آخر تحديث :السبت - 15 مارس 2025 - 09:09 م

ثقافة وأدب


وللتكريم معان وتذكارات

السبت - 15 مارس 2025 - 05:35 م بتوقيت عدن

وللتكريم معان وتذكارات

نجيب مقبل

اعتز كثيرا بتكريمي مع نخبة الصحفيين والاعلاميين والكتاب في العاصمة عدن في حفل التكريم الذي نظمته نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين برعاية كريمة من الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي يوم الاربعاء الموافق 13 مارس 2025م بمقر النقابة في مديرية التواهي بالعاصمة عدن .

والشكر موصول لكل من كان له يد بيضاء في اختياري مع اسماء صحفية وإعلامية مرموقة ذات وزن رفيع كان لها دور في نهوض الصحافة والإعلام في عدن والجنوب، وهي التي واصلت حمل لواء التألق في المشهد الصحفي والإعلامي من الرواد الأوائل منذ منتصف القرن الماضي، وكانوا خير خلف لهم في الصحافة والإذاعة والتلفزيون فصنعوا مجد الاعلام في الدولة الوطنية في الجنوب بعد الاستقلال الوطني عام ١٩٦٧ م في المؤسسات الإعلامية الجنوبية : إذاعة وتلفزيون عدن، وكالة أنباء عدن ، صحيفة (١٤ اكتوبر)، صحيفة (الجندي) العسكرية ، (الثقافة الجديدة) وصحيفة (الثوري ) وصحف غير رسمية وغيرها.


في تلك الأمسية الرمضانية جاء المكرمون محمولين على اكتاف هذا الزمن الجميل، ولكن معظمهم نالهم نكران الدولة التي أتت عام ١٩٩٠م وعانوا من حكام سلطة ٧/٧ الذين تسلطوا عليهم بعد حرب ١٩٩٤م الغاشمة بعقليتهم الإقصائية ونظرتهم الاستعلايية وطمسهم لتاريخ وابداع الجنوب ومبدعيه ومنهم مبدعو الصحافة والإعلام ، فجعلتهم هذه السلطة الغاشمة في الهامش بعد أن كانوا نجوما لامعة ، فيما بقي هنالك من عمل في هذه المؤسسات الإعلامية الجنوبية بحكم الوظيفة وناضل وكافح لاثبات الوجود وعدم الاستسلام لسياسة (خليك في البيت) التي طالت قامات اعلامية كانت تضيء سماء الإعلام ، ونافحوا بمهنيتهم وانتماءهم كل إجراءات الطمس الرسمية وحملوا بكل تواضع رسالة التنوير والتمسك بالهوية والتراث الوطني رغم سياسة الإلغاء والتهميش والاقصاء الرسمية لكل ما ومن ينتمي للجنوب .

في امسيتنا الرمضانية هذه ...جاء هؤلاء النخبة المختارة إلى مقر نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في التواهي ، المكان الذي كان منارة إعلامية وثقافية وفنية، ليجدوا في هذا الحفل من يستعيد لهم كرامتهم المهنية ويرمم جراحاتهم الإنسانية ويكرم تاريخهم المهني .. ويقول لهم : شكرا على تاريخكم وزملائكم الذين جايلوا معكم ، وها أنتم في هذا المكان المنارة (مقر النقابة) الذي كان شعلة ومنارة إعلامية وثقافية وفنية وفكرية ذات زمن مضى لتكتمل الاستعادة المكانية مع جمالية زمنكم الإبداعي .

إنها لحظة استعادة للذاكرة الابداعية لنخبة من جيل من المبدعين التي غيبتها سلطة ٧/٧ وعقليتها الاحتلالية في الجنوب ومارست نهشا للأرض والتاريخ والإبداع والهوية والتراث وغيبت معها سطوع نجومها المبدعين .. ومنهم النخبة المكرمة .. جاءوا وفي النفس أمل باستعادة هذا الزمن الجميل.


وفاء لكل من جايل بداياتي


أشعر بالتواضع وأنا أقف مع المكرمين لأنني، وان كنت قد سطرت تاريخا شخصيا متواضعا في الصحافة والأدب والثقافة والشعر لما يقارب من نصف قرن منذ كنت شابا يافعا في سبعينيات القرن الماضي، أرى في هذه اللحظة ألا انسى الزملاء المبدعين والمخضرمين الذين تمنيت أن يكونوا معنا في أمسية التكريم هذه حتى يشعروا باستعادة ذواتهم الابداعية التي سلبت ونالها غبار الإهمال والاقصاء .

