آخر تحديث :السبت - 22 فبراير 2025 - 11:26 ص

تحقيقات وحوارات


جمعية بعدن تحيي ليالي رمضان ببرامج تدريبية تأهيلية ولقاءات توعوية ومناقشة قضايا المواطنين ( حوار )

الإثنين - 27 يونيو 2016 - 09:13 م بتوقيت عدن

جمعية بعدن تحيي ليالي رمضان ببرامج تدريبية تأهيلية ولقاءات توعوية ومناقشة قضايا المواطنين ( حوار )

حوار / حسن عقربي

رئيسة جمعية العيدروس التنموية سمية القارمي:
رمضان في عدن صورة تختزنها الذاكرة في خضم الحداثة المشوهة

المظاهر الرمضانية الشاهد الوحيد لوجودنا الثقافي والحضاري وتراثنا الإسلامي الشعبي

جمعية العيدروس تتصدر فعاليات المجتمع المدني العدني في التنمية الروحية والبشرية في رمضان

عضوات الجمعية يحين ليالي رمضان ببرامج تدريبية تأهيلية ولقاءات توعوية وثقافية ومناقشة قضايا المواطنين

سنحتفل مع الأطفال بيوم ليلة القدر بتزيينهم وبنقش الحناء والملابس الجديدة الملونة وتقديم الهدايا

أجرى اللقاء / أحمد حسن عقربي

مع قدوم رمضان في عدن تتحول منظمات المجتمع المدني بشقيها لأهلية والمدنية إلى ورش عمل حقيقية لأعمال الخير والنشر الوعي الديني وغرس قيم الصفاء الروحي والأخلاقي والقيمي وتفعيل المواهب الإبداعية والحرفية لدى الشابات والشباب فضلاً عن الأعمال التدريبية والتأهلية والتدريبية إلى جانب إلى جانب أجرى المسابقات الثقافية والدينية في مجال قراءة القرآن وتلاوته وحفظ الحديث النبوي الشريف وسرد حكايات الخيال الشعبي الترائي لقصص عنترة بن شداد وأبو زياد الهلالي والمهلهل وحياة السيدة خديجة أم المؤمنين وبطولات المحاربة المسلمة خوله بنت الأزور إلى جانب قصص السندباد البحري وقصص الأطفال الأخرى
هكذا كانت مكانة رمضان الدينية والروحية عند أهالي عدن القدماء في حي العيدروس التاريخي
حي العيدروس ولا (1)
وفي هذا الحي التاريخي العدني التي تطل عليه قبة مسجد العيدروس الفقيه والمصلح الاجتماعي والأديب والشاعر والوطني الجسور ولي الله الصالح العيدروس التقينا سيدة المجتمع المدني العدني الناشطة المختصة الأخت سمية القارمي رئيسة جمعية العيدروس التنموية الاجتماعية في رحلة روحيه وثقافيه لنستفيد معها الصورة التي تختزنها الذاكرة عن رمضان الأمس واليوم عند أهالي عدن .. والملامح التي تاهت في خضم الحداثه إلى جانب الدور الذي تلعبه الجمعية في المجال الخيري والاجتماعي ونشر الوعي الثقافي الديني وتحريك الجوانب الثقافية والإبداعية لدى الشباب والشابات في مثل هذا الشهر الفضيل وهاكم حصيلة اللقاء معها :
عدن وحضورها الاجتماعي في عدن

-ماذا يعني لك رمضان ؟
-هو الشهر المبارك وفضلاً عن مكانته الدينية والروحية عند المسلمين وعند أهالي عدن في هذا الحي التاريخي العريق حي العيدروس الذي لازال يحتفظ بحضوره الاجتماعي المتميز في عدن مهما تغير الزمن وتوالت الأحداث .. وهذا العام يطل علينا رمضان مصحوباً ببهجة الحرية من الغزاة الحوثيون وأنصار المخلوع صالح .. وفي الوقت نفسه تلقي فيه النفوس بعضاً من أعبائها الدنيوية وكذلك للتفرغ للعبادة والمشاركة بطقوس اجتماعية لطالما أسبغت عليه نوعاً من الخصوصية والمتعة لدى الكبار والصغار على حد السواء وبالرغم من المنغصات التي نعانيها وتفسد حلاوة الجوانب الروحية في الشهر الكريم مثل انقطاعات الكهرباء والمياه والبترول والديزل والغاز وهي أزمات مفتعلة للطابور الخامس إلا انه بقي لهذا الشهر قدسيته الدينية وهالته الاجتماعية في عدن لتغدو الذاكرة
الشاهد الوحيد على وجودها في زمن ماضي أخت سميه
ماذا عن بقيه ملامح رمضان في حي العيدروس وعدن عموماً وكيف يعيش أبناء هذا الحي تجلياته اليوم في هذا الشهر الذي مازال يمنحهم هوية خاصة كأهالي عدن بالتراث الغني الأصيل ؟
-كنتُ أحبّذ أن تجيب على هذه الأسئلة النساء المسنات أو المخضرمات التي مازالت ذاكرتهن تختزن الكثير من الصور عن ذاك التراث والفلكور الشعبي المميز
-لكن أكيد أنتي سمعتي من والدك ووالدتك الله يرحمهما عن هذا التراث الروحاني والثقافي في حي العيدروس التاريخي ؟

