آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 02:25 ص

تحقيقات وحوارات


قائد مقاومة ابين لـ ( عدن تايم ) : ابناء ابين يبحثون عن هيبة الدولة .. لكن لا وجود لدولة فيها

الجمعة - 22 يوليو 2016 - 06:30 م بتوقيت عدن

قائد مقاومة ابين لـ ( عدن تايم ) : ابناء ابين يبحثون عن هيبة الدولة .. لكن لا وجود لدولة فيها

حوار / رمزي الفضلي :

مقاومة أبين مكونة من شباب المحافظة عددهم يفوق الأف، تمتاز هذه المقاومة بروح قتالية عالية، وروح وطنية مضحية، ويد متماسكة واحدة، شباب ترى في أعينهم الموت، لا يحبون شهرة، ولا صيتا، سطروا أروع البطولات، وضحوا لأجل بدلتهم، لم يتقدم الحوثة قيد شبر بعد فصل الله، بتضحيتهم وتضحية غيرهم من الجبهات المعلومة في أبين.
تمتاز أيضا بأن قائدهم معهم، لا يفارقهم، فهو كالظل لهم، وهو الأخ لهم والأب، والقائد والجندي لهم.
لم تغب عن أن أي معركة، استطاعت أسر الكثير من الحوثة، ولم تكن تساوم بالمال فيهم أبدا، بل كانت تساوم بقيادات من الشرعية في يد الحوثة.
بعد تحرير أبين من الحوثة سارعت المقاومة لفتح معسكر تدريب لكي يقوم بتأمين أبين، وتخرجت الدفعة الأولى، والتي حضر التكريم محافظ المحافظة، وزعت المقاومة جنودها، على مداخل أبين ومخارجها لتأمينها، وأمنت مستشفى الرازي، وبذلت الجهود لمعالجة قضية الكهرباء، وكانت ترتقب يد العون لها ودعمها بالسلاح، ودمج أفرادها في الجيش الوطني، لكن لا حياة لمن تنادي.
من أكبر الضربات التي حصلت للمقاومة، هي التي كانت موجهة من قبل تنظيم القاعدة، حيث تقدمت المقاومة إلى خط التماس، ولكن سلم الله ليحصل من الخسارة أقل مما كان سيكون بكثير، فما يفرق إلا دقائق وتعود المقاومة مع قائدها إلى مؤخرة الحملة، ليأتي المنتحر يفجر نفسه في المقاومة ويروح ضحيتها خمسة شهداء من خيرة شباب أبين، و16 جريحا، واحراق سيارات لها.
التقينا بقائد هذه المقاومة، يوسف العاقل، واجرينا معه هذه اللقاء الذي رأينا أن نطرح فيه عدد النقاط المهمة .. فالى حصيلة اللقاء:

- المقاومة استطاعت أن يكون لها الرقم الصعب بالأمس فما هو دور المقاومة اليوم؟
-- دور المقاومة اليوم هو دورها بالسابق، هي كوّنت للوقوف لأجل أبين، وما ذهب علينا من شبابنا ليس بخير منا ولا أفضل منا، فنحن على العهد سائرون.

- هل المقاومة من الدولة أو جهة منفصلة ؟
-- المقاومة هي من أبناء أبين تحت ظل الدولة، ولا يمكن أن تنفصل عن الدولة، فالمقاومة ما هي إلا جندي من جنود الوطن، يؤذيها ما يؤذي الوطن ويسرها ما يسره، ومن الخطأ أن نقول مقاومة ودولة، فهذا يدعي إلى حدوث فوضى في المحافظة، فماهي المصلحة من الفصل، وربنا يقول (و لا تنازعوا فتفشلوا).

-لكن لا نرى وجود للدولة في أبين؟
-- نعم، وهذا وصمة عار، لن ينساها أهل أبين، لكن يا أخي ليس التراب كالماء، والعلاجات المؤقتة سرعان ما تنتهي، هيبة الدولة لا مثيل لها، قد تجد أفراد القبيلة الواحدة في تماسك، ويحلون قضاياهم بأنفسهم، لكن هل يرضون بهذا البديل مطلقا؟ الجواب: لا، فهم يريدون العيش تحت سماء دولة لها هيبتها، وسيادتها، ولا تقدم أحدا على أحد.