اود ان اتذكر مثلا في هذه اللحظة، بصورة خاصة وفاء لبداياتي، أول خطوة لي في بلاط صاحبة الجلالة في أحد أيام صيف عدن الحار من عام ١٩٧٧م ومعي في هذه المغامرة زميلان شابان يافعان هما الصحفي الوثائقي حسن قاسم ، والشاعر الراحل عوض الشقاع ، وأتذكر كيف كنا نحن ثلاثتنا دخلنا معا عالم الصحافة في يوم واحد وبدانا نحبو مهنيا في وسط حيوي يملأه صحفيون عريقون امثال محمد عمر بحاح و محبوب علي اطال الله في عمريهما في إدارة وسكرتارية التحرير، والاستاذ محمد عبدالله فارع مؤسس قسم الصفحة الرياضية وحسين يوسف وغيرهما ، وعلي الضحياني ومحمد عبدالله مخشف وعلي بارادم في الاخبار ، والطاف محمد عبدالله في الارشيف، وعمر باوزير وعبدالله عبدالاله في التحقيقات وشكيب عوض والشاعر الغنائي محمد النعماني والزميلة نادرة عبدالقدوس وغازي عبدالملك في القسم الثقافي وقيس احمد حسن المخرج الصحفي .. وطابور من الصحفيين المخضرمين وجلهم وافاهم الأجل إلا نفر قليل مازالوا على أرض البسيطة.

وددت في هذه اللحظة التكريمية لهم ولكل من عاصرتهم مهنيا في صحيفة (١٤ اكتوبر) في مقرها بقصر السلطان بالرزميت في كريتر أن يشاركوني متعة شعوري بالامتنان لماضينا الجميل وبداياتي الخجولة في قصر السلطان وانا ادلف بلاط صاحبة الجلالة، وان يصافحوا معي المكرمين (بكسر الراء) ويستلموا الشهادة التقديرية المدونة بحبر الوفاء ، ووددت أيضا أن اشرك معهم كل من عاصر مسيرتي الصحفي منذ السبعينيات من القرن الماضي وحتى العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وحتى تسنمي قيادة الصحيفة ، والأمر كذلك لمسيرتي الذهبية في ثمانينات دار الهمداني للطباعة والتاليف والنشر وقائده الراحل أحمد سالم الحنكي مع الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف والقاص عادل ناصر ونحن نبدع في إصدار ما يقارب (300) كتاب .


واخيرا.. الوفاء والامتنان لأخي وشقيقي المرحوم نبيل محمد مقبل مدير الاخراج الفني الأسبق .. الرائد في ادخال العصر الاليكتروني إلى الصحافة.. والذي زاملني في مغامرات التجديد والانتقال من الاخراج اليدوي إلى الاخراج الاليكتروني منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي .

معا أخرجنا صحيفة (ملحق 14اكتوبر الثقافي) كاملا بإخراج اليكتروني كأول تجربة في تاريخ الصحافة العدنية ، كما تزاملنا في تجربة فريدة بمغامرة فردية بإخراج الصفحة الأولى من صحيفة (14اكتوبر) بالاخراج الاليكتروني ونظام التوزيع المكاني للاخبار بنظام المسطحات ، و قاد من موقعه مديرا عاما للاخراج الفني نقل الصحيفة من الكتابة الورقية والتنضيد إلى التراسل الاليكتروني للنصوص والصور بصورة مباشرة من التحرير الصحفي إلى الاخراج الفني، وكان ذلك نقلة نوعية سبقت بها الصحيفة (14 اكتوبر) صحفا عريقة في الداخل والخارج.

لروحه السلام.. ولريادته الفنية ورؤيته الاستباقية في مواكبة العصر الاليكتروني في فن الاخراج الصحفي استحقاق التذكير بانجازاته الفنية وشراكته المعنوية لي في هذا التكريم.


هذا نزر يسير من رفقاء الدرب المهني والانساني ولكل مرحلة زملاء لا ينسون.. فلكل واحد منهم تحية وفاء وعرفان .


