كشف تقرير لمركز أبحاث مقره بريطانيا أن الحوثيين يستخدمون خلايا وقود الهيدروجين المصنعة في الصين لبناء طائرات مسيرة أكثر سرية، بحسب صحيفة المونيتور.
ووفقًا لتقرير مركز أبحاث تسليح الصراعات، وهو منظمة غير حكومية، يبدو أن المتمردين الحوثيين في اليمن يستكشفون خطوة تقنية جديدة في التصنيع المحلي لطائراتهم الهجومية المسيرة باستخدام خلايا وقود الهيدروجين؛ ما يمنح طائراتهم المسيرة مدى أطول ومحركات أكثر هدوءًا ويقلل من اكتشافها بواسطة الدفاعات الجوية.
وأضافت الصحيفة أن عبوات غاز الهيدروجين الصينية الصنع كانت من بين مكونات الطائرات المسيرة المهربة التي عثرت عليها قوات يمنية، وعرضتها على باحثين في مركز أبحاث تسليح الصراعات.
وقالت القوات اليمنية لمحققي مركز أبحاث الصراعات إن المكونات تم ضبطها على متن سفينة شحن، محملة بالأسمدة الكيميائية، في البحر الأحمر في أغسطس/آب 2024 كانت متجهة إلى ميناء الصليف، في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.
ومن بين الغنيمة، مئات الطائرات التجارية المسيرة الجاهزة، وهياكلها وزعانفها، وهي مطابقة لتلك الموجودة في الصواريخ الموجهة من طراز بدر 270 الإيرانية، ومحركات نفاثة صغيرة، ومكونات لكشف الطائرات المسيرة والتدابير الإلكترونية المضادة.
وأشارت الصحيفة إلى أن غاز الهيدروجين يُعد ابتكارًا جديدًا نسبيًا في تشغيل الطائرات المسيرة، حيث بدأت شركة دوسان الكورية الجنوبية في تصنيع أول طائرة تجارية مسيرة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين بكميات كبيرة في العام 2022.
وعادةً، تعمل الطائرات المسيرة المُسلّحة المستخدمة في اليمن والصراعات الأخرى حول العالم بمحركات احتراق تعمل بالبنزين أو الديزل، بينما تعتمد طائرات أخرى على بطاريات ليثيوم أيون.
ويُشير هذا الاكتشاف إلى أن الحوثيين كانوا يجرون تجارب على تحويل غاز الهيدروجين إلى كهرباء لتشغيل الطائرات المسيرة؛ ما يزيد من مداها بشكل كبير، حيث تُشير تقارير إلى أنه يضاعف مداها ثلاث مرات، ويجعلها أقل قابلية للكشف من قِبل الدفاعات الجوية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثيين أعلنوا في أواخر العام 2023 عن حملة لاستهداف الشحن التجاري في البحر الأحمر المرتبط بإسرائيل، ردًا على قصف إسرائيل لقطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، هاجم الحوثيون أكثر من ٢٠ سفينة تجارية تحمل أعلامًا وطنية مختلفة، فأغرقوا اثنتين منها وقتلوا أربعة من أفراد طاقمها.
وعلى الرغم من أن حملة الاعتراض البحرية والجوية لهجمات الحوثيين شملت أشدّ وتيرة عمليات قتالية نفذتها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، فإنها، علاوة على سلسلة لا نهاية لها من العقوبات الاقتصادية الأمريكية، فشلت في وقف قدرة الحوثيين على توريد مكونات أسلحة دقيقة.
وفي الوقت نفسه، واجهت البحرية الأمريكية صعوبة في تتبع ومنع تهريب مكونات أسلحة إيرانية متطورة إلى الحوثيين.