آخر تحديث :الأحد - 09 فبراير 2025 - 12:47 ص

كتابات واقلام


الجنوب بين نار الأزمة الاقتصادية وتلاعب مراكز النفوذ

السبت - 08 فبراير 2025 - الساعة 09:39 م

حكيم الشبحي
بقلم: حكيم الشبحي - ارشيف الكاتب


لا يخفى على أحد حجم المعاناة التي يعيشها أبناء الجنوب في ظل الحرب المركبة التي تستهدفهم حرب لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب بل امتدت لتشمل الخدمات الأساسية والاقتصاد في محاولة مستمرة لإضعاف الجنوب وإخضاعه لأجندات سياسية لا تخدم تطلعات شعبه.

إن هذا التدهور الاقتصادي ليس وليد اللحظة بل هو نتيجة لسياسات ممنهجة تسعى إلى فرض واقع يحقق أهداف قوى بعينها تلك القوى التي ما زالت تسيطر على الإيرادات وتتحكم في صرف المرتبات وتمويل قطاعات الكهرباء والغاز والصحة بل وتمارس دورها في زيادة الأسعار لتأزيم الوضع أكثر.
وهذا التحكم المطلق في الموارد المالية من قِبل حكومة رشاد العليمي والقوى المتنفذة فيها وعلى رأسها حزب الإصلاح يجعلها الجهة الأولى المسؤولة عن الأوضاع المأساوية التي يمر بها المواطن.

في ظل هذا الواقع من غير المنطقي تحميل المجلس الانتقالي الجنوبي وزر أزمة لم يكن طرفا فاعلا في صناعتها بل وجد نفسه مشاركا في حكومة المناصفة بشكل قسري دون أن يمتلك السيطرة الفعلية على مؤسسات الدولة أو مواردها المالية.

لذا فإن توجيه الغضب الشعبي نحو الانتقالي لا يخدم سوى الجهات التي تسعى إلى صرف الأنظار عن المسؤول الحقيقي والذي يمتلك مفاتيح الحلول لكنه يمعن في إبقاء الأوضاع على حالها تحقيقا لأهدافه السياسية.

نعم الأزمة الاقتصادية بلغت مستويات كارثية ولا أحد ينكر معاناة المواطنين اليومية لكن من الضروري أن لا ننجر وراء المخططات التي تسعى إلى توجيه هذه المعاناة باتجاه خاطئ. فالاحتجاج السلمي للمطالبة بالحقوق أمر مشروع لكن يجب الحذر من محاولات اختراقه وتحويله إلى أداة لضرب الجنوب واستهداف قضيته.

فهناك جهات تعمل على تأجيج الشارع بطريقة تخدم أجنداتها الخاصة مستغلة حالة الغضب الشعبي لتمرير رسائل سياسية تصب في مصلحة القوى المتحكمة بالقرار الاقتصادي.

إن مواجهة هذه التحديات تتطلب وعيا شعبيا وإدراكا دقيقا لمن يحرك خيوط الأزمة فالحلول لن تأتي إلا من خلال الضغط على الجهة المسؤولة عن إدارة موارد الدولة وليس من خلال تحميل المسؤولية لأطراف لا تملك القرار الفعلي.

الجنوب اليوم بحاجة إلى وحدة صف ووضوح رؤية حتى لا يقع ضحية لمؤامرات تحاك ضده بأيدٍ خفية وأخرى ظاهرة.