-لاشك أن مسجد العيدروس الذي بناه السيد عبدالله بن أبي بكر الذي ولد في مدينة تريم بحضرموت الذي أستقر في عدن وبني أطياف رمضان عند النساء المخضرمات في حي العيدروس اللواتي حافظن على طهيها مثل الشربة والهريس والزربيان والصيادية وخبز الكدر مع الحلبة والوزف وهذه الوجبة مفضلة عند الجدّات لكن أضيفت في السنوات القليلة الماضية بعض الوجبات السريعة لم يكن يعرفها المجتمع العدني القديم وهي وجبات عصرية مثل الهمبرجر والبطاط المغلية وشرائح لحم الدجاج وهي مرغوبة لدى جيل اليوم من الشباب والشابات والمراهقين لايستطيعون التخلي عنها حتى في رمضان
طقوس وعادات أصيلة
.

-ماذا عن الطقوس الأخرى التكاملية في عدن؟
-من العادات الرمضانية التي مازالت أذكرها شخصياً حينما كنت صغيرة .. إننا كنا نصحوا الجيران على السحور وكانت وجبة السحور كما تقول والدتي رحمها الله .. بسيطة عبارة عن فتة خبز مع اللبن أو فتة تمر أو فتة موز أما وجبة الإفطار فكانت عامرة بالمأكولات المتنوعة والحلويات التقليدية. لكن من أبرزها إن الصديقات أو بنات الجيران كُن يحرصن على دعوة بعضهن إلى الفطور إلى حد أنهم كانوا يتقاسمن الدعوات فيما بينهن حتى لاتحتكر أحدهن الأخرى طيلة الشهر الفضيل وهذا يعكس حالة التواصل والتراحم والتكاثف الشديدة التي كانت سائدة فيما بينهن .. حيث كانت الأسر المتيسرة تقدم وجبات الإفطار إلى الأسر الفقيرة ..وكانت هناك المؤسسات الخيرية والأهلية الذي تتكفل بهذا الشأن ولأتتوانئ في مد يد العون واستمرت هذه العادة حتى يومنا هذا.. من خلال مشروع إفطار الصائم حتى ان بعض الأسر تقوم بدلك منذ أكثر من 30 عاماً منفردة أو بالتعاون مع بعضها بحيث كانت تحرص على افطار50 شخص من الجنسين بالتعاون مع أهل الحي المتيسرين ومساهمتهم .. وهو ما يعد من ابرز مظاهر التكامل الاجتماعي.

العدنية تحافظ على التقاليد

-ماذا عن المرأة العدنية التي حافظت على التقاليد الرمضانية في حي العيدروس
-النساء العدنيات يرتدين الدروع التقليدية ويقيمن بواجب الزيارات للنساء المسنات والأقارب لتحقيق صلة الرحم كما يدخلن المطابخ ويتفنن في طهو وابتكار أصناف جديدة في هذا الشهر المبارك وبعضهن من سيدات الأعمال من اساتدة جامعات وطبيبات ومهندسات وعضوات في مجلس النواب والمجالس المحلية
دور الجمعية الروحي والتنموي في رمضان
.

