آخر تحديث :الخميس - 13 مارس 2025 - 02:58 م

كتابات واقلام


وزارة شؤون القبائل في اليمن بين تعزيز الهياكل القبلية وتحديات بناء الدولة المدنية

الخميس - 13 مارس 2025 - الساعة 05:48 ص

د/ عارف محمد عباد السقاف
بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب




تعد القبيلة ركيزة أساسية في التركيبة الاجتماعية لليمن، حيث تلعب دورا محوريا في الحياة السياسية والاجتماعية. وقد أدى هذا التأثير إلى تخصيص هياكل حكومية، مثل وزارة شؤون القبائل، التي تخصص لها ميزانيات كبيرة من المال العام. يثير وجود مثل هذه الوزارة تساؤلات حول التمييز بين أفراد المجتمع، حيث يمنح للقبائل وضع خاص يميزهم عن بقية الشعب، مما قد يعتبر تصنيفا غير عادل لأفراد المجتمع.

تشير بعض المصادر إلى أن النفوذ القبلي أثر سلبا على بناء الدولة اليمنية وتطوير مؤسساتها. كما أن السياسات التي اعتمدت على استقطاب زعماء القبائل إلى جهاز الدولة أدت إلى تعزيز ثروة ونفوذ بعض الشيوخ، مما أضعف الروابط بينهم وبين أفراد قبائلهم. هذه الديناميكيات قد تساهم في تعزيز الهياكل القبلية على حساب بناء دولة مدنية حديثة تحقق المساواة بين جميع المواطنين.

في ظل هذه الظروف، يثار التساؤل حول ضرورة إعادة النظر في الهياكل الحكومية التي تكرس التمييز بين مكونات المجتمع، مثل وزارة شؤون القبائل. إلغاء مثل هذه الوزارات قد يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية مؤسسات الدولة المدنية، مما يعزز العدالة والمساواة بين جميع أفراد الشعب، بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية.

لتحقيق ذلك، يجب على صناع القرار في اليمن العمل على تعزيز سيادة القانون وتقوية مؤسسات الدولة المدنية التي تقدم الخدمات لجميع المواطنين دون تمييز. كما ينبغي تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية تجاوز الهياكل القبلية التقليدية والتوجه نحو بناء دولة حديثة تحقق العدالة والمساواة للجميع.