- ماهي نظرتكم لما يحدث الان في أبين؟
-- أبين اليوم أصبحت منسية، ولا جود لدولة فيها، إلا أن العلم يرفرف على منشئاتها إن وجد.
وأبين لا تحتاج إلى أديب يكتب عنها، هي تتكلم بنفسها، لم ولن تجد مدينة مثل أبين تعاني بهذه المعاناة، والحمد لله، هكذا كتب على هذه المحافظة، و إلى الله المشتكى.

- البعض يقول الرئيس من أبين فلماذا لا يغيث أهل بلدته؟
-- فخامة الرئيس، يصدق عليه قول الشاعر:
تفرقت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد
كثرت مشاكل الوطن، وهناك أشياء لا ندركها، أصبحت اليمن اليوم في مواجهة مع أعداء كثر، وأتسع الخرق، وقل المخيط، وقل المعين.
ولا ندري هل يصل للرئيس معاناة أبين أم لا؟ هل يرى أن الوقت الآن الحسم، هل لم يجد الشخصيات التي يوكل لها المهام، لحل قضية أبين.
أسئلة لابد يضعها العاقل مع نفسه حتى يحكم بعد ذلك هل هذا اهمال أم لا؟

- هل ستبقى المحافظة بدون أمن ولا راعي؟
-- من المحال دوام الحال، ونحن على استعداد لتوفير الأمن لأهل أبين تحت رعاية الدولة، مع بقية الأجهزة الأمنية.
وقد تخاطبت مع السلطة المحلية، ومن لهم القرار، بجعل المقاومة مكان النجدة، أو القوة الخاصة، وقلت لهم جربوا أبناء أبين ماذا سيقدمون لمحافظتهم، الأهم في الأمن أن تمتلك الجندي المناسب، وهذا ما نجده في جنودنا، والواقع يشهد.
لإعادة الأمن والاستقرار لأبين يتطلب إعادة الأجهزة الأمنية، وجعل زمامها لأهلها، فعندنا شريحة من الشباب ليسوا بالسهل، يستطيعون أن يقدموا أرواحهم، لكن هل من محتو لهم؟.
أبين يمتاز أهلها بالتكاتف، سيتعاون الكبير والصغير، الذكر والأنثى مع الأمن، لكن أهل أبين يقولون أين الدولة التي سأتعاون معها؟.
من الحماقة أن ننزل بجنودنا ونقول يا أهل أبين اطمئنوا سنوفر لكم الأمن، فالحقيقة سنعيد أبين للمربع القديم، فاليد الواحد لا تصفق، وتصبح صيد ثمين لإعادة فوضى لا نهاية لها.
لامثيل من عودة دولة متكاتفة متلاحمة، هدفها واحد، ورؤيتها واحدة، يسهرون لينام أهلهم، يحملون اكفناهم بأيديهم ليعيش أبناء البلاد.
وخلاصة الأمر أبين لا تريد الحلول المستعجلة، والحلول المؤقتة، تبحث عن الحل الدائم، فأبين يكفي بها ما بها.

- كلمة أخيرة توجهها لأهل القرار، ولأهل أبين؟
-- أوجه خطابي لفخامة الرئيس سلمه الله، وأقول له: اختاروا لأهل أبين الرجل المناسب في المكان المناسب، وأبين في رمقها الأخير ورب العزة يقول ( ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا)
وأقول لأهل أبين، فصبر جميل والله المستعان عما فينا يعملون، وإلى الله المشتكى، وابناءكم منكم، ومعكم، ولكم، همكم همهم، وهمهم همكم، ولامثيل من التناصر والتعاون ورب العزة يقول (وتعاونوا على البر والتقوى)، ولنكن اليد الواحدة واللحمة الواحدة، تجمعنا أم واحدة وهي أبين.