- ماذا عن دور جمعيتك كأحدى منظمات المجتمع المدني والأهلي في عدن خاصة في هذا الشهر الفضيل؟
نحن في الجمعية نحرص على أن نعمل برنامج فعاليات خاصة لعضوات الجمعية وشبابها وشباباتها وحرصنا على الجمع بين التنمية الروحية والتنمية البشرية والتنمية الثقافية والمعرفية والاجتماعية .. فنقوم بالمسابقات الدينية وحفظ القرآن والحديث الشريف وفي توزيع المواد الغذائية للأسر المحتاجة وتنظيم الندوات الفكرية الدينية والثقافية والاجتماعية وعقد اللقاءات التشاورية بين المجتمع المحلي وممثلي الجهات التنفيذية والسلطة المحلية في مديرية صيرة لتبادل الهموم وطرح المشاكل والاحتياجات للمواطنين بكل شفافية وجرأه للخروج بتوصيات لمعالجة المشاكل الخدمية والاجتماعية والتربوية والصحية التي يعاني منها المواطنون .. أما في جانب الطفولة فنقوم بعمل المسابقات الدينية والثقافية والرياضية والإبداعية والفنية .. أما في الجانب التأهيلي والتدريسي فأننا نقوم بعقد عدد من الدورات التأهيلية لبنات الحي والأحياء الأخرى في مديرية صيرة أو حي من المديريات المجاورة في مجال الكوافير والصناعة الغذائية والخياطة ونقشة الخضاب والحناء أو في مجال المؤسسي أو التسويقي لتأهيل الشابات لسوق العمل فضلاً عن الدورات في مجالات الإسعافات الأولية والتمريض
-هناك طقوس رمضانية للأطفال كانت أيام زمان هل لازال أطفالنا يمارسوها ؟

-نعم نحن نحضّر الآن برنامج للاحتفال بختام المسابقات الدينية والثقافية والإبداعية للأطفال بتوزيع الحلويات والشراب والهدايا كما أننا نحضّر لأواخر رمضان لأحياء ليلة القدر في السابع والعشرين من الشهر الفضيل تمنياً بأهالي عدن القداما وتقاليدهم من خلال غرس البهجة والفرحة في نفوس الأطفال من خلال تزين الأطفال بنقشة الحناء وشراء الملابس الجديدة المتعددة الألوان للأطفال الفقراء وإعداد مادة إفطار طاهية بالأطفال بعد صيام تجريبي يوم أو نصف اليوم للتدريب على الصيام وندعو المنشدات الدينيات وقارات مولد النبي وسط روائح العود والبخور وروائح العطور الفواحة والدعوات والابتهالات احتفاءاً بليلة القدر المباركة خير من ألف شهر وسندعو أمهات الأطفال من نساء الحي لأحياء هذه المناسبة الروحية الرمضانية وهي من تراثنا الروحاني في هذا الشهر الفضيل.

-ماذا تطلبين في هذا الشهر الكريم ؟
-أدعو من الله في هذا الشهر الفضيل أن تعم الرحمة والشفقة على شعبنا ليتجاوز محنته الحروب وإنطفاءات الكهرباء وقطع المياه وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين وأن يعم الأمن والسلام الاجتماعي ولم شمل أبناء الجنوب وأبناء عدن خاصة والأمة العربية الإسلامية من أجل الحفاظ على الأوطان وتنميتها
على قيادات المجتع المدني أن تلم الشمل

-وماذا تطلبين من الجتمع المدني والأهلي في عدن ؟

-أتمنى أن يتجاوز القائمون على مؤسسات المجتع المدني من قياداته أمراض التخلف والعقد الاجتماعية والمماحكات ومن الأنانية والاستئثار لممتلكات المجتمع المدني بدون وجه حق ولقدراته وتسخيرها لأغراضهن الذاتية .. فالعمل المدني مهمة وطنية ونزيهة وأخلاقية وقيمية ومسئولية تضامنية وأن نحب الخير للجميع لا لاحتكار الذات وأن نتجاوز الأعمال التقليدية للمجتمع المدني المحصورة في توزيع المواد الغذائية الموسمية للكسب الحزبي والسياسي الرخيصة خصوصاً منظمات المجتع المدني المتحزبة والمسيسة تحت أي شعار التي تستغل شهر رمضان لرشوة الفقراء للحصول على أصواتهم .
كما أنني أدعو من كل صحفية او صحفي أن ينأى عن الحزبية السياسية والطائفية والناطقيه والفئوية المتخلفة والعمل بصورة مستقلة والمشاركة في الشأن العام الاجتماعي والتنموي والتكافلي والإنساني والعمل بآفاق رحبه وبين البسطاء بين الناس وأن تستهدف الانسان المسحوق والفقير ليعيش بكرامه في وطنه لا ليعيش مقترف في وطنه.