بين جيلين


الدرس الذي أود طرحه بهذه المناسبة أمام جيلنا الإعلامي والثقافي الشاب من الجيل الجديد وهم يخوضون غمار الرسالة الإعلامية المعاصرة والتقنية الحديثة والتحدي المهني والوطني، ألا ينسوا جميل جيل آبائهم والرواد في صناعة زمنهم الماضي وان ينظروا إليهم باعتزاز وفخر والا يدخروا سانحة للاستفادة من خبراتهم المهنية والوطنية والإبداعية والإنسانية بكل انفتاح وسعة صدر ، لأنهم اليوم وهم الجيل الصاعد سوف يصيرون في المستقبل آباء ومخضرمين وسيحتاجون من الأحفاد أن يذكروهم بخير على ماضيهم المهني ويكرموا تاريخهم الذي كانوا فيه ويستعيدوا جمالية زمنهم بكل فخر واعتزاز .

علينا أن نتعلم ثقافة المجايلة وفن إدارة تعاقب الأجيال دون نكران فضل أو تجاهل مهني اوتهميش وتعال على زمن ما من ماض ولى .. فمن لا آباء له لن يكون له في المستقبل أبناء مخلصون يتذكرون ماضيه ويستعيدون مجدا كان فيه.


تساؤل مشروع


يتساءل الكثير من المبدعين المخضرمين الذين حضروا أو لم يحضروا الأمسية الرمضانية:

أين نحن من هذا التكريم؟

وحسب ما أكده النقيب عيدروس باحشوان في كلمته الافتتاحية أن قائمة التكريم متواصلة وفي مناسبات قادمة ، فلا يتسرب اليأس أو القنوط اليهم، ولا محالة سيكونون في دائرة التكريم والعرفان والوفاء لمسيرتهم.


واخيرا...

بهذه المناسبة اتقدم بالشكر والعرفان لكل من الاساتذة :

سالم ثابت العولقي رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي.

مختار اليافعي نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي.

عيدروس باحشوان نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.


لقد بداتم رحلة التكريم بخطوة ، ولا شك أنها ستسمر بخطوات واسعة في المستقبل، فهؤلاء زملاء لنا أثروا الحياة الإعلامية والابداعية بكل ما هو جميل وخلاق ويستحقون أن ينالوا هذا الشرف.


قائمة المكرمين:

وقائمة التكريم ضمت احد عشرة من الصحفيين والإعلاميين والكتاب المخضرمين من نخبة الصحافة والإعلام في العاصمة عدن والجنوب وهم :

١- الأستاذة رضية شمشير:

الشخصية السياسية والإعلامية ، واول خريجة جامعية في الاعلام من الجزائر ، واول رئيس تحرير مجلة ( الثقافة الجديدة) ومجلة (اتحاد نساء) وغيرهما.

٢-الاستاذ واثق شاذلي:

القامة الإعلامية المخضرمة والنقابي والإداري المخضرم واحد مؤسسي منظمة الصحفيين في الجنوب.

٣- الاستاذ فاروق علي ناصر :

القلم الصحفي والإعلامي الحر الذي قارع سلطة الاحتلال الاوليجارشي العسكري القبلي اليمني بعد حرب ١٩٩٤م وأحد رموز الحراك الجنوبي.

٤-الاستاذ محسن سالم مكيش :

مدير مكتب الاعلام بالعاصمة عدن والإداري المخضرم لشؤون الإعلام والاعلاميين فيها

٥- الاستاذ عبدالكريم الشعبي:

مدير تحرير وكالة أنباء عدن الاسبق واحد القياديين المخضرمين في الوكالة

٦- الأستاذة زهرة رحمة الله:

القاصة والاديبة والصحفية المخضرمة في السبعينيات في الصحافة الثقافية واحد كوادر وكالة أنباء عدن.

٧- الاستاذ نجيب محمد مقبل :

رئيس تحرير صحيفة (14 اكتوبر) الأسبق ، الشاعر والأديب ، واحد رواد الصحافة الثقافية

٨- الاستاذ ناصر محمد عبدالله:

رئيس إدارة الشباب والرياضة في صحيفة (14 اكتوبر) واحد الصحفيين المخضرمين في الاعلام الرياضي

٩- الاستاذ علوي علي :

المخرج والمصور التلفزيوني المخضرم في( قناة عدن) ومن جيل أوائل المخرجين .

١٠-الاستاذ يحيى عثمان:

الصوت الاذاعي والتلفزيوني والمذيع المخضرم في إذاعة وتلفزيون عدن.

١١- الاستاذ منصور منور:

الصحفي والإعلامي في الاعلام العسكري والاعلامي في الفنون والثقافة.