آخر تحديث :الخميس - 09 مايو 2024 - 11:17 ص

كتابات واقلام


المركزية علقم مر.. والطبقية نذير خطير

السبت - 27 أبريل 2024 - الساعة 11:55 ص

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


إن المتغيرات السياسية ليست بخافية، فالشعوب العالمية تدرك ذلك.. كما تدرك التنافس على القسمة، وما تلك الصراعات التي اختارت مواقعها قد تم الاتفاق عليها مسبقا بدقة، فاللعبة مكشوفة وتبقى التصفيات على من يتقن اللعبة..وعلى من يمتلك الوسائل الذكية، فالأرض تدور ولكن يبقى المخزون فيها لا يتزحزح ولا يتأثر بالدوران، قد يكون العقل طيعا بما يدور ويدار حسب الامكانيات المتاحة والدهاء مع مايتناسب مع الحدث.
ما الذي جعل فرق الألعاب تأتي من وراء البحار تخوض امواجها وتحمل الدمار بعيدا عن مساكنها وتعيث بالاحياء البرية والبحرية فسادا وتدميرا؟ وماالذي جعل المناخ يعصف بأعصاراته بنفس المكان المختار المتفق عليه؟ فهل ما سمعناه وقرأناه من اللاعبين منذ سنوات سبقت عن التغيرات المناخية وحرب الفضاء حقيقة واقعة بموجب المواقع، ولماذا بالشرق الاوسط، لدول العرب فقط دون تل ابيب وطهران؟ فنحن أمة في خطر وصدق معمر القذافي حين أنذر، ولكن سخرية قومه كانت أقسى وأمر فمن الذي اخترق لتلك العقول البائسة فهل للتغيرات المناخية من أثر؟! أصبح منا يسأل ولا يستطيع الجواب، لقد أعترانا الجهل ولباس الذل فحق علينا الدمار والابادة والاستعمار من الغزاة الجدد، ومن السذاجة أن نطلب الحماية من عدو يعلن عداوته بالعلن.. كبش يحتمي بذئب هذه فقط نفهمها بأنها غباء من الكبش فكيف لا نفهم ما نعمله بأنها وسيلة لتسهيل اهداف العدو الذي أتاك من خارج الحدود ليلتهم كل ما لك من امن واستقرار ليبقيك في صراع مع نفسك دائم، وكل ما لك ليس لك؟فمن الغبي؟ هل حقا هو الكبش ام نحن؟ ألم نسمع خطاب جورج دبليو بوش 11/مارس/2002م واعلن (لن نرسل قوات أمريكية الى كل معركة، ولكن امريكا سوف تعمل بهمة على أعداد الأمم الأخرى للمعارك القادمة) اعلان لبدء الحروب والصراعات الشاملة واعطاء الضوء الأخضر لذلك وإلغاء لكل قوانين الامم المتحدة التي اتفقت عليها الدول ووقعت عليه.. ومن يخالف أوامر واشنطن يتحمل تبعات ما يفعل (من ليس معنا فهو علينا) تهديد للشرق الاوسط أعلنها بوش وهي عبارة مقتبسه من خطاب للكاهن في اسبانيا حفلة لحرق المسلمين:(المسيح له المجد، من ليس معنا فهو علينا، وأن كل شجرة لا تثمر وجب قطعها وإلقاؤها في النار، إن الذنب ذنبهم، ودماؤهم على رؤوسهم) فالحرب اذن على العرب عقائدية، عرقية، استعمارية، اطماعية، إبادية، تعمل على التمزيق والكراهية والفتنة، فهي حرب على الدين ولذا اخذت الغزو الفكري من اهم وسائل المعركة وهذا ما يشاهد اليوم من تأثيرات النمط الغربي و اللعبة الديمقراطية الأمريكية بالحكم والقبول بنتائجها، ومانجده ونلمسه من مركزية يلمسها المواطن من خلال تعاملاته بصورة واضحة وجلية وخاصة فيما يتعلق بالحقوق والواجبات، وما يحس ويشعر من اختلافات من منطقة الى منطقة اخرى في تعاملها وسلوكها والنظرة الدونية للآخرين بما نسميها اليوم بالمناطقية والقبلية،وماهي الا وسائل قد أختلقها العدو لتحقيق اهدافه الاستعمارية وما اعلنه الرئيس الأمريكي بوش في اعداد الامم و ما أكده الرئيس الخلف أوباما في خطابه بتاريخ 20/أكتوبر /2011م حين قال:(حققنا من غير ان يكون لنا جندي هناك) وقد أكده من قبل رئيس الاركان الإسرائيلي عام 2003 في تصريحاته (لم يعد هناك شئ إسمه عالم عربي) مما يؤكد ان المؤامرة صهيونية لاجل قيام الدولة اليهوديّة من النيل الى الفرات ولطمس الدين الاسلامي وإقتلاع أهله (السنة) من الوجود.. وماذلك بخاف فموقع (X) مفتوح لمن اراد الدخول إليه متاح للجميع.. فالمعركة مصيرية.. والصراع على البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب وخليج عدن دون سواه لتحقيق الاهداف التوراتية كما يدعون وتقسيم الشرق الاوسط على معاول الغرب وايران.
وعلى الجنوبيين ان يدركوا مكامن اللعبة لانهم مستهدفون كسنة اولا وكمنطقة استراتيجية مهمة للقارات الثلاث ثانيا وكأرض شابة غضة بما تحمله من ثروات هائلة آمنة ثالثا.. فكونوا على حذر وحافظوا على العقول وأستردوا منها ما سرق، لانها هي الثروة الحقيقية للحفاظ على الدين والإنسان والوطن والهوية وللثروة الآمنة المستدامة.
إن الاصلاحات في ارضنا الجنوبية لا يتوقف عند مكافحة الفساد الذي لا نرى فيه إلا شعارا فقط وانما لمكافحة الطبقية المقيتة التي تعتمد على تقليل من كرامة البشر، والمركزية المنتهكة للحقوق والسلوك في تعاملها.. اعملوا على المساواة لتقوية الاواصر والصف والتلاحم لسد الاختلالات منعا لنفاذ العدو من خلالها والالتفاف حول القيادة الجنوبية الممثلة، لاطفاء الاشاعات منعا لاضعاف النسيج الجنوبي الجنوبي والاعتماد على النفس للبناء والتنمية والدفاع عن الارض والعرض والدين لنبذ الخلافات والكراهية لاستعادة الدولة فالدولة لكل الجنوبيين هدف منشود للجميع .. فالمؤامرة كبيرة ومن لا أرض له.. لاحياة له ولا هوية ولا كرامة له ولا موقع له بين الأمم، فنحن أمة في خطر إن لم نتدارك الامر ونحسم اكلتنا الذئاب.. فمن فقد تفكيره، ساء تخطيطه.
من السخرية بمكان، حين نرى أن اليمن اخذت البقشة للجنوب وقالوا عنها نازحة وجاءت المنظمات ومعهم أفارقة وقالوا لها لاجئة، والامن الغذائي بقى للغربان له بائعة، والدولار لحامل الشنطة آكلة، ويبقى الجنوب على عتبة الدار بلا تصنيف صابرة.. ولسان حاله يقول: متى يستعيد الجنوب ترتيب أوراقه؟ والى متى نبقى بين الحظر والمحظور؟! وكيف يكون والي وانا وابن عمي على خالي؟!.. فلا يفيد الوعظ من بيته خرب. فالصراع اليوم بين الكبار،فلا مناص الجنوب الا بحسم الامر وتقرير المصير، فالارض ارضي والبحر بحري والمال السائب معرض للسرقة كما يقولون.