافظة البيضاء وفي محافظة تعز وفي تلك الجيوب المتبقية من شبوة وأبين، والمواجهات حتى على الحدود الجنوبية التي يحاول صالح وقوات الحوثيين ، بعد فشل مشاورات الكويت، بأ يلفتوا انتباه عناصرهم إلى أنهم ما زالوا قوة على الأرض ويحاولون أن يظهروا أن المناطق الجنوبية ما زالت تحت سيطرة داعش وهي تلك الحجة التي رأيناهم يتحججون بها أمام أنصارهم وأمام المجتمع الدولي ، ورأينا حتى كيف استشاطوا غضباً عند تحرير المكلا من تلك الجماعات الإرهابية والتي يقتصر نشاطها حتى الآن على المناطق المحررة في المحافظات الجنوبية بدرجة رئيسية وقد تمتد أحياناً إلى مأرب وغيرها. وقد أشرنا منذ البدء أن على السلطة الشرعية وقوات التحالف أن تؤمن عدن كعاصمة سياسية والمناطق المحررة لتقدم النموذج الذي يُغري المواطنين في كل مناطق النفوذ الحوثي-عفاشي ليكونوا أداة وقوة للمقاومة بدلاً من الانتظار والتعرض لمثل هذه الاختراقات الأمنية التي يوظفها الحوثيون وقوات المخلوع.
- سيد علي: خلال الثلاثة الأشهر من المفاوضات استمرت الاشتباكات .. هل كان هناك على الأرض شيء غير موازين القوى ، ما الذي حدث برأيك خلال الثلاثة الأشهر عسكريا على الأرض؟
- ب خلال الثلاثة الأشهر نقول باختصار أن ما تم قبل ذلك من تحرير للمناطق الجنوبية قد كان في وقت قياسي نظرا لوجود الحافز المعنوي الذي دفع بالمقاتلين إلى أن يتقدموا الصفوف وبدعم من قوات التحالف، ولكن الخارطة هناك في بعض المناطق التي ما زالت يسيطر عليها الحوثيون ما زالت تراوح بعض القبائل وبعض المناطق في المنطقة الرمادية ، وقلنا إن ما أثر على ذلك هو ما يقدمه الحوثيون والمخلوع في إعلامهم من أن المحافظات المحررة هي في وضع أسوأ رغم مرور عام على انتصارها، ولو أن التحالف والسلطة الشرعية التفتوا للخدمات وعززت هذه الانتصارات بانتصارات على الأرض لكان الوضع اليوم تغير على مشارف صنعاء وفي المناطق التي ما زالت تحت سلطة وهيمنة الحوثيين .
- طيب، بجمله واحده..رغم أن الحوثيين حاولوا تغيير الخريطة على الأرض خلال الثىلاثة الأشهر..هل نجحوا؟
- لم ينجوا ولن ينجحوا، لأن قواتهم يوميا تُستنزف وتُستهلك، وقد جربوا ذلك في أكثر من جبهة، وبالذات في جبهة المضاربة غرب باب المندب وفي منطقة كرش والحويمي وكذلك في بيحان حيث تدور معارك ومواجهات شرسة أوقفت زحفهم بل وجعلتهم ينسحبون من بعض المناطق وتلك هي نهايتهم الحتمية. ولكن لا بد كما قلنا من مراجعة الأولويات أمام التحالف والسلطة الشرعية .
- ما رأيك حول التحضير لمعركة صنعاء على الأرض، وأنت ترى الموقف على الأرض من عدن، هل سيأخذ وقت أم أنه يمكن فتح صنعاء من غير عمليات عسكرية، من خلال ابراز نموذج وهذا النموذج سيأخذ وقت ..ما رأيك؟
- أعتقد أن المسارين كان ينبغي أن يتم الأخذ بهما منذ وقت مبكر، ولكن أن يأتي الشيء متأخرا أفضل من أن لا يأتي.. صنعاء ليست هي الهدف، ولكن الهدف هو كسر شوكة تلك المليشيات، لأن بقائها سواء في صنعاء، أو انسحبت بأسلحتها إلى جبال صعدة وجبال مران سيظل خطرها قائماً ليس فقط على اليمن شمالا وجنوباً، ولكن أيضا على منطقة الجزيرة والخليج ، لأنها ستستقوي بتلك الأسلحة وتستعيد أنفاسها وسنجد هذا الخطر على المدى القريب وليس البعيد، ولذلك أعتقد أن الأمر يتمثل الآن باستنهاض الهمة السياسية والعسكرية لقوات السلطة الشرعيى وللمقاومة وكذلك دعم التحالف للسير بشكلٍ متوازٍ مع تلك المفاوضات العصية مع هذه المليشيات التي لا تعترف بالتفاوض وتعترف بسياسة الأمر الواقع ، حتى ارغامها على أن تُسلِّم بالقرار الدولي وبكافة بنود وأجندة المشاورات المتمثلة في المخرجات المتفق عليها، وهذا لن يتم إلا حين تشعر بأن خطرا عسكريا يتهددها مالم ستظل تتمسك بمواقفها المتصلبة كما نراها الآن في المواقف الأخيرة.
- سيد علي..باختصار.. عاصفة الحزم أدت ما عليها بنجاح الآن ..إذا هناك شيء عسكري جديد بماذا يختلف، هناك حديث يجري بأنه يجب تدريب جيش يمني حتى ولو في الخارج ومن ثم ضخه بشكل أكبر على الأرض ..ما الذي يمكن أن يتغير في أي عمل عسكري قادم ؟
- أعتقد أن الجيش الوطني هو الأساس ، لأن الغرض ليس فقط الضربات الجوية ، ولكن التثبت والتشبث على الأرض والمناطق التي يتم انتزاعها، كما هو حاصل الآن في المناطق الجنوبية المحررة وفي مأرب، ولكن لا بد كما قلت من إعادة النظر في قيادات الجيش الوطني ، تلك التي ربما رُوج لها كثيرا من أنها ستحقق المعجرات على قوات الحوثيين، ولكن مضت عدة أشهر والوقت يمر دون أن يجد جديد ، ولذلك على السلطة الشرعية أن تعيد النظر في هذه المسألة وبدعم قوات التحالف لكي تعتمد على قوات حقيقية مناهضة لذلك المشروع الذي تحمله المليشيات الحوثية وقوات صالح لفرضه وفرض اجندته ليس فقط في صنعاء ولكن في مناطق نفوذها ومحاولة التسلل حتى إلى المناطق المحررة وهو هنا أمر محسوم واعتقد أنهم لن يتمكنوا من ذلك.