آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 05:18 م

كتابات واقلام


هل نبحث عن وطن ام وطنية؟

الأربعاء - 26 أكتوبر 2022 - الساعة 06:10 م

علوي بن سميط
بقلم: علوي بن سميط - ارشيف الكاتب


سؤال يفرض نفسه سيما هذا الزمن الذي اختلطت فيه المفاهيم وسقطت المعايير والقيم والسلوك واصبحت معكوسه استبدلت بمفاهيم غريبة وسلوك قبيح وقيم رثة فاختلط الحابل بالنابل!! ولم نعد نميز كما يقول المثل الشعبي نميز بين ( البعرة والتمرة) لاننا فقدنا او افتقدنا حق التمييز بين ماهو طبيعي وشاذ ولم تعد آلية نعمة التفكير تعمل.. ولذا تفسخت الاخلاق والقيم وطغت الماديات وسادت العشوائية والقفز على الامور الطبيعية وانشغل العامه او الهوا برزق يومهم وقوت اولادهم الذي قلما العثور عليه فلم يعد باستطاعتهم التوفيق ولو بالحد الادنى مما يسد رمقهم بل ضعفت ابصارهم فلم يروا التخمه والبطرة التي ترافق مسؤلي البلاد يمرحون ويسرحون ويعبثون بموارد البلاد فلاتهمهم حياة الناس ومن كثر هذه المظاهر اعمو ابصار المواطنين واتخذ المسؤلين في مختلف المواقع مواقعهم ومناصبهم مغنما ونهبا وسرقة واضحى الرعاع يتحكمون ويحكموننا فلا هم يحكمون وطن او يرتدون رداء الوطن فاتخذوا هذا الرداء غطاء لظلمهم ونصبهم بمناصبهم فمحيت مفردة الوطنية واصبحت معنى لامتلاء الجيوب وانتفاخ الكروش وامام سمع وبصر الهيئات الرقابية والرسمية يسرقون ولانهم لم يحصلوا على ذرة عقاب او حتى سؤال او حساب فانه شاء لهم ان يقلبوا الحقائق ويرفسون الوطن ويمرغون بالوطنية.. وكلما لاحت في الافق تباشير النجاة والخروج من هذا المازق الذي اطبق على عقل وتفكير المواطن وسلب منه البسمة والحيوية عادوا اولئك القطط السمان الى صدارة المشهد وتربع الحكم بكل المفاصل .. لم يتغيروا .. بل تم تدويرهم على حساب الوطن وبمعيار المحاصصه والثقة والجهوية ليزداد كل معنى للسوء يسود كل مشهد.

ومن المعيب واللامنطقي ان نرى في المناطق التي صدعوا رؤوسنا كل يوم بانها محررة يزداد فيها الجوع والمرض وارتفاع درجات الفقر فكم من توفى جوعا ؟ وكم من مات كمدا .. وكم من قتله الفقر وكم من تشرد من منزله واعزة اذلوا !!؟ والمجلس الرئاسي القيادي واصحاب السعادة وزراء.حكومة المناصفة يعيثون فسادا غير عابئين بما يجري في المناطق المحررة التي يزايدون بها امام الخارج بالصورة والخطب الديماغوجية ينقلون عنا بشئ من المثالية !!

الوضع يتجه نحو منحى خطير فقد يفاجئ الكل دون انذار, الوطن موجود لكنه يتلاشى ويذوب والوطنية لم تعد كما تعلمناها وعهدناها سلوكا في واقعنا وحياتنا .. دمرتم وطن واعطيتم التنمية اجازه قسرية .. انكم تصنعون الجوع والفقر والمرض وتزينون بالاعلام الممنهج سؤاتكم.

# علوي بن سميط